إيمان عفيفى: من أهم أسس الإتيكيت عدم التعامل مع الحماة بمنطق الندية والذكاء فى التعامل الفيصل فى العلاقة الإكثار من التواصل مع والدة الزوج من الممكن أن يتسبب فى كثير من المشكلات لذلك ننصح بتقليل الزيارات
علاقة والدة الزوج وزوجة الابن من أكثر العلاقات شدا وجذبا من قديم الأزل، والصولات والجولات بين الطرفين مازالت حتى الآن مادة خصبة للأعمال الدرامية. وجسدت الفنانة الراحلة مارى منيب دور الحماة من جانبها المتشدد، لكن على الجانب الآخر نكتشف أنها فى نهاية العمل السينمائى كان دافعها لتلك الطريقة فى المعاملة مع زوجة ابنها أو زوج ابنتها كان دافعها الحب والخوف. ولذا يمكن القول إن كثيرا من تلك الأعمال ظلمت الحماة فى تناولها، فكثير من العلاقات بين الأزواج وحمواتهم تتسم بالحب ومعاملة الأم لابنها. والأمر كله يرجع إلى طريقة المعاملة المتبادلة بين الطرفين، وهو ما يمكن أن نسميه بإتيكيت أو أسلوب التعامل الأمثل مع الحموات، وهو ما حاولنا التوصل إليه وطرحه عبر السطور المقبلة لتفادى أى صدام، وتصفية الأجواء بين الطرفين فى هذا الشهر الكريم وقبل دخول العيد. اعترضت خبيرة الإتيكيت إيمان عفيفى فى مستهل كلامها على لفظ "الحماة" وتوضح قائلة: فى الأساس لابد من الاعتراف أن التعامل بذكاء مع والدة الزوج أمر فى غاية الأهمية وفى الوقت نفسه يجب على الزوجة ألا تركز فى محاولاتها المستمرة فى إلحاق الضرر سواء النفسى أوخطط الوقيعة بينها وبين زوجها، لذلك لابد ألا تأخذ الزوجة كل الأمور بشكل مباشر ومن هنا أنا شخصيا لا أفضل لفظ الحماة لأنها مسمى لا أراه لطيفا بل هى كلمة ثقيلة ومن الممكن أن أناديها ب"طنط" أو "ماما" أو أى اسم آخر لكنها ليست أمى التى أتحدث معها وأفتح لها قلبى بل هى والدة زوجى وهو لا يمنع أن أعاملها أيضا وكأنها فى مكانة أمى. منطق الندية وتضيف أن من أهم أسس الإتيكيت ألا أتعامل معها بمنطق الندية، والفيصل فى النهاية هو أننى لو ذكية سأجيد التعامل معها بشكل صحيح لأنه من الخطأ أن تشتكى الزوجة لزوجها من والدته بشكل مباشر ولكن من الأفضل أن تلفت انتباهه لمعاملة والدته لها دون أن تشعره بالإساءة لوالدته. وتؤكد عفيفى أن الإكثار من التواصل مع والدة الزوج من الممكن أن يتسبب فى كثير من المشكلات لذلك تنصح بالتقليل من الزيارات وعليها أن تتفادى المشكلات باختراع الأسباب والبحث عن المبررات التى تجعل الخطأ لا يقع عليها أمام زوجها. وعن إتيكيت المجاملات والهدايا بين زوجة الابن ووالدة الزوج تقول خبيرة الإتيكيت إيمان عفيفى: لابد أن تحرص زوجة الابن على تقديم الهدايا فى المناسبات المختلفة، وأعتقد أن ذلك ليس من أساسيات الإتيكيت فقط بل أيضا هى الأصول التى تربينا عليها وهى جزء من ثقافتنا ولكن بدون مبالغة وألا تكون الهدية باهظة الثمن، لأن البساطة فى الهدايا تعتبر إتيكيتاً فى حد ذاته ومن