«الإسبان» أول العائدين إلى السياحة الثقافية

في الوقت الذي تتلمس فيه السياحة المصرية طريق العودة إلى مكانتها اللائقة، مقاومة الآثار السلبية التي فرضتها الجائحة الوبائية العالمية على السفر، تبرق في الأفق، آمال كبيرة نحو الرواج لنمط السياحة الثقافية، مع بدء عودة الرحلات الشارتر للسياح الإسبان، بدءا من 31 يوليو الجاري، بمعدل 3 رحلات أسبوعية من مدريد وبرشلونة إلى الأقصر، وذلك بعد توقفها في 6 مارس 2020، مع بدء فرض قيود السفر، جراء انتشار الوباء العالمي.. العديد من الأسباب كانت وراء حث السلطات الإسبانية، على عودة مواطنيها لزيارة مصر، والعديد من النتائج الإيجابية يتوقع أن يحصدها القطاع السياحى المصري.
محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، أكد أن السائح الإسبانى مهم للغاية؛ لأنه عاشق للنمط الثقافى المصرى، ومن المتوقع عودة التوازن للموسم الصيفى في المقاصد السياحية بالأقصر، مع بدء رحلات الشارتر من مدريد، نهاية الشهر الجارى، فضلا عن أن ذلك يعد محفزا لدفع دول أخرى لتسيير رحلات لنقل مواطنيها للسياحة في مصر، مضيفا أن هناك العديد من الأسباب وراء الجذب السياحى مجددا إلى المقاصد المصرية، في مقدمتها التقارير المتوالية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن الحالة الوبائية في العالم، والتى رصدت في مصر أقل معدلات الإصابة نتيجة الإجراءات الاحترازية الحازمة التي تطبقها الحكومة المصرية، وتلتزم بها المقاصد السياحية والفنادق والمنتجعات على أراضيها، وفى منافذها البحرية والجوية، بينما عزز لفت الأنظار مجددا إلى مصر كمقصد سياحى آمن ومتميز ما أورده تقرير دورية التايم الأمريكية، الذي اختار القاهرة ضمن أفضل 100 وجهة استثنائية في العالم لزيارتها، مشيرا إلى أن ذكر العاصمة في التقرير يقصد به الدولة بما فيها من مقاصد سياحية.
وأكد عثمان أن التقرير عزز أسباب اختياره، بانخفاض معدلات الإصابة بالوباء العالمى والإجراءات الاحترازية المتبعة، فضلا عما شهدته مصر مؤخرا من اكتشافات أثرية وافتتاح متاحف جديدة، وممشى أهل مصر على كورنيش النيل، ووجود عدد كبير من الفنادق رفيعة المستوى في الضيافة، وترقب العالم افتتاح المتحف المصرى الكبير، مشيرا إلى إشادة التقرير بقدرة المصريين على مواجهة الظروف الاستثنائية الصعبة والتكيف معها بجهود مضاعفة في البناء والابتكار، مضيفا أن مؤشرات عديدة تدلل بوضوح على أن الإسبان هم أول العائدين للسياحة الثقافية المصرية، وهناك من سوف يليهم وأن الثلاث رحلات المقررة مع نهاية يوليو الجارى من برشلونة ومدريد إلى الأقصر، تعد بداية طيبة وتدعم الصورة الإيجابية التي تهيئ لصناع القرار الفرص والحافز لاستمرار الطيران العارض، وتمثل في الوقت نفسه رسالة للدول الأخرى لعودة طيرانها العارض، خاصة بعد نجاح تجربة السياحة الترفيهية في مصر، خلال الفترة الماضية بعودة السياح سالمين إلى بلدانهم، بعد قضاء إجازاتهم في المقاصد المصرية.
وطالب عثمان بضرورة الاهتمام بالأسواق غير التقليدية في شرق أوروبا وآسيا، مع سرعة الانتهاء من تطعيم العاملين بالقطاع السياحى؛ لتكتمل المنظومة الجاذبة للسياحة التي تتضمن استعدادات عالمية المستوى من الإجراءات الاحترازية بمطارات الأقصر وشرم والغردقة.
ويتفق معه محمد بدران، رئيس مجلس إدارة شركة أركيو إيجيبت، مؤكدا أن لعودة تدفق السياح من إسبانيا أهمية خاصة في نشاط النمط الثقافى؛ لأن السائح الإسبانى لا يقصد مصر للسياحة الشاطئية والترفيهية، لما تملكه إسبانيا من شواطئ متميزة ولكنه يقصد مصر للاستمتاع بمشاهد الآثار والمتاحف في الأساس، فضلا عن أنه بسبب حالة من الرواج خلال الصيف في المقاصد الأثرية بجنوب مصر، رغم ارتفاع درجات الحرارة، وهذا يرجع لتزامن موسم الإجازات الصيفية في إسبانيا مع مثيله في مصر؛ لذلك فإن الطيران الشارتر الإسبانى مستمر طوال السنة، وهنا تكمن أهميته للقطاع السياحى المصرى خاصة مع نجاح خطط التطعيم ضد كورونا لديهم، مما حفز لديهم الرغبة في السياحة والسفر، قائلا: دعم رغبة السائح الإسبانى في زيارة مصر ما أعلن عنه مؤخرا من اكتشافات أثرية عديدة، وهذا بدوره منح السوق السياحية المصرية استحداث عناصر جديدة في البرامج السياحية لجذب السائح الإسبانى لو سبق له زيارة مصر، وذلك لمشاهدة الاكتشافات والمتاحف الجديدة.
أضاف أنه كان لحفل نقل المومياوات إلى متحف الحضارة أثر تشويقى كبير على تحفيز السائح الإسبانى على وجه الخصوص إلى مصر، لما شمله العرض من إبهار وتشويق للحدث الفريد، مشيرا إلى ما حققته المشاركة النسائية في العرض من إبهار لفت انتباه المشاهدين، وأبدل الصورة الذهنية والانطباع عن دور المرأة المصرية وتحضرها، يضاف إلى ذلك ما عقدناه من محاضرات بتقنية برنامج زوم مع بعض أصحاب الشركات الإسبانية؛ لتركيز الضوء حول الاكتشافات الأثرية والمتاحف الجديدة وكلها جهود أثمرت بإيجابية لتبدأ عودة الرحلات من إسبانيا إلى مصر مجددا، مشيرا إلى أن زيادة عدد الطائرات في الفترة القادمة ترتبط بمدى النجاح الذي تحققه رحلات الشارتر المقررة، فضلا عن دواعى استقرار الحالة الوبائية مع حلول الشتاء في إسبانيا.
وأوضح بدران أن معدل إنفاق السائح الإسبانى فوق المتوسط في مرتبة أعلى من السائح الفرنسى، وأقل من السائح الأمريكى واليابانى والأسترالى، ويتراوح إنفاقه ما بين 500 و700 يورو، بخلاف قيمة الرحلة في فترة تتراوح ما بين 10 و12 ليلة ما بين القاهرة والأقصر وأسوان، بينما يفضل أحيانا زيارة الإسكندرية والواحات وسيوة.