تشكو العديد من الزوجات من سوء معاملة الحموات لهن.. والتنكيد عليهن بفرض الأوامر ومحاولة الوقيعة بينهن وبين الأزواج.. صحيح أن هناك زوجات تكون علاقتهن بالحموات علي مايرام لهن إلا أن هؤلاء قلة قليلة بينما الأكثرية ترين أن الحماة نكدية ومشاكلها كثيرة. والسؤال: كيف يمكن للزوجة أن تتعامل مع الحماة النكدية وتتقي شرها كما يقولون؟! في البداية تقول الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن صورة الحماة النكدية انتشرت من خلال أفلام السينما وخاصة الأدوار التي قامت بتمثيلها الفنانة الراحلة ماري منيب مشيرة إلي أن الحماة النكدية تقلب حياة زوجة الابن رأساً علي عقب وتحولها إلي جحيم وعلي الزوجة أن تتعامل بكياسة وذكاء حتي تستطيع أن تتجنب شرها. أكدت علي أهمية استراتيجية التعامل مع الجزء المضيء في شخصية الحماة فقد تكون مسيطرة وعصبية وغيورة ولكنها علي الجانب الآخر حنونة وكريمة وعلي زوجة الابن أن تركز علي التعامل مع الحماة في هذه النقطة وتبتعد عن الجانب المظلم. اعتبرت د. سامية الزوج مسئولاًً مع الزوجة عن انجاح العلاقة بينها وبين أمه مشيرة إلي أنه من المفترض أن يتحمل الزوج مسئولية الحفاظ علي توازن العلاقة بين أمه من ناحية وزوجته من ناحية أخري ويضع النقاط علي الحروف من البداية وأن يراعي عدم التعامل مع طرف علي حساب طرف آخر خاصة الجانب الأضعف في كثير من الأحيان وهي الزوجة والتي يجب عليها أن تتحمل طوال الوقت ولا ترفع صوتها ودائماً هي التي تصبح مخطئة فلابد أن يعلم أن لكل من الزوجة والأم حقوقاً وواجبات ولكل منهما مساحة حرية لا يجب أن يتدخل فيها الطرف الآخر مؤكدة انه دائماً من الناحية الظاهرية ما تكون أم الزوج الأكثر مشاكسة وشراسة لأن لها سلطات أكبر من الناحية الداخلية قد يكون السبب سوء تصرفات الزوجة. الوقاية خير من الحماة * ولتجنب الوقوع في مأزق الحماة المتسلطة توجه الدكتورة مديحة الصفتي استاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية: مجموعة من النصائح للفتاة المقبلة علي الزواج علي رأسها عدم الزواج من الرجل "ابن أمه" عند الاختيار فهو لا يستطيع أن يفعل أي شيء دون الرجوع لوالدته. أضافت: شخصية الحماة تظهر أثناء الخطوبة فإذا شعرت الفتاة أنها متسلطة وتتدخل في كل شيء وأن خطيبها ينفذ كلامها فعليها أن تراجع نفسها جيداً قبل الزواج من هذا الرجل. تؤكد الدكتورة مديحة علي أن الزوجة الواعية لا تتدخل فيما يقدمه زوجها لأمه وما يهبه لها بل تساعده علي أن يكثر لها العطاء وتحاول هي أن تهديها هدايا قيمة وجميلة بين حين وآخر. وتؤكد الدكتورة هناء المرصفي استاذ علم الاجتماع بكلية بنات عين شمس: أن الحماة بطبيعتها لديها حب الامتلاك لأولادها فإنها تشعر في لحظة ما أن هذا الشيء الثمين تم أخذه منها وأصبح لشخص آخر هو الزوجة يمتلكه! أضافت: الزوجة الذكية هي التي تستطيع أن تأسر قلب حماتها بحسن معاملتها وأن تسعي لسماع كلام الحماة في كل صغيرة وكبيرة وإذا كانت مدعوة لدي حماتها علي الغداء أن تتفاني في مساعدتها ولا تجلس وكأنها ضيفة الشرف. أكدت أن علي الزوجة إذا رأت قصوراً في معاملة زوجها لأمه مرشدة خير فتحثه علي طاعتها وتلح عليه في زيارتها والتودد إليها كما علي الزوجة أن تطرد من مخيلتها تلك الصورة المشوهة للحماة وتضع في نفسها أن أم زوجها هي بمثابة أمها فإن اخطأت تجاهها يوماً فلتعاملها بمثل ما تعامل به والدتها أن أخطأت في حقها. وتري الدكتورة سميحة نصر أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: أهمية تطبيق استراتيجية ضبط ايقاع العلاقة وهي ما يطلق عليها مهارة القرب والبعد وفيها تقوم الزوجة بتحديد مني تقترب من حماتها لتكسب ودها كأوقات مرضها أو في مناسبة سعيدة أو مساعدتها في أعمال المنزل في بعض الأوقات وفي نفس الوقت نستطيع تحديد أوقات البعد سواء بالكلام أو التواجد لتجنب حدوث خلاف بينهما. أضافت: علينا أن نعي جيداً أن نسب الطلاق بين الزوجات الصغيرات من أهم أسبابها تدخل الحموات في الحياة الزوجية. وتنصح الدكتورة عزة سلام أستاذ أصول التربية بكلية تربية المنيا ورئيس جمعية الأسرة العصرية: بعدم الإقامة مع حماتها سواء في نفس الشقة أو نفس المنزل مشيرة إلي الإقامة في منزل واحد تزيد من حدة الخلافات والمشاجرات بعكس الاقامة في منزل مستقل بعيد عن منزل الحماة. أضافت أن هناك نوعيات من الحموات لا يشعرن بالسعادة إلا في حالة التنكيد علي الزوجة.. وتصبح المسئولية علي الزوج يجب عليه احترام والدته ولا يوجه لها أي إهانة وفي نفس الوقت يحفظ كرامة زوجته وبالتالي لا ينصف طرفاً علي آخر. وتقول رضا السيد السيد جمعية صوت المرأة والطفل بعزبة خير الله: أن الحموات زمان غير الحموات الآن نظراً لتغير الظروف مشيرة إلي أن الخلافات الزوجية الآن أصبحت بسبب ظروف المعيشة وعدم توافر الامكانيات الكافية لتوفير الاحتياجات الأسرية بينما تراجعت مشاكل الحموات بصورة كبيرة ولدي أوساط معينة وأصبح السبب الأول لحالات الطلاق يرجع إلي العامل المادي وليس لنكد الحموات. وتقول المحامية عايدة نور الدين رئيس جمعية المرأة والتنمية: أن الجمعية تنظم ندوات لتدريب الزوجات الجدد علي كيفية تجنب الخلافات مع الحموات ومع الأزواج لضمان حياة زوجية سعيدة بعيدة عن المشاكل. أوضحت أن التدخلات في الحياة الزوجية من أي طرف سواء الحماة أو الأقارب أو الأصدقاء يؤدي إلي التفكك الأسري مشيرة إلي أن الجمعية تهدف إلي حل المشاكل الزوجية وتدخلت كثيراً ونجحت في حل مشاكل كادت تعصف بالزواج وتؤدي إلي تشرد الأبناء.