تراجع واردات مصر من الذرة وفول الصويا خلال الربع الأول من العام الجاري    وزير المالية: آلاف الممولين حققوا «وفورات ضريبية» لصالح مؤسساتهم مع تيسير آليات تسوية النزاعات    وزير العمل يوجه بتنظيم دورات تدريبية مجانية لتأهيل ممرضات محافظة كفر الشيخ على اللغة الألمانية    قناة إسرائيلية تدعي مقتل 17 من علماء الذرة في إيران    إجلاء 256 طالبا هنديا آخرين من إيران    هذا اللاعب سينضم إلى باريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية    نيابة طنطا: عرض جثة الطبيب المقتول في شقته على الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة    محافظ الدقهلية: 39 محضرا وضبط 213 شيكارة دقيق مدعم في يوم واحد    مدير تعليم سوهاج يشدد على متابعة كاميرات المراقبة بلجان الثانوية العامة    «الهروب من العذاب»..ربة منزل تقفز من الطابق الأول بطفلتها بمركز دار السلام بسوهاج    انقلاب ميكروباص ببورسعيد وإصابة 10 أشخاص    ماجدة الرومي تطرح أغنية بلا ولا أي كلام    ضمن المسرح التوعوي.. بدء عرض "ميتافيرس" بقصر ثقافة الزقازيق الثلاثاء المقبل    ب 6 أغاني..تعرف على تفاصيل أول ميني ألبوم لبسمة بوسيل بعنوان "حلم"    وكالة مهر: مقتل العالم النووي الإيراني إيسار طباطبائي وزوجته في هجوم إسرائيلي    "100 مليون شيكل" للترميم والبناء.. "الملاجئ " تُرهق ميزانية إسرائيل وسط توترات الشرق الاوسط    لتأمين احتياجات الدولة.. مدبولي: 3 سفن تغويز تضخ في الشبكة القومية للغاز مع بداية يوليو المقبل    الأهلي يُحدد مصير مدرب بورتو البرتغالي    أسماء العشرة الأوائل بالشهادة الإعدادية 2025 في مطروح بعد إعلان النتيجة رسميًا    قلق في بايرن ميونخ بسبب إصابة موسيالا    الوداد المغربي يعلن ضم عمر السومة رسميًا    نائب محافظ أسوان يشهد ختام ورشة عمل الخطة الاستراتيجية للمحافظة 2030    عمرها 17 عاما.. كواليس أغنية «أغلى من عنيا» ل هاني حسن الأسمر مع والده    تامر حسني يكشف سر تعاونه مع رضا البحراوي بفيلم «ريستارت».. فيديو    أستاذ علوم سياسية: عدوان إسرائيل على إيران انتهاك صارخ للقانون الدولى    جولة مفاجئة لوزير الصحة بمركز صقر قريش للاطمئنان على الخدمات وجودة الأداء    طب القاهرة تبدأ خطوات تطوير المناهج وتقليص محتواها لتقليل العبء الدراسي    تحرير 148 مخالفة للمحال غير الملتزمة بقرار مجلس الوزراء بالغلق لترشيد الكهرباء    ضبط لصوص المساكن والورش في حملات أمنية    انطلاق انتخابات صندوق الرعاية الاجتماعية للعاملين بشركات الكهرباء    رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله    من مصر إلى العراق.. احتفال "السيجار" يشعل الموسم الرياضي    تقدم جامعة أسيوط 100 مركز في تصنيف "التايمز 2025" للتنمية المستدامة    سيطرة برازيلية على دور المجموعات بكأس العالم للأندية    وزير الخارجية والهجرة يلتقي بمجموعة من رجال الأعمال الأتراك خلال زيارته لإسطنبول    وزير الري يبحث "التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء" مع خبراء الجامعة الأمريكية| صور    نقابة المحامين تقرر الطعن على حكم وقف جمعيتها العمومية    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 16 فلسطينيا من الخليل    وزارة الثقافة تحتفي بعيد وفاء النيل من خلال سلسلة من الفعاليات الفنية    مباريات اليوم.. صدام قوي لصنداونز.. ومواجهة أمريكية خالصة    وزارة الصحة: عيادات البعثة الطبية المصرية استقبلت 56 ألف و700 زيارة من الحجاج المصريين    الصحة الإيرانية: 430 قتيلا وأكثر من 3500 جريح منذ بدء الهجوم الإسرائيلي    أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 21 يونيو 2025    المعهد القومي للأورام يطلق فعالية للتوعية بأورام الدم    تعرف على مصروفات المدارس لجميع المراحل بالعام الدراسي الجديد 2025/2026    «الكتاب الإلكتروني».. المتهم الأول في أزمة القراءة    الرئيس الأمريكى يعلن توقيع إتفاق سلام بين رواندا والكونغو    قواعد ذهبية للحفظ والتخزين| الغذاء والصيف.. كل لقمة بحساب!    