الممكن أن تسعدها ربما أكثر من الهدايا باهظة الثمن إذا كانت زوجة الابن على دراية بما تحب والدة زوجها وما تكره، وذلك لأن الإتيكيت هو فن التعامل مع الأشخاص والذكاء جزء مهم جدا منه. لغة الجسد وتستكمل الحديث رغدة السعيد خبيرة الإتيكيت ومدربة المهارات البشرية قائلة: لغة الجسد هى جزء من الإتيكيت بشكل عام، ولكن بين والدة الزوج وزوجة ابنها ليست إتيكيتاً بقدر ما هى مهارات تعامل والتى معها أيضا يتطلب مهارات التواصل الصحيح، ولابد لزوجة الابن أن تتعامل مع حماتها وكأنها أم مع الاحتفاظ بجزئية الخصوصية الموجودة بين البنت والأم الحقيقية مثل الشكوى من الزوج ، فهذه الشكوى تكون للأم الحقيقة وليست الحماة. وتوصى رغدة السعيد زوجة الابن بأهمية أن تضع نفسها بمكان حماتها، كما أنها لابد أن تتعامل مع الأمور ببساطة وأن تتعامل مع المواقف المجبرة عليها وكأن الأمر باختيارها، فمثلا هناك دعوة إجبارية للإفطار فى أول يوم رمضان تتم فى بيت الحماة قد لا تفضلها زوجة الابن، ولو أخذت فى اعتبارها أن تلبيتها لدعوة حماتها هو قرار شخصى فى الأساس وبكامل إرادتها واختيارها، ستتقبل الدعوة بصدر رحب. وتمضى خبيرة الإتيكيت فى الحديث قائلة: لابد أن نراعى الفجوة العمرية بين الطرفين، فوالدة الزوج تتعامل مع زوجة ابنها دائما وكأنها أخذت جزءاً مهماً جدا منها فتتعامل معها دائما وكأنها غريمتها وليست زوجة ابنها. وتؤكد السعيد على أن زوجة الابن، لابد أن تنقل لحماتها دائما الطاقة الإيجابية بالضحك والفكاهة فى وجهها وستجد حماتها نفسها مضطرة لمواجهة أى موقف بالضحك حتى لو كانت الضحكة مصطنعة. أسلوب الفكاهة وتضيف: على زوجة الابن ألا تركز على كل كلمة تتفوه بها حماتها إلا إذا كانت فى أمور مصيرية مثلا تربية الأولاد أو القرارات المهمة فى حياة أسرتها وحتى فى مثل هذه المواقف، لابد أن تستخدم أسلوب الفكاهة حتى لو تهكمت والدة الزوج على زوجة ابنها، وانتقدت على سبيل المثال ملابسها، يكون من الأفضل أن تضربها بكلمة أخرى ترد بها غيظها، ولكن بابتسامة عريضة وبنفس روح الفكاهة أيضا. الحموات لا يحملن قدرا كبيرا من القسوة كما تتصور الزوجة - والكلام للخبيرة رغدة السعيد - فربما يواجه الزوج مشكلة من نوع آخر مع والدة زوجته ولكن الزوج دائما أعقل ولا يعير اهتماما للتفاصيل ويأبى ألا يستسلم لها. لكن الزوجة تتعامل مع والدة زوجها وكأنها شخصية شريرة، مع الوضع فى الاعتبار أن هناك حموات بالفعل يستحيل التعامل معهن بسلاسة، لذلك من الإتيكيت أن تتعامل زوجة الابن مع مثل هذه الحالات بعقل الأطفال، وأؤكد على الفكاهة، خصوصا أن هناك حالات مستعصية بين الحموات هوايتها المفضلة التدخل فى أمور ابنها وزوجته الخاصة، ووسيلتهن الأكبر الزن على الأذن ولكن ضمن أسس الإتيكيت احترام الكبير وهو السلوك الواجب على زوجة الابن اتباعه . تبادل الزيارات وعن