بعد الانتهاء من ترميمه.. هل يصبح المعبد اليهودي في الإسكندرية مزارًا سياحيًا؟

قبل 6 قرون ونصف القرن، وفي عام 1354 تحديدًا، كانت مدينة الإسكندرية تشهد أعمال بناء كنيس «إلياهو هابني» لاحتضان الشعائر الدينية لأبناء الطائفة اليهودية آنذاك، ولكن مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، تعرض الكنيس لقصف مدفعية نابليون، واستحال إلى كومة تراب، وفي عام 1850 أسندت أسرة محمد على مهمة إعادة بناءه إلى مهندس إيطالي، فأخرجه على هيئته الحالية وافتتحه من جديد عام 1881.
إبّان أحداث ثورة 25 يناير 2011، تقرر إغلاق المعبدالأكبر في مصر لدواع أمنية عام 2012، وبعد 4 أعوام من إغلاقه عانى المعبدمن نكبة جديدة، إذ تعرض سقفه وسلالمه للانهيار عام 2016، لتعلن وزارة الآثار وقتها البدء في أعمال ترميمه التي استمرت لأكثر من عامين، حتى أعادت افتتاحه، الجمعة، فيما بلغت تكلفة عادة ترميمه نحو 70 مليون جنيه، تحملتها الحكومة بالكامل، رافضة تبرعات الجاليات اليهودية حول العالم، بحسب «بي بي سي».
وتعكف وزارة السياحة والآثار حاليًا على دراسة تحويل المعبداليهودي في الإسكندرية إلى مزار سياحي، لاستقبال الزوار المصريين والأجانب، إذ قال العميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الهندسية، إن الوزارة تدرس الاستفادة من المعبدعبر فتحه أمام الجمهور باعتباره «معلمًا سياحيًا»، مضيفًا ل«المصري اليوم» أن نشاط المعبدكان قاصرًا على إقامة الشعائر الدينية فقط، والزيارات الخاصة بالطائفة اليهودية.
وقال مصدر من الطائفة اليهودية في مصر، في تصريحات ل«المصري اليوم»، إن المعبديعد مزارًا أثريًا لكل المصريين، داعيًا إلى فتح المعابد اليهودية في كل أنحاء مصر لتكون مراكز للإشعاع الحضاري، وألا تكون حكرًا على أعداد محدودة فقط من الزائرين أو أعضاء الجالية اليهودية، مشيرًا في الوقت نفسه إلى استئناف إقامة الشعائر الدينية داخل المعبد، معربًا عن تطلعه إلى إقبال الزائرين على المعبدمن جميع أنحاء العالم.
عمليات الترميم شملت الأسقف الخشبية المعلقة والأيقونات والنوافذ الزجاجية وإعادة تأهيل ساحة الصلاة الرئيسية، وهو يتسع ل700 مصل، وتبلغ مساحته نحو 4200 متر مربع، ويضم مكتبة مركزية تحوي 50 نسخة قديمة من التوراة، ويتميز بنوافذه الزجاجية الملونة بالأخضر والبنفسجي وأعمدته الرخامية ومصابيح فضية، كما يضم صناديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى أحد أنبياء بني إسرائيل.
* تنويه
ينشر هذا المحتوى بالتعاون مع «مركز المصري للتدريب»