وزير الرى: لن نقبل القرار الأحادى لملء وتشغيل سد النهضة

أكد الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى والموارد المائية، حرص مصر على استكمال المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبى، للتوصل لإتفاق قانونى عادل وملزم، يلبى طموحات جميع الدول فى التنمية.
وشدد خلال لقاء مع رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية، مايكل لوكوند، الجمعة، لمناقشة موقف التعاون المشترك والعلاقات التاريخية بين البلدين، وبحث أزمة سد النهضة الأثيوبى، على أن مصر لن تقبل القرار الأحادى لملء وتشغيل السد الإثيوبى.
واستعرض «عبدالعاطى» خلال اللقاء تطورات قضية مياه النيل والموقف الراهن إزاء مفاوضات سد النهضة، مؤكدا على ثوابت مصر فى حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع فى أى اتفاق، بشأن سد النهضة، مشيراً إلى طلب مصر والسودان مشاركة أطراف دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية، تشارك فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، لدعم منهجية التفاوض بين الدول ال3 بشكل فاعل، لتعظيم فرص نجاحها، خاصة مع وصول المفاوضات إلى مرحلة الجمود نتيجة التعنت الإثيوبى، موضحا أن مصر والسودان لن تقبلا بالقرار الأحادى لملء وتشغيل السد.
وافتتح «عبدالعاطى» ونائبة رئيس الوزراء، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة بجمهورية الكونغو الديمقراطية، ايف بازاييبا ماسودى، مركز التنبؤ بالأمطار والتغيرات المناخية بالعاصمة الكونغولية «كينشاسا»، موضحا أن هذا المركز يحقق الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والبيانات، من خلال تزويده بأحدث نظم التنبؤ بالأمطار، ما يمكنه من دراسة آثار التغيرات المناخية على دولة الكونغو والوقوف على إجراءات حماية المواطنين من مخاطر التغيرات المناخية المفاجئة.
وأوضح وزير الرى أن مصر قامت بتدريب طاقم المركز الكونغولى على استخدام نظم التنبؤ بالأمطار والفيضان وتحليل الصور الجوية وتشغيل نظم المعلومات الجغرافية وإعداد التقارير الفنية، مشيرا إلى أن إنشاء مصر هذا المركز جاء انطلاقاً من حرصها على نقل الخبرات فى مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية الى دول حوض النيل بهدف تعظيم استخدام هذه الموارد.
ولفت «عبدالعاطى» إلى أنه سبق توقيع بروتوكول تعاون فنى فى مجال الموارد المائية، بين مصر والكونغو، ينفذ تحت مظلته مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وأنه يشتمل على أنشطة ذات طابع تنموى، من خلال منحة مصرية، تستهدف تعظيم استخدام الموارد المائية وبناء وتنمية الكوادر الفنية لإدارة هذه الموارد.
وأوضح «عبدالعاطى» أن مشروعات التعاون الثنائى فى مجال الموارد المائية، بين مصر والدول الإفريقية، تعتبر نموذجاً ناجحاً للتعاون بين مصر وأشقائها الأفارقة، لافتا إلى أن مصر كانت على مر التاريخ، ومازالت، حريصة على تقديم الدعم لأشقائها الأفارقة، من خلال مشروعات التعاون الثنائى مع دول حوض النيل خلال السنوات الماضية.
وأكد وزير الرى أن مصر قامت بتمويل وبناء وإعداد دراسات فنية لإنشاء السدود، بما يلبى طموحات جميع الدول فى التنمية؛ منها سدود (جبل الأولياء) فى السودان وسد (أوين) فى أوغندا وسد (روفينجى) فى تنزانيا، ومشروع سد (واو) المتعدد الأغراض فى جنوب السودان، وتنفيذ دورات تدريبية للكوادر الفنية فى الدول الإفريقية ودول حوض النيل فى مجالات أنظمة الرى الحديث وكفاءة استخدام المياه وإدارة المياه الجوفية واستخدام الموارد المائية غير التقليدية وأمان السدود وتقييم الآثار البيئية لمشروعات المياه وهندسة هيدروليكا أحواض الأنهار وإدارة أحواض المياه المشتركة.
وأضاف «عبدالعاطى» أن مصر أنشأت العديد من سدود حصاد مياه الأمطار ومحطات مياه الشرب الجوفية، لتوفير المياه النقية فى المناطق البعيدة عن التجمعات المائية، مع استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية فى عدد كبير من الآبار الجوفية، بما يسمح باستدامة تشغيلها.
وأوضح وزير الرى أن مصر أنشأت مزارع سمكية ومراسى نهرية، وتنفيذ مشروعات لتطهير المجارى المائية والحماية من أخطار الفيضانات بهدف تنمية المناطق المحيطة اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً وخلق فرص عمل وتطوير أحوال الصيد وتقليل مساحات المستنقعات ما يؤدى إلى تقليل الأوبئة والأمراض.