استنفار صينى ودولى واسع لاحتواء وباء «كورونا الجديد»

واصل فيروس كورونا حصد المزيد من الضحايا، وتزايد عدد المصابين به بشكل كبير مع تفشيه فى الصين وانتقاله إلى العديد من دول العالم الأخرى التى اتخذت العديد من الإجراءات الوقائية لمنع تفشى الفيروس، بعد تسجيلها إصابة العديد من مواطنيها بعد عودتهم من الصين التى تكافح لاحتواء تفشى الوباء، فى حين أثارت المخاوف من الوباء البورصات الأوروبية والآسيوية واليابانية والعملات الرئيسية وسعر النفط، بعدما قالت بكين إن الفيروس أودى بحياة 81 شخصا، وأدى إلى إصابة 2800 شخصا آخرين، ويمكن أن ينتقل قبل ظهور الأعراض، وأكدت أن فترة حضانة الفيروس قد تتراوح بين يوم واحد و14 يوما، وينتمى الفيروس الذى أطلق عليه اسم (2019-إن. سى. أو. فى)، ويمكن أن ينتقل بين البشر وينتمى إلى نفس عائلة فيروس كورونا مثل متلازمة الالتهاب الرئوى الحاد «سارس».
وقالت إسبانيا وبريطانيا إنهما تعملان على مساعدة رعاياهما فى مغادرة الصين، وأعلنت ألمانيا أنها تدرس إجلاء مواطنيها من مدينة ووهان مركز الوباء، وفرضت ماليزيا حظرا مؤقتا على الصينيين القادمين من ووهان، ومنعت هونج كونج دخول أى زوار من إقليم هوبى الصينى، وشددت تايوان القيود على الزوار الصينيين، وسجلت اليابان رابع إصابة.
وقال وزير لجنة الصحة الوطنية الصينى، ما شياوى، إنه على عكس «سارس» الذى نشأ فى الصين، يمكن أن ينتشر الفيروس الجديد خلال فترة الحضانة، وأضاف أن التفشى الحالى ينتشر «بسرعة نسبيا، ويدخل فترة أشد خطورة وأكثر تعقيدا»، وأن السلطات لا تعرف الكثير عن الفيروس أو عن المخاطر التى تشكلها طفراته، وسجلت السلطات الصينية 769 حالة إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، فى ووهان ومناطق مجاورة، ورجحت الاشتباه فى 6 آلاف إصابة أخرى.
ووصل رئيس الوزراء الصينى، لى كه تشيانج، مرتدياً قناعاً للحماية، إلى منطقة ووهان بؤرة المرض المعزولة منذ 4 أيام، وعُين لى كه تشيانج على رأس «مجموعة عمل» مكلفة بالإِشراف على عملية التصدى للفيروس، وبدت ووهان كمدينة أشباح، بعد منع تحرك السيارات غير الضرورى، وبدأت السلطات قياس درجة الركاب بالمدينة وتفتيش السيارات، وخصصت الصين 8.74 مليار دولار للمساعدة فى احتواء تفشى الفيروس، وينتظر المرضى فى ووهان أحيانا لساعات لرؤية طبيب، وتعمل السلطات على بناء وحدتين صحيتين إضافيتين، تستطيع كل منهما استقبال 1000 مريض، خلال أسبوعين، ومددت عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، وأغلقت المزيد من الشركات الكبرى أبوابها أو طلبت من الموظفين العمل من المنزل للحد من انتشار المرض، ومنع سكان إقليم هوبى من دخول هونج كونج.
وتوفى 24 شخصاً إضافياً فى مقاطعة هوباى التى عاصمتها ووهان، ويوجد 56 مليون شخص معزولون عن العالم فى هوباى بسبب إجراءات احتواء المرض، وأعلن رئيس بلدية ووهان جو تشانوانج أن 5 ملايين شخص غادروا المدينة قبل رأس السنة الصينية فى 25 يناير الجارى، مما يزيد من مخاوف تفشى الوباء، وأعلنت عدة مدن كبرى شمال الصين مثل بكين وتيانجين وتشيان تعليق خطوط الحافلات الطويلة مع المناطق الأخرى، وهو ما قامت به مقاطعة شاندونج التى يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة، وفرضت السلطات ارتداء القناع الواقى فى عدة مقاطعات، خاصة فى جوانجدونج الأكبر التى يعيش بها 110 ملايين نسمة.
ومن أبرز أعراض الفيروس، الحمى والسعال وضيق التنفس وصعوبات فى التنفس، ويمكن أن تسبب حالات الإصابة الشديدة، الالتهاب الرئوى ومتلازمة الالتهاب الرئوى الحاد، والفشل الكلوى، والوفاة، وقالت بكين إن الكثيرين ممن توفوا كانوا مصابين بأمراض أخرى أو من كبار السن، وينتمى الفيروس الجديد لفيروسات الحمض النووى الريبوزى، الذى يمثل المادة الجينية للفيروس وليس الحمض النووى، بما يعنى أن الفيروس يمتزج مع الحمض النووى للعائل ويمكنه أن يتحور بسرعة، ونشأ الفيروس فى أواخر العام الماضى فى سوق للأطعمة البحرية فى ووهان، إذ كان يبيع حيوانات برية بطريقة غير مشروعة، ويعتقد الباحثون الصينيون أنه ربما انتقل إلى البشر من الثعابين والتى ربما أصيبت به من الخفافيش، وتم الإبلاغ عن 40 حالة إصابة فى هونج كونج ومكاو وتايوان وتايلاند والولايات المتحدة، وأستراليا وكندا وفرنسا واليابان وماليزيا ونيبال وسنغافورة وكوريا الجنوبية وفيتنام، ولم يتم الإبلاغ عن وفيات خارج الصين. ومع زيادة قدرة الفيروس على الانتشار، تعرضت أغلب الأسواق المالية لهزات، نظرا لعدم معرفة خصائصه، وانخفضت الأسهم الأوروبية والآسيوية وأسعار البترول، وارتفع الذهب وتراجع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبى 1.5%، وتراجعت أسهم التعدين والشركات الأوروبية 3.1%، وهبطت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» فى بورصة نيويورك 400 نقطة، أمس، وانخفضت أسعار النفط أكثر من 2%، وخسر خام برنت 1.28 دولار أو 2.1 %، وتراجع الخام الأمريكى 1.24 دولار أو 2.3%، وارتفع الذهب كملاذ آمن فى المعاملات الفورية 0.6% مسجلا 1579.42 دولار للأوقية، وارتفع الين بسبب الصعوبات التى تواجهها السلطات الصينية لاحتواء الفيروس، وفى بورصة طوكيو، تراجع مؤشر نيكى 2.03%، وهبط مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقا 1.61%، وصعدت أسهم شركات الملابس الواقية وأجهزة المستشفيات.
وأعلنت سنغافورة أن اقتصادها سيتضرر من الفيروس، وأعلنت إجراءات لوقف انتشاره، تشمل حث التلاميذ والموظفين الذين سافروا للصين أن يلزموا بيوتهم لمدة أسبوعين، وطلبت من المسافرين تأجيل السفر غير الضرورى للصين، وبدأت فحص درجة الحرارة لكل مسافرى الرحلات الجوية القادمة لسنغافورة، وأعلنت منغوليا إغلاق الحدود البرية مع الصين.