تفرض التغيرات المتسارعة والعصر الرقمى توظيف تقنيات عصر المعلومات والاتصال من المستجدات التى تحتم علينا التعامل مع التربية والتعليم كعملية لا يحدها زمان أو مكان، وتستمر مع الإنسان كحاجة وضرورة لتسهيل تكيفه مع المستجدات فى بيئته. لقد أصبح التعليم مطالباً بالبحث عن أساليب ونماذج تعليمية جديدة، لمواجهة العديد من التحديات وزيادة الكم المعلوماتى فى جميع فروع المعرفة وأصبح التعليم الإلكترونى مساعداً فى التعلم فى المكان الذى يريد وفى الوقت الذى يفضله، دون الالتزام بالحضور إلى قاعات الدراسة فى أوقات محددة، أضف إلى ذلك أن التعليم الإلكترونى يجعل المواقف التعليمية أكثر حيوية وقائمة على بيئة مهياًة للنمو والتعلم لمساعدة المتعلمين فى فهم المعلومات، وهو أحد وسائل تكنولوجيا التعليم التى تهتم بتنفيذ التعليم، لكنه يختلف عن الوسائل التقليدية؛ لأنه يتضمن وسائل تكنولوجية حديثة تستخدم فى عرض المحتوى بطرق مختلفة، ويتم تنفيذه بتطبيق العديد من نظريات التعلم منها النظريات السلوكية والبنائية فهو يتيح الفرصة للمتعلمين لبناء معارفهم وفهمهم بأنفسهم. إن فلسفة التعليم الإلكترونى تقوم على أنه مفهوم حديث يتميز عن النظام التقليدى بأنه يساعد على التغلب على مشاكل الأعداد الكبيرة من المتعلمين، كما أنه يسهل مهمة التدريب والتعلم المستمرة والتعلم الذاتى والتعلم التعاونى دون الارتباط بالزمان والمكان، والمرونة فى توفير فرص التعلم للمتعلمين ونقل المعرفة، وتكافؤ الفرصة بين المتعلمين، والفروق الفردية بين المتعلمين، ويعتمد نجاح نظام التعليم الإلكترونى على كم التفاعل والأنشطة والمرونة التى يحققها تصميم المقررات التعليمية ونشرها عبر الشبكة، وتلبية حاجات المتعلم فى الاتصال والتفاعل مع المعلم، والمؤسسة التعليمية ومصادر التعليم والتعلم المتاحة على الشبكة ومحتوى المقررات التعليمية. ويعتبر فهم كيفية تعلم الطلاب محوراً مهماً فى اختيار استراتيجيات التعلم، وتتزايد الحاجة لفهم أنماط تعلم الطلاب فى ظل التطور المتلاحق فى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وعندما نساعد الطلبة على اكتشاف أساليبهم التعليمية الخاصة، فإننا نمنحهم فرصة التوصل إلى الأدوات التى يمكن أن تستخدم فى فهم المادة العلمية بشكل أفضل. إن مفهوم أنماط التعلم مصطلح واسع يركز على طرق جمع وتفسير وإدراك وتنظيم المعلومات، ويؤثر على تفاعل الطلاب مع البيئة التعليمية والطلاب الآخرين والمعلمين. إنه لا يوجد نمط تعلم جيد أو سيئ، فالهدف من تحديد نمط التعلم هو ترتيب الأنشطة التعليمية التى تتطابق مع كل الطلاب، وإذا تم تحديد دقيق لأنماط تعلمهم، فإنه يمكن معرفة طرق التدريس الأفضل لهم، ونوع الأنشطة التعليمية التى يجب تطبيقها ومن ثم إعداد بيئة تعلم مناسبة. أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس