تستقبل العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، اليوم، أعمال الاجتماع الرابع لوزراء الموارد المائية والوفود الفنية من الدول الثلاث «مصر، السودان، وإثيوبيا»، بمشاركة البنك الدولى، لاستكمال المباحثات بخصوص قواعد الملء والتشغيل لسد النهضة، والتى تستمر على مدى يومين. ويعقد هذا الاجتماع فى ضوء مخرجات اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث فى العاصمة الأمريكيةواشنطن، 6 نوفمبر الماضى، وبرعاية وزير الخزانة الأمريكى، وحضور رئيس البنك الدولى، فى ضوء الاتفاق على عقد 4 اجتماعات فنية، يتخللها اجتماعان بالولايات المتحدة، لمتابعة وتقييم سير المفاوضات الفنية. وقال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الرى الأسبق، إن الاجتماع الرابع المقرر عقده فى أديس أبابا يهدف لوضع اتفاقية توقع فى واشنطن، تلزم الدول الثلاث بسياسات واضحة لتخزين السد وتشغيله دون الضرر بأى من الأطراف، بما يعكس الإيراد الطبيعى للنيل الأزرق، ويأخذ فى الاعتبار ظروف الجفاف الممتد التى يتعرض لها النهر. وأضاف «علام»، فى تصريحات صحفية، أن ما تمر به جولات المفاوضات الفنية فى غاية الصعوبة، وهو أمر طبيعى حيث تسعى مصر لتخفيف الضرر عنها، وأن القضايا التى تناقشها الاجتماعات تتمثل فى 3 نقاط، وهى سياسات تخزين سد النهضة بداية من التخزين المبدئى لتشغيل التوربينات، واستكمال ملء السد، وإعادة الملء المحتمل بعد سنوات الجفاف، تحت الظروف المائية المحتملة للنيل الأزرق، وسياسات تشغيل سد النهضة، أى التصرفات المائية، والتى تخضع للظروف المائية المختلفة للنيل الأزرق، بعد الانتهاء من ملء السد، وإدارة الطوارئ لسد النهضة حيال ظروف هيدرولوجية غير متوقعة للنيل الأزرق من جفاف شديد ممتد، أو فيضانات مدمرة، فضلا عن الضمانات المطلوبة لالتزام الدول بما قد يتم الاتفاق عليه بتنفيذ محطات قياس لتصرفات النيل الأزرق وتبادل هذه القياسات، وآلية مراقبة تنفيذ التصرفات المتفق عليها. وأوضح أنه مما يزيد الأمر صعوبة أنّ إثيوبيا فى الأغلب تسعى للتفاوض فقط حول قضية ملء السد لكى تبدأ الملء فى يونيو المقبل، ولا تسعى للتفاوض حول قضية تشغيل السد، بل ترغب لتأجيله فيما بعد فترة الملء، لاستنفاد الوقت ووضع مصر أمام الأمر الواقع. وأشار إلى أن مصر تعطى أهمية كبرى للاتفاق مع إثيوبيا حول سياسة تشغيل السد التى تمتد بكامل عمر السد، والاتفاق حول فترة ملء السد التى تمتد لسنوات قليلة، مؤكداً إصرار مصر على إمرار تصرف من النيل الأزرق أثناء فترة الملء والجفاف الممتد لا يقل عن 40 مليار متر مكعب، وتمسكها بمقترحها المتكامل للملء والتشغيل وإعادة الملء والتعامل مع فترات الجفاف والجفاف الممتد، مع إنشاء آلية للتعاون بين الدول. ولفت إلى أن فريق التفاوض المصرى يتمتع بكفاءة فنية عالية ووضوح الرؤية ومرونة كاملة تعكسها الرغبة من الجانب الإثيوبى للالتفات حول اتفاقية إعلان المبادئ الموقعة فى مارس 2015، والتى تؤكد ضرورة الاتفاق على سياسة الملء والتشغيل قبل بدء التخزين، فى الوقت الذى أعلنت أديس أبابا فيه نيتها التخزين فى يوليو المقبل، موضحًا أن بدء الملء هذا العام مرتبط بإتمام واختبار التركيبات الميكانيكية والكهربائية، وهو أمر غير مضمون فى المنشآت الكبرى. يذكر أن الاجتماعات السابقة تضمنت عقد لقاءات ثنائية بين وزير الخزانة الأمريكى، مع وزراء الخارجية والرى فى كل من مصر والسودان وإثيوبيا، أعقبها اجتماع موسع تم خلاله تناول الأطراف لوجهات نظرهم حول الخطوات اللازمة من أجل التوصل لاتفاق قبل 15 يناير الجارى، فى إطار السعى لتقريب وجهات النظر بين الدول، للوصول لتوافق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، فى إطار رغبة مصر فى التوصل لاتفاق عادل ومتوازن، فى إطار أهمية التوافق على آلية للتشغيل التنسيقى بين السدود، وهى آلية دولية متعارف عليها فى إدارة أحواض الأنهار المشتركة.