عقد الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، مقارنة بين شكل التعليم الحالي وما سيكون عليه خلال ال20 سنة القادمة، حيث أكد أن الوزارة تبذل جهود قوية لتطوير التعليم ، مشيرا إلي أنه كأستاذ تربوي وفي ضوء الدراسات والبحوث في علوم المستقبل ومدخل الهيوتاجوجيا Heutagogya نتساءل عن كيف سيكون تعليم المستقبل، سيتعلم الطلبة خارج غرفة الصف مدعومين بأجهزة مختلفة، مستمعين لمعلمين من اختيارهم. كما لن تقتصر مهارات التعلم على الورق، بل سترتكز على أداء الطلاب في مجالهم. أن التعليم لن يتلاشى ولكنه سيأخذ أشكالاً مختلفة. وأشار "حجازي" خلال منشور عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أنه يمكن استعراض مجموعة مبادئ ستشكل ملامح التعليم خلال السنوات العشرين القادمة ومن بينها المناهج . وأوضح رئيس قطاع التعليم أنه لم تعد المناهج الجاهزة والمفروضة من مستويات اعلي مناسبة للجيل القادم بل يجب أن تكون المناهج عبارة بناء اجتماعي متجدد ومفتوح السياق و يشارك في إعداده وبناءه الطلاب والمعلمين وتخاطب علوم المستقبل و ريادة الأعمال. التحرر من الزمان والمكان وأشار إلي ضرورة إتاحة فرص متعددة للتعلم خلال أيام الدراسة ، ستكون هناك أوقات مختلفة، وأماكن متعددة، موضحا أن أدوات التعلم الإلكتروني تُوفر فرصاً للتعلم عن بعد، وللتعلم الذاتي. الفصول الدراسية ستصبح مقلوبة ، بمعنى أن الجزء النظري من المنهج سيتم تعلمه خارج الفصل، بينما الجزء العملي يجب أن يدرس وجهاً لوجه وبشكل تفاعلي. وأكد أن توفير أدوات تعليم تتوافق مع قدرات الطلاب وسيصبح الطلبة معززين بشكل إيجابي خلال عملية التعلم الفردية، وأن يتعلم كل متعلم وفق سرعته في التعلم، إلي جانب أنه سيكون بمقدور الطلبة تغيير عمليات تعلمهم وفقا للأدوات التي يشعرون أنها ضرورية بالنسبة لهم. سيتعلم الطلبة بأجهزة مختلفة، وبرامج مختلفة، وتقنيات تعتمد على رغباتهم. ولفت "حجازي" إلي أن المهن تتكيف مع مستقبل اقتصاد العمل الحر. فطلبة اليوم سيتكيفون مع التعلم القائم على المشاريع، و هذا يعني أن عليهم تعلم كيفية استخدام مهاراتهم في فترات قصيرة وظروف متنوعة واستخدام مدخل القيم في مراحل الطفولة المبكرة لتكوين جيل متوافق مع العادات والتقاليد التي يتميز بها المجتمع المصري. وأكد أن المدارس ستعمل على توفير المزيد من الفرص للطلبة لاكتساب مهارات العالم الحقيقي والتي ستؤهلهم لوظائفهم. وهذا يعني أن المناهج ستخلق مساحة أكبر للطلبة لينخرطوا في التدريب الميداني، وقيادة المشاريع، والمشاريع التعاونية. وأكد أنه ستصبح المهارة الأساسية الجديدة هي تقديم المعرفة النظرية في أرقام، واستخدام استدلالات العقل البشري لاستنتاج المنطق والتوجهات من هذه البيانات.ودمج الهندسة مع العلوم والمجالات المستعرضة في المناهج وأكد رئيس قطاع التعليم العام أنه يمكن قياس المعرفة الحقيقية للطلبة أثناء عملية التعلم (تطبيق المعرفة بدل الحفظ والاستظهار، حيث سيصبح الطلاب مشاركين أكثر و أكثر في تشكيل مناهجهم الدراسية. فلكي يتم الحفاظ على منهج مُتسم بالمعاصرة والحداثة والفائدة لابد من مشاركة المهنيين والطلبة في إعداده على حد سواء. وانتقاد الطلبة لمحتوى مناهجهم واتساقها أمر لابد منه لكل المنهاج الدارسية . وأكد أنه في العشرين سنة القادمة، الطلبة سيكونون أكثر استقلالية في عملية تعلمهم، وسيصبح التوجيه والإرشاد أساسياً لنجاح الطلبة. سيشكل المعلمون نقطة مركزية في توجيه الطلبة للمعلومات الأساسية بين الكم الهائل من المعرفة ليشقوا طريقهم من خلالها ودعا "حجازي" الباحثين وكليات التربية اجراء المزيد من البحوث والدراسات في هذا المجال .