نائب وزير التعليم لشئون المعلمين: «كورونا» اجتاح حواجز الزمان والمكان

أكد الدكتور رضا حجازي، نائب وزير التعليم لشؤون المعلمين، أن فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، قد اجتاح حواجز الزمان والمكان وتزامن معه دعوات التعلم الإلكتروني للتحرر من الزمان والمكان، وتمكين الطلاب من مواصلة التعلم واكتساب مهارات التعلم الذاتي والمستقل ومهارات العمل والتفكير الإبداعي والناقد.
وأضاف في تصريحات صحفية، أنه أصبح من الضروري إتاحة الفرص للمتعلمين للتمكن من التعلم الذاتي، والتشجيع عليه من خلال الاستفادة التقنيات الحديثة والحاسب الآلي وبنك المعرفة وشبكة المعلومات الدولية والدخول على المواقع الموثوق بها من أجل استكشاف المعارف والوصول إليها.
وأكد أن هذه المهارات لم تعد من قبيل الرفاهية الآن بل صارت ضرورة ملحة، وفي هذا الصدد يؤكد العالم ألبرت أينشتاين، أن التعليم الحقيقي ليس هو تعلم الحقائق وإنما هو تدريب العقل على التفكير، وكذلك أكدت الكاتبة الأمريكية ويدني بريسنيتز، أننا نحتاج إلى طلاب يعرفون كيف يحصلون على المعرفة لا كيف يتذكرون المعلومات، وهؤلاء هم الذين يتكيفون مع المتغيرات بطريقة أكثر ذكاء وفي ظل التعليم الإلكتروني.
وأكد أنه سوف يتعلم الطلاب خارج غرفة الصف مدعومين بأجهزة مختلفة، مستمعين لمعلمين من اختيارهم، كما أنه لن تقتصر مهارات التعلم على استخدام الأوراق، بل سترتكز على أداء الطلاب في مجالهم، لافتًا إلى أن التعليم لن يتلاشى ولكنه سيأخذ أشكالاً مختلفة.
واستعرض نائب وزير التعليم لشؤون المعلمين، المبادئ التي ستشكل مستقبل التعليم خلال السنوات العشرين المقبلة بالنسبة للمناهج، وقال إنه لم تعد المناهج الجاهزة والمفروضة من جهات عليا مناسبة للأجيال المقبلة بل يجب أن تكون المناهج عبارة عن بناء اجتماعي متجدد ومفتوح السياق، ويشارك في إعداده وبناءه الطلاب والمعلمين، ويناسب مفردات العصر، وتُراعي مستجداته وتُخاطب علوم المستقبل وتكون قادرة على تأهيل الطالب لما متوقع أن يستحدث من وظائف، وريادة الأعمال.
وبالنسبة للتحرر من الزمان والمكان، أوضح حجازي أنه تم إتاحة فرص متعددة للتعلم خلال أيام الدراسة، ستكون هناك أوقات مختلفة، وأماكن متعددة، مشيرًا إلى أن أدوات التعلم الإلكتروني تُوفر فرصًا للتعلم عن بعد، والتعلم الذاتي، والفصول الدراسية ستصبح مقلوبة، بمعنى أن الجزء النظري من المنهج سيتم تعلمه خارج الفصل، بينما الجزء العملي يجب أن يدرس وجهًا لوجه وبشكل تفاعلي.
وبالنسبة لتفريد التعلم والإسراع التعليمي، تم توفير أدوات تعليم تتوافق مع قدرات الطلاب وسيصبح الطلاب معززين بشكل إيجابي خلال عملية التعلم الفردية، وأن يتعلم كل متعلم وفق سرعته في التعلم، وهنا يتحقق التأكيد على مبدأ مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
وفيما يخص حرية الاختيار، قال حجازي إنه سيكون بمقدور الطلاب تغيير عمليات تعلمهم وفقا للأدوات التي يشعرون أنها ضرورية بالنسبة لهم، موضحًا ان الطلاب سيتعلمون بأجهزة مختلفة، وبرامج مختلفة، وتقنيات تعتمد على رغباتهم.
وبالنسبة للتعلم القائم على المشاريع، لفت حجازي إلى أن المهن تتكيف مع مستقبل اقتصاد العمل الحر، فطلاب اليوم سيتكيفون مع التعلم القائم على المشاريع، وهذا يعني أن عليهم تعلم كيفية استخدام مهاراتهم في فترات قصيرة وظروف متنوعة، وبالنسبة للخبرة الميدانية، ستعمل المدارس على توفير المزيد من الفرص للطلاب لاكتساب مهارات العالم الحقيقية والتي ستؤهلهم لوظائفهم، وهذا يعني أن المناهج ستخلق مساحة أكبر للطلاب لينخرطوا في التدريب الميداني، وقيادة المشاريع، والمشاريع التعاونية.
وفيما يخص إدارة وإنتاج المعرفة، أكد الدكتور رضا حجازي، نائب وزير التعليم لشؤون المعلمين، أنه ستصبح المهارة الأساسية الجديدة هي تقديم المعرفة النظرية في أرقام، واستخدام استدلالات العقل البشري لاستنتاج المنطق والتوجهات من هذه البيانات، ودمج الهندسة مع العلوم والمجالات المتضمنة في المناهج.
وبالنسبة لإحلال التقييم محل الاختبارات، فيمكن قياس المعرفة الحقيقية للطلاب أثناء عملية التعلم (تطبيق المعرفة بدلا من الحفظ والاستذكار)، وسوف يصبح الطلاب مشاركين أكثر وأكثر في تشكيل مناهجهم الدراسية، فلكي يتم الحفاظ على منهج مُتسم بالمعاصرة والحداثة والفاعلية لابد من مشاركة المهنيين والمستهدفين (الطلاب) في إعداده على حد سواء، وتقييم الطلاب لمحتوى مناهجهم واتساقها أمر لابد منه لكل المناهج الدراسية.
وبالنسبة للمعلم كمرشد وموجه، في العشرين سنة المقبلة، فمن المتوقع أن يكون الطلاب أكثر استقلالية في عملية تعلمهم، وسيصبح التوجيه والإرشاد أساسيًا لنجاح الطلاب، وسيشكل المعلمون نقطة مركزية في توجيه الطلاب للمعلومات الأساسية بين الكم الهائل من المعرفة ليشقوا طريقهم من خلالها، مما يتسق من توجهات العالم المتحضر في جعل الطالب هو مركز العملية التعليمية وليس المعلم.