«كورونا» يحصد 26 وفاة فى الصين.. ويهاجم 8 دول

ألقت حالة الذعر العالمية من انتشار فيروس كورونا الجديد بظلالها على العديد من الدول، ولاسيما على صعيد النقل والسياحة وأسعار النفط والذهب والبورصات العالمية.
وكثفت الصين إجراءات احتواء فيروس «كورونا الجديد»، الذى راح ضحيته حتى الآن 26 شخصا وأصيب به أكثر من 800، حيث أوقفت وسائل النقل العام فى 10 مدن، وأغلقت معابد، وسارعت ببناء مستشفى جديد لعلاج المصابين.
وتخشى السلطات الصينية من تسارع معدل العدوى خلال عطلة السنة القمرية الجديدة، حيث يسافر مئات الملايين من الصينيين فى الداخل والخارج خلال العطلة التى بدأت، أمس، وتستمر أسبوعا.
وقالت لجنة الصحة الوطنية إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بلغ حتى أمس الأول 830 حالة، بينما توفى 25 شخصا. وكانت معظم الحالات فى مدينة ووهان بوسط الصين، حيث يعتقد أن الفيروس نشأ فى سوق لتجارة الحيوانات البرية على نحو غير مشروع.
وكشف بحث مبدئى أن الفيروس الذى تفشى فى ووهان انتقل إلى البشر من الثعابين فى أحدث مراحل تطوره.
وفرضت الصين عزلًا على ووهان، التى يقطنها 11 مليون نسمة، وهوانغ قانغ المجاورة التى يعيش بها نحو 7 ملايين شخص. وأغلقت معظم محطات السكك الحديدية، ولا يتوقف فى المدينة سوى القليل من القطارات، وتوقفت رحلات الطيران، وأقيمت نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية من المدينة وإليها.
وذكرت صحيفة تشانغ جيانغ الرسمية، أمس، أن ووهان تشيّد مستشفى جديدا يضم ألف سرير لعلاج المصابين بالفيروس، على أن يصبح جاهزًا بحلول بعد غد الإثنين.
وأعلنت الصين، أمس، عن تأسيس فريق بحث يضم 14 خبيرًا، للمساعدة فى الوقاية ومراقبة تفشى فيروس كورونا الجديد وتطوير لقاح مضاد.
واكتُشفت حالات مصابة بالفيروس فى تايلاند وفيتنام وسنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان والولايات المتحدة، وفرنسا مما دفع عدة شركات طيران لتعليق الرحلات من ووهان وإليها، لكن منظمة الصحة العالمية قالت، أمس الأول، إنه من السابق لأوانه «إلى حد ما» إعلان الفيروس الجديد حالة طوارئ عالمية.
وناشدت السلطات الصحية الصينية السكان تجنب أماكن الازدحام خلال عطلة السنة القمرية الجديدة. وذكرت صحيفة «هوبى ديلى» الصينية، أمس، أن 10 مدن فى إقليم هوبى أوقفت بعض وسائل النقل العام فى ظل تفشى فيروس كورونا.
وأوقفت مدن تشيبى وشيانتاو وتشيج يانغ وشيانج يانغ وشيانينغ وهوانغشى وإنشى خدمات الحافلات، وأغلقت مدينة إتشو محطات القطارات.
وقالت الصحيفة إن مدينة تشيج يانغ أغلقت كافة الأماكن العامة، باستثناء المستشفيات والمتاجر الكبرى وسوق المزارعين ومحطات الغاز والصيدليات، كما أغلقت مدينة إنشى أماكن الترفيه غير المكشوفة.
وأغلقت بعض المعابد الشهيرة فى الصين أبوابها، مثل معبد لاما فى بكين، الذى يزوره الناس عادة لتقديم القرابين بمناسبة العام الجديد، اعتبارًا من أمس. كما أغلقت هايكو، عاصمة إقليم هاينان السياحى فى جنوب البلاد، المزارات السياحية والثقافية كالمكتبات والمتاحف. وألغت بكين التجمعات الكبيرة، بما فى ذلك معرضان بمناسبة السنة القمرية الجديدة، وأغلقت القصر الإمبراطورى (المدينة المحرمة)، أشهر المزارات السياحية فى العاصمة، حتى إشعار آخر. وقالت مدينة شنغهاى ديزنى لاند، التابعة لشركة والت ديزنى، إنها ستغلق أبوابها اعتبارا من اليوم، دون أن تعلن عن موعد استئناف العمل.
وأعلنت كوريا الجنوبية، أمس، ظهور ثانى حالة إصابة بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا، كما أكدت اليابان ظهور ثانى حالة إصابة لديها أيضا لشخص قادم من الصين. من جانبه، قال رئيس وزراء سنغافورة لى هسين لونج، أمس، إن بلاده مستعدة جيدا للتعامل مع فيروس كورونا الجديد، مضيفا أن الفيروس لا يبدو مميتا مثلما كان الحال مع متلازمة الالتهاب الرئوى الحاد (سارس) فى عام 2003، الذى حصد أرواح 33 فى سنغافورة، مما جعلها واحدة من أكثر الدول تضررا خارج الصين. وأكدت سنغافورة، أمس الأول، اكتشاف أول حالة إصابة لديها، وقالت إن حالة أخرى أظهرت التحاليل الأولية إصابتها بالمرض.
وألقت حالة الذعر من الفيروس بظلالها على أسواق المال والنفط، حيث تتجه أسعار النفط لتسجيل انخفاض كبير فى الأسبوع فى ظل مخاوف من انتشار الفيروس، مما قد يكبح السفر والطلب على الوقود والآفاق الاقتصادية.
وتراجعت أسعار النفط 2%، أمس الأول بفعل المخاوف من انتشار الفيروس، فيما صعدت الأسهم الآسيوية بعد بيان منظمة الصحة العالمية التى أحجمت عن إعلان حالة الطوارئ العالمية بسبب الفيروس. وأغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع طفيف، أمس، فى جلسة شهدت تأرجحا، صعودا ونزولا، بين مخاوف الفيروس ومراهنات على أن الأزمة الصحية ستعزز أرباح شركات صناعة الأدوية.
وتراجعت أسعار الذهب، أمس، فى الوقت الذى يسعى فيه المستثمرون للحصول على تفاصيل بشأن مدى خطورة فيروس كورونا. وتراجع الذهب فى المعاملات الفورية 0.2% إلى 1560.24 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0559 بتوقيت جرينتش، لكنه يمضى على مسار الارتفاع 0.2% فى الأسبوع. ونزلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.3% إلى 1560.40 دولار. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاديوم 0.6% إلى 2446.48 دولار للأوقية، ويتجه صوب تسجيل أسوأ أداء أسبوعى فى 5 أسابيع، لينخفض بنحو 1.3%. ونزلت الفضة 0.1% إلى 17.79 دولار، وتتجه صوب تسجيل أكبر انخفاض أسبوعى منذ أوائل ديسمبر بنسبة 1.1%، بينما استقر البلاتين عند 1001.86 دولار، وينخفض 1.5% فى الأسبوع، فى أسوأ أداء له منذ الأسبوع المنتهى فى 20 ديسمبر.