أسرة «صيدلانية أكتوبر»: طفل دهسها بسيارته ودمر حياتنا

فى منزل أمانى الشامى، الصيدلانية، نائب مدير الطب الوقائى بالجيزة، أحزان لا تبارحه، هنا جارة تبكيها، وابن يرفض دخول البيت بعد غياب الأم، وزوج فى حالة صدمة مدوية بعدما دُهست «نصفه التانى» تحت عجلات سيارة طائشة يقودها طفل عند المحور المركزى. أفراد الأسرة عجز لسانهم عن وصف الكارثة التى ألمت بهم على غفلة، فبمجرد هبوط «أمانى» من سيارة زوجها يرافقهما ابنهما «يوسف»، فى طريقهما لتوصيل الابنة «رقية» لمقر «كورس إنجليزى»، دهست الأم سيارة يقودها طفل بالصف الأول الثانوى. كان المشهد مروعًا بتفاصيله المأساوية، وفق الدكتور «عبدالله»، شقيق المجنى عليها، فقد وقع أمام عين الزوج والابن: «الطالبُ لم يستطع تفادى سيارة أمامه فاصطدم بجسد أختى فطارت فى الهواء، ثم هبطت على الأرض جثة هامدة».
فزعت الابنة «رقية»، حين أخبرها زملاؤها ب«الكورس» واتصل عليها والدها: «انزلى ماما عملت حادثة!»، لم تصدق: «دى لسه مطلعانى فوق ل(الكورس)». طبيبة تواجدت بالصدفة بمكان الحادث، أذاعت الخبر كالصدمة على الجميع: «ماتت!». نُقلت جثة «أمانى» لثلاجة مستشفى أكتوبر المركزى، وجاء بتقرير طبى بشأن أسباب الوفاة أنّها نتجت عن كسر قاع الجمجمة، والساق، وسحجات بالوجه والأنف ونزيف حاد. وفاة نائب مدير الطب الوقائى بالجيزة فاجعة لم تتحملها أفراد أسرتها، ويبكيها طفلاها «يوسف» و«رقية»، أكبرهما 11 عامًا بالصف الخامس الابتدائى: «ماما كانت عاوزانا دكاترة زيها هى وإخواتها، وبتعلمنا كويس قوى»، كما ينعاها زملاؤها بالعمل: «مثال للتفانى والإخلاص فى شغلها». ومنذ فترة كتبت «أمانى» على صفحتها بموقع «فيسبوك» فى ذكرى وفاة أمها: «ربنا يلحقنى بكِ على خير»، ويؤكد شقيقها: «بنحسبها شهيدة عند ربنا، لكننا عاوزين حقها بالقانون.. لازم يتحاسب الطفل ووالدته لأنها مسؤولة عن الحادث، أسرتنا كلها تحطمت ودُمرت بفقدان أمانى، وطفلاها فى انهيار تام ولا يذهبان لمدرستهما».
بموقع الحادث حضرت والدة الطفل، وهى طبيبة أسنان، وقالت إن السيارة التى كان يقودها ابنها ملكها، والابن أخذها دون علمها. بناءً عليه، قررت النيابة العامة حبس الطفل المتهم، ويُدعى «ع. م»، 4 أيام احتياطيًا، فيما أخلت سبيل أمه بكفالة 5 آلاف جنيه. فيديوهات حصلت عليها أسرة المجنى عليها من حساب المتهم بموقع «إنستجرام»، تؤكد أنه كان يقود السيارة بشكلٍ دائم، وتقول أسرة الصيدلانية: «الولدُ أمه اشترت له السيارة»، وبأحد الفيديوهات كان الطفل يسير بسرعة 170 كيلومترًا فى الساعة. ولا تطالب أسرة ضحية الدهس سوى ب«تقديم الطفل ووالدته للمحاكمة»، وهم يتحققون من أقوال منسوبة لوالدة المتهم: «أبوه مدلعه واشترى له العربية».
وعقب الحادث رفض نجلا المجنى عليها دخول المنزل، وكذا زوجها «أيمن»، مهندس أجهزة طبية، وجميعهم يزور قبر الضحية يوميًا ويتحدثون إليها كأنها «عايشة معاهم». أكدت النيابة العامة أنها اطلعت على مقطع مُصوّر للواقعة، وعلى تقرير مفتش الصحة الخاصّ بفحص جثمان المتوفاة، واستجوبت مالكة السيارة- والدة الطفل المتهم- فأنكرت ما نُسب إليها من سماحها لابنها بقيادة السيارة دونَ حصوله على رخصة قيادة.