الخريطة الكاملة ل الإجازات الرسمية المتبقية في مصر 2025 بعد إجازة رأس السنة الهجرية    سلاح ذو حدين| وراء كل فتنة.. «سوشيال ميديا»    الشاطر ينتقد ريبيرو بعد تصرفه تجاه نجم الأهلي.. ويؤكد: حمدي ومروان زي بعض    ترامب عبر "تروث": سد النهضة الإثيوبي تم تمويله بغباء من الولايات المتحدة    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    كروفورد عن نزال القرن: "في 13 سبتمبر سأخرج منتصرا"    بالصور- خطوبة مينا أبو الدهب نجم "ولاد الشمس"    خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها    حسن الخاتمه.. مسن يتوفي في صلاة الفجر بالمحلة الكبرى    الإسلام والانتماء.. كيف يجتمع حب الدين والوطن؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المقاربة بالكفايات وتدريس اللغة العربية في المنهاج المغربي
نشر في الزمان المصري يوم 22 - 11 - 2016


دراسة: خالد الأنصاري
مقدمة
تتطلب الممارسة التربوية إدراك التمفصلات بين الفعل التربوي والمتغيرات الثقافية والاجتماعية، وهو ما يعني أن تتبع هذا الوضع تربوياً يحتاج لمجهود معرفي، يتعلق باستيعاب غايات المنظومة التربوية، وكذا تحديد المتطلبات الآنية والاستراتيجية للرهان البيداغوجي المنشود. هنا تتأكد وظيفة المقاربات البيداغوجية وأبعادها الأساسية معرفيا ومؤسساتياً. وفي هذا الإطار فقد أولت البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بالتعليم الابتدائي مكانة خاصة للغة العربية في ظل المقاربات الحديثة المعتمدة، وذلك وفق مقتضيات ومتطلبات المقاربة بالكفايات، فقد عملت البرامج والتوجيهات الخاصة باللغة العربية على تطوير وتحسين آليات وتدابير تعليم هذه اللغة وتعلمها، اعتمادا على مجموعة من المبادئ العامة التي تفرضها خصوصيات المتعلم وطبيعة المادة، والعمل على تحقيق الكفايات المستهدفة في هذه المرحلة.
1- الطريقة المعتمدة لتدريس اللغة العربية
أوصت البرامج والتوجيهات بمجموعة من المبادئ والاعتبارات العامة في طرائق تدريس اللغة العربية اعتمادا على المداخل البيداغوجية الثلاثة: مدخل القيم؛ الذي يهتم بقيم العقيدة الإسلامية، وقيم الهوية الحضارية، وثاني مدخل هو مدخل الكفايات إذ يتم التركيز فيه على إعطاء معنى للتعلمات، وإضفاء النجاعة والفاعلية على الممارسة التعليمية التعلمية، والاهتمام بحاجات المتعلم. بالإضافة إلى مدخل التربية على الاختيار، الذي يهدف إلى تأهيل المتعلم لاكتساب القدرة على التمييز واتخاذ القرار المتسم بالوعي، والتصرف السليم بناء على تفكيره الشخصي وتحليله الخاص.
علاوة على توظيف اللغة العربية الفصيحة، في التواصل المدرسي اليومي، وهو ما سُمي بمبدأ التوظيف اللغوي، فقد اعتمد أيضا مبدأ الوحدات ومبدأ التكامل الداخلي بين مكونات مادة اللغة العربية. ومن المبادئ الأساسية اعتماد مبدأ الإضمار في تمرير الظواهر الأسلوبية والتركيبية، كما تم الاعتماد أكثر على مبدأ الكيف ومبدأ التدرج والاستمرارية. وقد تم تنويع الوضعيات التعليمية خلال إرساء الموارد وإدماجها أو تقويمها ودعمها، وهو ما سمي بمبدأ التنويع البيداغوجي والديداكتيكي، وبتبني المقاربة بالكفايات فقد تم التركيز على المتعلم باعتباره محورا وفاعلا أساسيا في النسق التعليمي التعلمي، من خلال مساهمته المتوازنة والبناءة في بناء تعلماته ومكتسباته وإنماء قدراته ومهاراته...، وعلى مدرس اللغة العربية أن يجدد نظرته للغة باعتبارها نسقا تاما ومنسجما وليست كمكونات لغوية مجزأة ومستقلة، و بعبارة أخرى اعتماد مبدأ نسقية اللغة.
