اشتعلت المنافسة فى الأوساط السياسية التونسية بعد إعلان نحو 21 مرشحا حتى أمس تقدمهم بأوراق الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها 15 سبتمبر المقبل، فيما لاتزال هيئة الانتخابات تتلقى ملفات الترشح حتى يوم غد. أعلنت حركة النهضة «إخوان تونس» ترشيح رئيس البرلمان بالإنابة عبدالفتاح مورو، فيما قدم وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدى، والرئيس التونسى الأسبق المنصف المرزوقى، فضلا عن عدد من المرشحين المدعومين من بعض الأحزاب السياسية، أوراق ترشيحهم، أمس، ولم يحسم رئيس الوزراء الحالى يوسف الشاهد قرار ترشيحه رغم دعمه من قبل حزب «تحيا تونس». وقرر مجلس شورى حركة النهضة التونسية ترشيح عبدالفتاح مورو بالإجماع فى اجتماع مساء أمس الأول، ليحسم الجدل الدائر داخل الحركة فى الدفع بشخصية من داخل الحركة أو من خارجها. وقال مورو إن قرار ترشيحه للانتخابات الرئاسية يأتى انطلاقا من خدمة وطنه فى منصب جديد يستطيع من خلاله خدمة جميع أبناء الشعب التونسى. وأكد فى تصريحات ل«المصرى اليوم» أن تونس تحتاج إلى تجاوز الصعاب فى مختلف المجالات من أجل إحداث نهضة اقتصادية والتصدى للإرهاب، مشيرا إلى أن برنامجه الرئاسى شامل وجاهز للعرض على التونسيين. وحول ما إذا كان هناك تخوف من حكم «الإخوان» فى تونس، أسوة بالفترة التى مرت بها مصر أثناء حكم «الجماعة»، قال إن «حركة النهضة رشحتنى وطرحت الثقة فى، كما أن مشروع برنامجى الرئاسى يتجاوز الخلافات والأيديولوجيات السياسية»، وتابع: البرنامج الرئاسى سياسى «جمعى» وليس مشروعا دعويا. يبلغ مورو من العمر 71 عاما، وعمل قاضيا، ثم انشغل بمهنة المحاماة وعمل على تأسيس الحركة الإسلامية فى بداية السبعينيات من القرن الماضى مع رئيس حركة «النهضة» الحالى راشد الغنوشى، وفى عام 1981 تم تأسيس حركة الاتجاه الإسلامى، وفاز فى الانتخابات البرلمانية 2014 ضمن قائمة «النهضة»، ويشغل حاليا منصب رئيس مجلس نواب الشعب «البرلمان» بالإنابة خلفا لمحمد الناصر، الذى تولى رئاسة تونس مؤقتا عقب وفاة الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى. فى سياق متصل، قدم وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدى أوراق ترشيحه أمس بنفسه فى مقر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ومعه عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب فيصل التبينى والمنذر حاج على وحسن العمارى، وذلك بعد إعلان حزب «حركة نداء تونس»، حزب الرئيس الباجى قايد السبسى، تأييده لترشيحه للانتخابات، وأرجع الحزب أسباب الدعم إلى كفاءته ووفائه للرئيس الراحل. وأضاف بيان للحزب أن الزبيدى كان داعما لمشروع السبسى الهادف لخلق التوازن السياسى، ووقف بجانبه فى مرحلة تأسيس حركة نداء تونس، ونهل عنه منهج التفكير وارتوى بمبادئ مشروعه الحضارى وإيمانه بالدولة. وشغل «الزبيدى»، الطبيب، منصب وزير الدفاع فى 12 سبتمبر 2017، وسبق له تولى وزارة البحث العلمى والتكنولوجيا عامى 1999 و2000، ثم وزيرا للصحة عام 2001، وفى حكومة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشى شغل منصب وزير الدفاع فى 27 يناير 2011، عقب أحداث الثورة التونسية، حتى عام 2013، وعاد إلى منصبه فى 2017 فترة حكومة رئيس الوزراء الحالى يوسف الشاهد. وقدم الرئيس الأسبق المنصف المرزوقى، أمس، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية، ووصف حالة التعدد الانتخابى بالعرس الديمقراطى، واستشهد بالفترة التى قضاها فى السجن لمدة 4 شهور فى زنزانة انفرادية فى عام 1994 أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية فى فترة حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن على. وأكد المرزوقى، فى تصريحات صحفية عقب تقديم أوراق الترشيح، أن تونس الديمقراطية تضمن لكل مواطن الحق فى الترشح والحق فى اختيار من يمثله. ويبلغ المرزوقى من العمر 74 سنة، وانتخب لرئاسة تونس فى 12 ديسمبر 2011 من قبل المجلس الوطنى التأسيسى فى إطار تحالف ائتلاف «الترويكا» الذى تكون من (حركة النهضة وحزب التكتل من أجل العمل والحريات وحزب المرزوقى السابق المؤتمر من أجل الجمهورية)، وحصل على المركز الثانى فى الأصوات فى الانتخابات التى جرت فى ديسمبر 2014 وفاز فيها السبسى، ويترأس المرزوقى حاليا حزب الحراك، ومدعوم من تكتل سياسى «تونس أخرى» يضم حراك «تونس الإرادة» ينتمى إليه المرزوقى، و«حركة وفاء» المعارضين، وتم الإعلان عنهما فى شهر مايو الماضى لخوض الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