الإتيكيت فى تبادل الزيارات بين الزوجة ووالدة زوجها تتحدث السعيد قائلة: إذا كانت والدة الزوج فى ضيافة ابنها وزوجته فى البيت لابد أن تحتفى بها زوجة الابن وتوجه لها كل الاهتمام، حتى لو كان ذلك فى وجود والدتها الحقيقية، وستقدر الأم اهتمام ابنتها بوالدة زوجها وفى حالة تقديم المشروبات لابد أن تبدأ زوجة الابن بحماتها، وذلك دون أن تتجاهل والدتها، لأن الأمر الطبيعى هو أن الابنة دائما تتعامل مع أسرتها ببساطة لأنهم دائما يقدرون تعب وإجهاد الابنة بينما مع أسرة زوجها الوضع مختلف، ومن الطبيعى أن تهتم بكل تفاصيل استضافة أهل زوجها، حتى لو قللت والدة الزوج من شأن مجهود زوجة ابنها، وألا تنتظر رد فعل زوجها إزاء مواقف والدته، لأن رد فعل الزوج لن ينصف زوجته على حساب والدته لأنه سيحابى لوالدته على اعتبارها سيدة كبيرة أثقلها عناء التربية، وعلى الزوجة أن تدرك ذلك وتتقبله. جس النبض ونفس الوضع ينطبق فى حالة زيارة الزوجة لمنزل حماتها وهنا تختلف المواقف من شخصية لأخرى ولا تتشابه كل الحالات مع بعضها، بمعنى لو أن والدة الزوج تستعين بخادمة دائما مقيمة معها فى البيت، يصبح على زوجة الابن سؤال حماتها، إذا كانت تريد مساعدة منها أثناء الضيافة أم لا، وهنا المقصود السؤال وليس الاختراق، فلو سمحت لها بالمساعدة يكون عليها المساعدة، لأنه فى حالات أخرى من الممكن أن تنتقد والدة الزوج عدم مساعدة زوجة ابنها لها، وهناك حالات قد لا تفضل والدة الزوج أن تدخل زوجة ابنها مطبخها فكل شخصية لها طبيعة خاصة، لذلك لابد أن نعرف طبيعة النمط الذى نتعامل معه ونجرب بالسؤال أولا لجس النبض، ويستحسن أن يكون هذا السؤال الموجه لوالدة الزوج أمام ابنها حتى يشهد على والدته كإثبات حالة، وقد تجد الزوجة زوجها يجيب تلقائيا عنها وذلك حتى لا تقع الزوجة فى الخطأ وكل الحوارات والردود، لابد أن تكون من جانب زوجة الابن بصوت هادئ ومنخفض وبدون نظرات خبيثة خصوصاً أمام الزوج. وقد يندرج أيضا التعامل مع شقيقة الزوج الكبيرة والتى تعد بمثابة والدته، حسبما تضيف رغدة السعيد خبيرة الإتيكيت قائلة: فوجئت بزوجة تتصل بى وتعرض على مشكلتها وهى أن شقيقة زوجها تتعامل معها بمنطق الحماة، خصوصا أنها لم تتزوج، فكانت تجبرها على أن تجلس فى المقعد الخلفى أثناء خروجهم بسيارة زوجها، وكان هذا يضرها نفسيا ولكنى وضحت لها بأنها إذا فتحت لها باب السيارة وطلبت منها الجلوس فى المقعد الأمامى يكون هذا هو الإتيكيت، لأن من الإتيكيت أن تجلس السيدة المسنة فى المقعد الأمامى وعلى الزوجة أن تتقبل ذلك بصدر رحب، ولا يصح أن نأخذ الأمور بمنطق الحق المكتسب، ولابد أن تكون هناك حدود دائما غير مخترقة مع مراعاة التعامل بذوق شديد وألا تشتكى زوجة الابن لحماتها مهما كانت قوة العلاقة بينهما وذلك لأن والدة الابن لن تغفر لزوجة ابنها كسرة ابنها نفسيا أمام زوجته.