2- طرائق التدريس العامة
لم يعد المدرس هو الفاعل المحوري في العملية التعليمية التعلمية، فباعتماد المقاربة بالكفايات أصبح المتعلم القطب الرئيس في العملية التعليمية التعليمة، وأصبح المدرس الموجه والمرشد وليس المالك للمعلومة، فالدور التقليدي الذي حظي به المدرس في السابق لم يعد يساير الحاجات والمتطلبات الجديدة للمجتمع والمتعلمين، فكانت الضرورة تستدعي الاهتمام بالمتعلم والعمل على تنمية كفاياته المعرفية والمنهجية والاستراتيجية والثقافية والتكنولوجية، والمساهمة في تعزيز الذكاءات المتعددة لدى المتعلم ومساعدته على حل المشكلات آخذين بعين الاعتبار سن المتعلم وخصوصياته الفردية الشيء الذي يستدعي ملاءمة الأنشطة التعليمية التعلمية مع مراحل نمو المتعلم وخصائصه الإدراكية والحسية.
وقد اعتمدت البرامج والتوجيهات التربوية بالنسبة لطرائق التدريس العامة على ما يلي:
أولا: تنويع الأنشطة
لا تخفى الفائدة التربوية من تنويع الأنشطة، حيث يساعد هذا التنويع على تلبية الحاجات المتباينة لدى المتعلمات والمتعلمين، مراعيا الفروق الفردية، كما يعمل هذا التنويع على إبعاد الملل وبث الحيوية في الأنشطة المتعلمة من خلال الانتقال من نشاط تعليمي إلى آخر، كما يرفع من الانتباه ويثير اهتمام المتعلم وفضوله المعرفي.
ثانيا: التعلم الجماعي
يحظى بأهمية كبيرة لما له من فوائد سواء على مستوى المواد الدراسية وتعلمها، أو على مستوى ترسيخ مبادئ التواصل والحوار واحترام الآخر، وإثبات الذات والإيمان بالاختلاف. والمتعلم يقوم بأنشطة تمليها طبيعة الاستعمال الوظيفي للمكتسبات التعليمية في امتداداتها إلى خارج محيط المؤسسة التعليمية وارتباطها بمحيط المتعلم وواقعه المعيش. فكل الأنشطة هي أنشطة تفاعلية تدفع المتعلمين إلى تنمية العمل الجماعي.
ثالثا: توفير الفضاء التربوي الملائم
ينبغي على المدرس أن يوفر الفضاء التربوي الملائم للتنشيط والفاعلية والتفاعل، عن طريق التوجيه والإرشاد والتنظيم.
3- أنواع التقويم
التقويم من منظور المقاربة بالكفايات عملية مندمجة في سيرورة العملية التعليمية التعلمية، تواكب مختلف مراحلها، وتقدم معطيات لتعديل مسارها وتصحيح ثغراتها.
وفي المقاربة بالكفايات، تتغير وظيفة التقويم من تقويم يقارن مستوى المتعلم مع مستوى باقي أفراد مجموعة القسم إلى تقويم يحدد مستوى المتعلم بالنظر إلى القدرات والكفايات المستهدفة انطلاقا من إمكانيات وخصوصياته[1].
التقويم التشخيصي
التقويم التكويني
التقويم الإجمالي
والملاحظ في التقويم المعتمد في البرامج والتوجيهات التربوية أنه معمم على جميع المواد الدراسية ولا يهم مادة دون أخرى، وقد عملت هذه التوجيهات على تقسيمه تقسيما ثلاثيا يراعى فيه برنامج المواد الدراسية. ووضعت تقويما في بداية السنة الدراسية أو بداية كل حصة، وهو التقويم التشخيصي الذي يهدف إلى تشخيص موطن القوة والضعف في أداء المتعلمين وتحديد الصعوبات التي يواجهها كل منهم في خضم العملية التعليمية-التعلمية واتخاذ ما يلزم من أساليب العلاج. ومساعدة المتعلم في التعرف على قدراته وإمكاناته، واقتراح سبل ووسائل تحسينها وتنميتها إلى أقصى حد ممكن.
