يصوت التونسيون، يوم 15 سبتمبر المقبل، لاختيار الرئيس السادس في تاريخ بلادهم في الانتخابات الرئاسية الثانية بعد ثورة 2011، في انتخابات مبكرة، فرضتها وفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، قبل نهاية ولايته الرئاسية بأشهر، لكن يتوقع أن تنحصر المنافسة بين وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ونائب البرلمان عبد الفتاح مورو، وكذلك نبيل القروي رئيس حزب "قلب تونس"، ورئيس الوزراء السابق مهدي جمعة، ورئيس الوزراء الحالي يوسف الشاهد. وقال السياسي التونسي عصام البوسالمي، إن وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي، بعد التقدم بأوراق ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في منتصف سبتمبر المقبل، الأوفر حظا بعد حملة مناشدة واسعة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية، ليكون بذلك من أبرز المرشحين لرئاسة تونس. وعبدالكريم الزبيدي مدعوم من حركة "نداء تونس"، الحزب الذي أسسه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، الذي أعلن في بيان، مساندته لهذا "الوجه السياسي الصاعد، نظراً لما يحوزه من خصال الكفاءة والتجربة والنزاهة والوفاء لنهج الزعيم الراحل الباجي قايد السبسي، علاوة على تحمله المسؤوليات في مختلف درجاتها في دولة الاستقلال، وتحمّله أمانة وزارة الدفاع في المرحلة الأولى والثانية للانتقال الديمقراطي بكل اقتدار"، وفق تعبير البيان، كما أنه مدعوم بصفة غير معلنة من اتحاد الشغل، أكبر المنظمات النقابية في تونس. وصعد اسم الزبيدي خلال الأسابيع الماضية، بعد بروزه في آخر مراحل حكم الرئيس الباجي قايد السبسي، حيث ظهر بجانبه في المستشفى العسكري مكان خضوعه للعلاج، كما كان آخر شخصية قابلها قبل وفاته في 25 يوليو الماضي، قبل أن يشرف على مراسم جنازته. وأضاف البوسالمي ل"الوطن": "تعد هذه المرة الأولى التي تقدم فيها حركة النهضة مرشحا للرئاسة عقب ثورة 2011 التي أنهت حكم الرئيس زين العابدين بن علي، حيث صوت مجلس شورى حركة النهضة بأغلبية 98 صوتا لفائدة ترشيح عبدالفتاح مورو للانتخابات الرئاسية". ومورو من مؤسسي حركة النهضة إلى جانب رئيس الحركة راشد الغنوشي وهو من الشخصيات السياسية التي تعرف باعتدال مواقفها وأصبح رئيس البرلمان بالنيابة إثر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي وبعدما خلفه محمد الناصر موقتا والذي كان رئيسا للبرلمان. ولطالما وجه مورو انتقادات لحزبه وطالب بإصلاحات داخلية لتكون النهضة قريبة للتونسيين وللنأي بنفسها عن جماعة الإخوان المسلمين. وتابع: "يوسف الشاهد مرشح قوي أيضا في الانتخابات الرئاسية نظرا لأنه يمتلك شعبية في الشارع التونسي، لاسيما منذ توليه منصب رئيس الحكومة بعدما جاء عقب فترة الحبيب الصيد، لكن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون قوية وصعبة". وقال الأمين العام لحركة "تحيا تونس"، سليم العزابي، إن الهيئة السياسية للحزب قررت ترشيح رئيس الحركة يوسف الشاهد.