واصل فيروس كورونا الجديد، أمس، انتشاره بشكل كبير، وانتقل إلى الهند والفلبين اللتين أعلنتا تسجيل إصابتين بهما، وأسفر الفيروس القاتل عن وفاة 170 شخصا وإصابة حوالى 8 آلاف آخرين بشكل مؤكد، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى دعوة كل دول العالم لاتخاذ إجراءات احترازية قبل اجتماعها، أمس، فى جنيف لبحث تصنيف الفيروس وباء عالميًا، بينما كثفت العديد من دول العالم إجراءاتها لمنع انتقال الفيروس إليها، مع بدء إجلاء رعايا بعض الدول الأجانب من الصين ومن إقليم هوبى مركز الوباء وعزلهم بعد وصولهم إلى بلدانهم، بينما أعلنت روسيا إغلاق حدودها مع الصين فى محاولة لمنع انتقال الوباء إليها. وقالت السلطات الصحية الصينية إنه تم رصد 1032 حالة إصابة جديدة فى إقليم هوبى، ليرتفع عدد حالات الإصابة فى الإقليم إلى 4586، وتم الإعلان عن حالة وفاة أخرى بإقليم سيتشوان، وتسجيل إصابة فى إقليم التبت ذاتى الحكم، ليتأكد وصول الفيروس إلى كل الأقاليم الصينية الداخلية، كما تجاوز عدد الإصابات فى الصين عدد المصابين بمرض التهاب الجهاز التنفسى الحاد «سارس» المسجل لدى السلطات الصينية وهو 5327 حالة، وقتل «سارس»- وهو سلالة أخرى من كورونا - حوالى 800 شخص فى عامى 2002 و2003، وحذرت السلطات الصينية من معاقبة كل من يتقاعس عن مواجهة الفيروس. وبدت شوارع العديد من المدن الصينية مهجورة، مع الالتزام بارتداء الأقنعة الطبية، وألزمت متاجر «ستاربكس» للقهوة فى بكين الناس بقياس درجات حرارتهم، ونشرت إخطارات تفيد بأن الدولة تُلزم بارتداء الأقنعة الطبية داخلها، وتوقفت الحياة تقريبًا فى إقليم هوبى، الذى يعيش فيه نحو 60 مليون نسمة، وكانت الشوارع مهجورة إلى حد بعيد، بينما ارتدت القلة التى غامرت بالخروج الأقنعة الطبية. وأعلنت الهند والفلبين رصد أول إصابة بالفيروس على أراضيها، أمس.. وحتى الآن تم تسجيل 10 إصابات فى هونج كونج، و14 فى تايلاند، و8 فى تايوان، و10 فى سنغافورة، و7 فى اليابان، و7 فى أستراليا، و7 فى ماكاو، و7 فى ماليزيا وسجلت كوريا الجنوبية 6 إصابات، وقالت إن المريض السادس كورى جنوبى تواصل مع المريض الثالث ولم يسافر إلى ووهان.. وتم تسجيل إصابة فى كل من كمبوديا ونيبال وسريلانكا، و5 فى الولايات المتحدة، وإصابة فى كندا، و4 فى فرنسا، وواحدة بفنلندا، و4 فى ألمانيا، و4 فى الإمارات. وانخفضت أسعار النفط بسبب القلق من التأثير الاقتصادى لفيروس كورونا، وتراجع خام برنت 62 سنتا بما يعادل 1% إلى 59.19 دولار للبرميل، وتراجع الخام الأمريكى 51 سنتا، أى 1% إلى 52.82 دولار للبرميل، وهبط مؤشر نيكى القياسى ببورصة طوكيو 1.72%، وهوت أسهم تايوان 5.75%، وهو أكبر تراجع منذ أكتوبر 2018، وتلقت أسهم هونج كونج ضربة فى أول يوم للتعاملات بعد عطلة السنة القمرية الجديدة، وانخفضت أسهم صالات القمار والأسهم المالية فى مؤشر هانج سنج 2.5% لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ 6 سنوات، وخيمت مخاوف شديدة على الاقتصاد الصينى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، بعدما ألغى سياح وشركات طيران عالمية رحلاتهم إلى الصين، وأجْلَت الولايات المتحدة 200 أمريكى من ووهان الموبوءة، ووصلت طائرة تنقل يابانيين من ووهان، ورتبت فرنسا وبريطانيا وكندا لعمليات إجلاء مماثلة، وبدأت الدول التى نقلت رعاياها من الصين فى عزلهم خشية انتقال الفيروس لآخرين، وأعلنت شركة العال الجوية الإسرائيلية تعليق الرحلات لبكين حتى 25 مارس المقبل، وهو إجراء أعلنته شركات «بريتيش إيرويز» و«لوفتهانزا»، و«إير كندا» و«أمريكان إيرلاينز» فى محاولة لعدم انتقال الفيروس. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أمس الأول: «تطور الفيروس فى الأيام القليلة الماضية يثير قلقنا»، مشيرًا إلى ألمانيا وفيتنام واليابان، وأضاف: «رغم أن الأعداد خارج الصين لاتزال صغيرة نسبيا، فإنها تنطوى على احتمال تفشٍ أكبر بكثير». وقال مايك ريان، المدير التنفيذى لبرنامج الطوارئ الصحية بالمنظمة: «نحن فى منعطف مهم، نعتقد أن حالات انتقال المرض يمكن إيقافها»، وأشاد رايان بتعامل الصين مع الموقف، وقال: «يتخذون إجراءات استثنائية فى مواجهة ما أصبح تحديًا استثنائيًا»، وكان الرئيس الصينى قد أقر بأن الوضع لايزال «قاتمًا ومعقدًا». وأعلن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، تأسيس «وحدة خاصة» لمواجهة الفيروس، وقال البيت الأبيض فى بيان: «وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس عازار سيترأس الوحدة التى ستنسق أعمالها مع مجلس الأمن القومى الأمريكى، وستضم الوحدة خبراء صحة ووكالات حكومية ومتخصصين فى الأمراض المعدية لرصد الفيروس». وفيما قد يكون خطوة نحو احتواء الفيروس، قال علماء فى أستراليا إنهم طوروا نسخة مختبرية من الفيروس، وهى الأولى التى يتم تطويرها خارج الصين، وقالت أستراليا إنها ستساعد المواطنين على مغادرة الصين وستضعهم فى الحجر الصحى.