ولكن هناك فارق هام بين التقويم التشخيصي والتقويم البنائي أو التكويني يكمن في خواص الأدوات المستعملة في كل منهما. فالاختبارات التشخيصية تصمم عادة لقياس مهارات وصفات أكثر عمومية مما تقيسه الأدوات التكوينية، فهي تشبه اختبارات الاستعداد في كثير من النواحي خصوصاً في إعطائها درجات فرعية للمهارات والقدرات الهامة التي تتعلق بالأداء المراد تشخيصه.
أما فيما يخص التقويم الإجمالي فهو الحكم على مستوى المتعلمات والمتعلمين، وبالتالي اتخاذ القرارات المناسبة بشأن تحصيلهم أو تفييئهم أو انتقالهم إلى مستوى أرقى.
4- المقاربة بالكفايات
أ- تعريف
تكمن الكفاية في قدرة الذات على تعبئة موارد ملائمة (معرفية ووجدانية وسياقية) لمعالجة وضعية ما بنجاح. إنها إذاً، نظام من المعارف الذهنية والمهاراتية (العملية) التي تنتظم في خطاطات إجرائية، تمكن من التعرف على الوضعية المشكلة وحلها بنشاط وفعالية.
فلا يخفى علينا الأهمية القصوى التي أصبحت تحظى بها المقاربة بالكفايات وذلك وفق الاختيارات والتوجيهات الوطنية، فهي تستند:
* أولا: على مرجعيات نظرية متعددة من أهمها علم النفس الفارقي، ونظرية الذكاءات المتعددة و النظرية البنائية والنظرية المعرفية، والنظرية السوسيو بنائية.
* ثانيا: على مرجعيات بيداغوجية تركز على المتعلم وتحول دور المدرس من ملقن إلى منشط وموجه وقائد، وهذا يستوجب الانفتاح على طرق وتقنيات التنشيط و دينامية الجماعة.
ومعنى هذا أن الكفاية تتضمن معارف عدة مترابطة فيما بينها وهي تنطبق على فئة من الوضعيات، كما أنها تقصد غاية محددة. فالكفايات لا تعارض المعارف التي يملكها المتعلم ولا تعوضها، بل تشير إلى تنظيم هذه المعارف داخل نسق وظيفي[2].
ولقد عرفت المقاربة بالكفايات، كمدخل للمناهج والبرامج، تطورا من حيث المفهوم أو من حيث أجرأته عبر الممارسات التربوية المختلفة. وخلال كل مرحلة من مراحل هذا التطور، تم تدقيق مفهوم الكفاية بهدف صياغتها صياغة وظيفية تساعد على بناء أسس نظرية لهذه المقاربة من جهة، ومن جهة أخرى تجاوز النماذج البيداغوجية التي برزت حدودها.
وسبب انتشار استعمال مفهوم الكفاية، راجع إلى مجموع الإيجابيات التي ينطوي عليها في نظر المسؤولين عن الأنظمة التربوية. و لعل ما يثير الانتباه، هو أن هذه الإيجابيات مرتبطة بتعريف للكفاية يراها عبارة عن قدرة على القيام بمهمة أو بمجموعة من المهام. وربما كان هذا هو القاسم المشترك بين التصورات المختلفة للكفاية[3].
وقد قامت المقاربة بالكفايات على أنقاض بيداغوجيا الأهداف وتم اعتمادها في المنظومة التربوية لبلادنا على اعتبارات أساسية:
1- الرغبة في الارتقاء بالمتعلم إلى أسمى درجات التربية والتكوين لأنها نظام متكامل من المعارف والأداءات والمهارات.
2- تركيز الأنشطة على المتعلم كفاعل أساسي من خلال اعتباره محورا فاعلا لأنه يبني المعرفة ذاتيا.
3- توفير شروط التعلم الذاتي.
4- اعتبار المدرس مسهلا لعمليات التعلم الذاتي، بخلاف بيداغوجيا الأهداف حيث المدرس هو الفاعل الأساسي والمحوري، في مقابل تغييب المتعلم عند تخطيط الأهداف التعليمية والتعلمية وإغفال نمو شخصية المتعلم، وعدم اختيار عدة بيداغوجية مفتوحة وغير مسبقة، وحيث يتم اعتماد مقاييس تقويمية وداعمة مسبقة. ونتيجة لما سبق جعلت بيداغوجيا الأهداف المتعلم عنصرا سلبيا ومنفعلا، من خلال تعلم محدود ومشروط.
ب- الكفايات التي يجب على المتعلم اكتسابها
الكفايات الاستراتيجية: و تستوجب معرفة الذات، و التموقع في الزمان والمكان، والتموقع بالنسبة للآخر وبالنسبة للمؤسسات الاجتماعية والتكيف معها ومع البيئة بصفة عامة، وتعديل المنتظرات والاتجاهات والسلوكات الفردية وفق ما يفرضه تطور المعرفة والعقليات والمجتمع.
