والد ضحيتي «أتوبيس أكتوبر»: فقدت ابني.. وشقيقته الوحيدة تصارع الموت (فيديو وصور)

«بينما كان ابني وشقيقته وابن عمتهما، يلعبون ويضحكون ويستمتعون بوقتهم معًا، دهسهم أتوبيس يقوده طفل في مثل أعمارهم» في مدينة السادس من أكتوبر، قال على عبدالعال، هذه الكلماتِ وهو يطالع ابنته الناجية الوحيدة من الموت بأحد المستشفيات.
مشهد انخلع معه قلب الأب
الحادث أصاب والد الضحية الأولى وشقيقته الناجية، بالصدمة، بعد أن شاهد مقطعًا مصورًا لمرور الأتوبيس على أجساد الضحايا- انخلع معه قلبه، ليضيف باكيًا ل«المصري اليوم»: «الحزن تملكني ولم أستطع سوى البكاء، لم أنجب سوى محمد بالصف الرابع الابتدائي، وهاجر بالصف الخامس الابتدائي، فقدت الأول، وابنتي خايف تموت لأن إصابتها شديدة، وابن أختي (عبده) بالصف الثالث الإعدادي، كان يعيش بيننا وزي عيالي، مات وهو كان يقود الدراجة البخارية ووراءه الطفلان يضحكون في براءة».
الطفل المتهم لا يتجاوز عمره 14 ربيعًا، كان يقود أتوبيسًا خاصًا يعمل عليه والده، بسرعة جنونية، ودهس وهو في طريقه الأطفال ال3، ولاذ بالفرار بعد أن طرحهم أرضًا، قبل أن يُلقى بالقبض عليه.
اقرأ أيضًا| أسرة «صيدلانية أكتوبر»: طفل دهسها بسيارته ودمر حياتنا
أعطاه مفاتيح الأتوبيس كعادته
والد المتهم أعطاه مفاتيح الأتوبيس بسهولة كعادته، ليتوجه إلى الجراج «علشان يغسله»، تدمع عين والد الطفلين «محمد»، و«هاجر»، وهو يسرد تفاصيل الحادث، ويواصل في حسرة: «كنتُ في عملى، والنّاس اتصلت علىّ توجهت لبيتى وكانت المأساة ماثلة أمام عينى.. أجساد الصغار نجلى وابن أختى ممددة أمامى، اثنان لفظا أنفاسهما والثالثة هاجر ابنتى حملتها للمستشفى، ويارب تقوم بالسلامة».
«فين محمد.. فين عبده.. راحوا فين؟!»
«هاجر»، مٌصابة بكدمات وجُروح في الرئة اليسرى «لازم يتشفط منه هواء»، ولا تقوى على الحركة ولا الضحك أو الركض كعادتها بسبب «كسور في الفقرة الخامسة بالظهر ومنتصف الفخد الأيسر، وعظمة الساق»، حتى أحضانها الدافئة وحنيتها حُرم منها، وبين الحين والآخر تسألهم «فين محمد.. فين عبده.. راحوا فين؟!.. محدش فيهم زارنى»، هكذا كشف والد الطفلة، جزءًا من مأساته.
وأضاف: «الطفل المتهم كان قدامى لم أمسه بسوءِ، وكان بإمكانى، وأمه كانت أمام عينى، ولم أفعل لها شيئًا، انتظرت القصاص بالقانون، واتهمت والد الطفل بالإهمال الجسيم والتسبب بالحادث لأنه اعتاد اعطاء المفاتيح لابنه والتحرك بالأتوبيس والمنطقة كلها تشهد على ذلك».
فرامل الأتوبيس كانت إنذارًا بالموت
وبموقع الحادث، يحكى شهود العيان، أن صوت «فرامل الأتوبيس» أحدثت رعبًا كبيرًا، ليفاجأ الجميع بأحد الأطفال يجلس على كرسى القيادة، والفرامل كانت إنذارًا بالموت لدهس 3 أطفال أثناء استقلالهم دراجة آلية، في مشهد مروع حملوا جثتى طفلين وطفلة مُصابة لسيارة الإسعاف، وصرخوا «الله يجازى اللى كان السبب».
كاميرات المراقبة المطلة على مسرح الواقعة، بينت انحراف الأتوبيس واصطدامه بالمجنى عليهم، ثم اصطدامه بسيارة متوقفة على جانب الطريق.
اقرأ أيضًا| طفل يقود سيارة والدته.. ماذا حدث في جريمة دهس «أماني» صيدلانية أكتوبر؟ (القصة الكاملة)
«خدت الأتوبيس من ورا أبويا»
«أنا خدت الأتوبيس من ورا أبويا»، قالها الطفل المتهم خلال تحقيقات النيابة العامة، حتى فُوجئ حال مروره بأحد المنحنيات بالمجنى عليهم فصدمهم خطأً، وأكدت تحريات الشرطة حدوثَ الواقعة على هذا النحو، وأن الطفل المتهم قادَ الأتوبيس المملوك لوالده خلسةً من غير علمه، وعلى هذا أمرت النيابة بإيداعه إحدى دور الرعاية الاجتماعية كبديل للحبس الاحتياطى.
النيابة العامة ذكرت في بيان، أنه هذا وإزاء تَكرر وقوع مثل هذا الحادث- سواءٌ بسماح أولياء الأمور لبنيهم الأطفال بقيادة المركبات أو الدراجات الآلية مع صغر عمرهم، أو ضعف رقابتهم عليهم، ما يتيح لهم استقلالها وقيادتها خلسةً دون علمهم- فإن النيابة تهيب بهم إحكام السيطرة على أطفالهم ومنعهم تمامًا من قيادة المركبات في هذه السن، والالتزام بأحكام القانون التي حددت السنّ التي يُسمح فيها بصدور تراخيص القيادة.