الكفايات التواصلية: التي يجب أن تؤدي إلى إتقان اللغة العربية و تخصيص الحيز المناسب للغة الأمازيغية و التمكن من اللغات الأجنبية، و التمكن من مختلف أنواع التواصل داخل المؤسسة التعليمية و خارجها و التمكن من مختلف أنواع الخطاب ( الأدبي، العلمي، الفني...)
الكفايات المنهجية: و تستهدف إكساب المتعلم منهجية للتفكير و تطوير مدارجه العقلية، و منهجية للعمل في الفصل و خارجه، و منهجية لتنظيم ذاته و شؤونه و وقته و تدبير تكوينه الذاتي و مشاريعه، الشخصية.
الكفايات الثقافية: و تشتمل على شق رمزي يرتبط بتنمية الرصيد الثقافي للمتعلم، و شق موسوعي مرتبط بالمعرفة بصفة عامة.
الكفايات التكنولوجية: القدرة على إبداع و إنتاج المنتجات التقنية، والتعامل معها و تحليلها، و استدماج أخلاقيات المهن و الحرف و الأخلاقيات المرتبطة بالتطور العلمي و التكنولوجي بارتباط مع منظومة القيم الدينية و الحضارية و قيم المواطنة و قيم حقوق الإنسان و مبادئها الكونية[4].
وهذه الكفايات تعمل على ترسيخ التعلمات وتثبيتها، فقد بات من المؤكد أن حل المشكلات إجراء أساسي لتعلم يتم بالترسيخ والعمل، وبما أن المقاربة بالكفايات ترتكز على حل المشكلات بامتياز فإنها سبيل بيداغوجي لترسيخ التعلمات وتنميتها. كما تعمل على الاهتمام بما هو جوهري وأساسي فالتعلمات ليست كلها جوهرية، ولكن المقاربة بالكفايات تتمركز حول التعلمات التي لها طابع جوهري وفعال.
خاتمة
تبقى المقاربة بالكفايات إحدى المقاربات البيداغوجية الحديثة التي تم اعتمادها في العملية التعليمية التعلمية، خاصة أنها تكسب التعلمات معنى لدى المتعلم، ولا تبقيها مجردة، وذلك بالعمل على ربطها باهتماماته وحاجاته بشكل عملي ووظيفي. كما أنها تهتم ببناء وتأسيس التعلمات اللاحقة، ويتجلى ذلك في الربط بين مختلف التعلمات التي يكتسبها المتعلم من جهة، وفي توظيف هذه المكتسبات ضمن وضعيات تعلمية ذات معنى، تتجاوز الحيز المخصص لمستوى دراسي معين من جهة أخرى. وبهذا المعنى فإن الربط التدريجي بين التعلمات يمكن والحالة هذه، من بناء نسقي تعلمي أكثر شمولية، توظف فيه المكتسبات والتعلمات من سنة لأخرى، ومن طور تعليمي إلى آخر، بقصد بناء كفايات أكثر تعقيدا. ومن هذا المنظور يمكن القول بأن المقاربة بالكفايات تتيح بناء تعلمات لاحقة، تأخذ بعين الاعتبار التعلمات السابقة، والامتدادات المرتقبة.


المراجع المعتمدة
* ترجمة محمد حمود 2004: بيداغوجيا الكفايات، الطبعة الأولى، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء.
* دليل المقاربة بالكفايات 2009، المملكة المغربية وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي الطبعة الأولى.
* عبد الرحمان التومي2008: منهجية التدريس وفق المقاربة بالكفايات.
* مديرية المناهج شتنبر2011، البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بسلك التعليم الابتدائي.
* المقاربات البيداغوجية، دفاتر التربية والتكوين، منشورات المجلس الأعلى للتعليم، عدد 2 ماي 2010.
الإحالات
[1] عبد الرحمان التومي2008: منهجية التدريس وفق المقاربة بالكفايات، ص 136
[2] المقاربات البيداغوجية، دفاتر التربية والتكوين، منشورات المجلس الأعلى للتعليم، عدد 2 ماي 2010، ص، 57-58
[3] ترجمة محمد حمود 2004: بيداغوجيا الكفايات، ط 1، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء، ص: 15
[4] مديرية المناهج شتنبر2011، البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بسلك التعليم الابتدائي، ص، 10


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.