فكرت ملياً قبل كتابة عنوان هذا المقال بأن اجعلهُ أكثر إبهاما واقل توضيحاً من ما هو عليه الان, ولكن وجدت انه من الأفضل ان يكون كما هو عليه. مِن الممكن ان يكون البعض ليس على درايهٍ كاملة عن ماهية الماسونيه, او كما يُلقبون انفسهم بجماعة "الماسونيون الأحرار" كيف بدأت واين هي الان؟؟. في كلماتٍ موجزه هدف الماسونيه هو التحكم التام والكامل في زمام العالم, وهذا جاء بعد ان تأسست كمنظمة ٌسرِّيه في اواخر القرن السادس عشر واوائل القرن السابع عشر في ظروفٍ غامضه وتعُرُّف في جميع المراجع والكتب انها منظمه اخوية سرية اهدافها غير معلومه ونواياها مشبوهه ولكن تتخفى خلف ستار: الحب الأخوي, نشر الخير, الأخلاقيات, الحريه و المساواه. هذه المنظمه لا دين لها ولا تشترط على العضو ان يكون معتنقا دينا دون غيره, فالدين لا يكون عائقا بالنسبه لهم لتحقيق اهدافهم. ليس في إستطاعة اي شخص ان يُقرر بأن يكون ماسونيا, فالعضو الماسوني الذي يبدأ كماسوني برتبة "مبتدئ" يُختار من قِبَل ماسونيون من ذوي الرتب الأعلى: "مرتبة أهل الصنعه و مرتبة الخبراء", لأنهم هم الذين سيزرعونه في المنصب الذين يريدون الوصول اليه ليبدأوا التحكم به كالدمية التي لا حول لها ولا قوة ويتحول من شاب يافع الى دمية تحرك بأيدي من هم اعلى منه في الهرم الماسوني. فمِن الممكن ان يصلوا بالشخص الذي اختاروه الى أعلى مناصب العالم ثم يبدؤوا في طلباتهم التي جندوه من البداية بغرض تنفيذها وإلا كان التشهير به او حتى موته منتحراً, النتيجة لعدم التعاون الكامل معهم... وإذا نظرنا الى مقراتهم وهيئاتُهم الإداريه والتنظيميه هناك العديد منها في العديد من دول العالم و معظم الفروع تقع تحت إشراف ما يسمى ب "المقر الأعظم" الذي تم تأسيسه عام 1717م في بريطانيا ويطلق على رئيس هذا المقر تسمية "الخبير الأعظم" وهذا هو اعلى من اعلى المناصب الماسونيه. كان يقع مقر المحفل الماسوني في مصر بشارع طوسون بالإسكندريه قبل ان يوجه له الرئيس جمال عبدالناصر ضربة قاضيه في ابريل 1964م بإغلاق المحفل الماسوني لإندراجه تحت مسمى "جمعيه لاربحيه غير معلنه وليس مصرح بها" بعد محاولات مضنية منهم بأن يضموه إلي صفوفهم لكي تصبح الماسونيه المخ الذي يتحكم في الشرق الأوسط مباشرة من نخاعه الشوكي ويفرضوا سيطرتهم على المنطقه خصوصا بعد علمهم بحلم الزعيم الراحل الذي كان سيوحد الأمة العربيه فظنوا طامعين واهمين ان ناصر سيقدم لهم الوطن العربي على طبق من ذهب. وكان رأي الأزهر الشريف تماما كرأي الزعيم الراحل فحرم الماسونيه تحريما تاما ليس فقط على مسلمين مصر ولكن على كل مسلموا العالم وهذا لأن ليس فقط ديننا الإسلامي ولكن كل الأديان السماويه تبرأ من اي تآمر يكون هدفه غير واضح ومعلوم. ومن هنا نبدأ الكلام... فالأزهر الشريف هو منارة الإسلام منذ نشأته والى الان سواء شاء البعض ام ابى, فرفض الأزهر الشريف و محاربته لكيان خبيث كهذا لم يجئ إلا استنادا على أسمى المبادئ التي يدعونا اليها ديننا الإسلامي..الذي يعني من اسمهِ اننا نسلم انفسنا الى الله عزوجل, فهو بيده الخير وبه نستعين على شرور الأنفس.... ما هو الإسلام؟؟ كما قلنا فالإسلام هو تسليم انفسنا بكل ما نحمله من تساؤلات ومشاكل الى الله, فمَن مِن المُمكِن ان ينسب لنفسه انه يحمل رسالة مِن الله هو وحده الذي يعرفها دون غيره, بعد ان ختم الله تعالى انبياءه ورسله بأشرف الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلام. شهدنا جميعا الشعار الذي رفعوه جماعة الإخوان المسلمون في إنتخابات مجلس نواب الشعب المصري و كان "الإسلام هو الحل". صدقاً فالإسلام هو الحل وما اعظمه حل فإذا قتلنا انفسنا بحثا عن حل لأي مشكلة على الأرض مهما كانت معقدة وبها من التداخلات ما تعجز قدراتنا البشريه المحدوده عن حلها فنجد أن "الإسلام هو الحل" ولكن هل يعني هذا أن رافع هذا الشعار يحمل من الثقل الديني ما يؤهله ان يكون رجل دين, من اهل العلم الذي أمرنا الله بسؤالِهم إن كنا لانعلم؟؟ ام انه يحمل مِن الثقل السياسي ما يجعلنا كشعب نوكله لينوب عنا في حل مشكلاتنا اليوميه من ارتفاع اسعار, بطاله, تعليم, صحه, فساد إداري الخ...؟؟ اهو الأول ام الثاني؟؟ فهو إما الأول ويلبس قناع الثاني او هو الثاني ويلبس قناع الأول..ولكن لماذا لم اقل انه من الممكن ان يكون الإثنان معا..لأن ببساطه السياسه لعبة اقنعه والإسلام دين شفاف لوضوح تعاليمه, وخلو تشريعاته من اي مجال للإفتراء عليها او العبث بها.. لن ندخل في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وتأسيسها على يد الشيخ حسن البنا رحمة الله عليه الذي كانت نواياه رغم كل الأقاويل, نوايا حسنه ذات اهداف نبيلة لنشر قيم الإسلام السمحه ومنع المنكرات والمحرمات ورفض الإحتلال والعدوان بكل اساليبه الفكري منها والعسكري. ولكننا سننظر الى شكل الجماعه في الوقت الراهن و ما آلت اليه..الى شكل الجماعه في الوقت الراهن ومدى تطبيقها لتعاليم الدين.. الى شكل الجماعه في الوقت الراهن وحبها الشديد للسلطه.. أعزائي إننا نشهد في هذه الأيام إختلاط ٌفكري شديد بين الصحوهِ الدينيه والمَدُّ الديني, فإذا اردنا أن نسمى إنتشار الدين صحوه, فيجب ان يقترن هذا الإنتشار بصحوة أخلاقيه قويه ولأن الدين مُعامله يجب ان نرى في كل معاملاتنا اليومية الضمير والأخلاق بعدد ما نرى من منتقبات ورجال ملتحون, ولكن ما نراه في هذه الأيام من انفلات أخلاقي وغياب ضميري لم نكن نراه في عصر الشيخ البنا, العصر الذي كان الخمر فيه لا يعتبر من الكبائر وحجاب الرأس كان يخص فقط الطبقه البسيطه من الشعب. وبالرغم من ذلك كان اقصى درجات الفساد الإداري حينها تكمن في المحسوبيه, وسقف السرقه كان إختلاس وليس هروب بمليارات للخارج..فما نراه الآن من انتشار شكلي للإسلام ما هو إلا مد ديني لا يمُت من قريب او من بعيد للصحوه الإسلاميه التي إذا صحوناها على حق, فهنيئاً لنا وطنا كريماً وحياة اكرم. نفس الاختلاط نجده بداخل الإخوان ولكن بشكل اخر..بشكل اولى ان أطلق عليه إختلاط ٌهَدَفِّي, فمعظمهم لايعرفون هل هدفهم هو نيل المقاعد وبذل الجهد من اجل السيطره على مقاليد الحكم ام هدفهم هو نشر الدعوى والمناداه بالأخلاق الحميده ورفض الباطل والأمر بالمعروف..فالسؤال الآن هل نفس الإختلاط الذي اراه في عموم جماعة الإخوان من انكارٍ عند سؤالهم عن رغبتهم في الحكم, موجود عند كبار قياداتهم من مكتب الإرشاد ام يعلمون هم عن ماهية غايتهم التي نرى الوسائل المستخدمه للوصول اليها واضحه وضوح الشمس بدءاً من محاولاتِهم للسيطره على إتحادات طلاب الجامعات وصولا الى رغبةٍ جامحه في خلخلة النظام الحاكم, إما بدعوة المجتمع المدني للعصيان على النظام الغاشم وإظهار كل مساوئه وهم يتحدثون من خلف ستار الدين او بجعل قيادات خارجيه لهم تبثُ ما يريدون بثهُ بداخل المواطن من خيانة النظام الحاكم وقلة اسلامه. وبالتالي تثار نار الغضب بداخل صدر المواطن الكفيله بأن تجعله يكره الكيان الحالي واستعداده للموافقه وتسليم القياده, لأي ايدي بديله غير مكترثا بأي نوايا مخفية وراء هذه الأيدي. فإما أن الإخوان نسوا اوهم يتناسون الهدف الذي اسس البنا رحمه الله الجماعه لأجله..فأصبح اهتمامهم الأول والأخير وشغلهم الشاغل هو السيطره على السلطه.... حتى لو كانت الوسيله هي التآمر لأخذ هذه السلطه, وأأسف لإستخدامي لفظ التآمر بجانب الإخوان المسلمين ولكن ما اجبرني على إستخدام هذا اللفظ هو أن السياسه من دون تآمر تكون سياسة خاسره, والإخوان الى الآن لم يهزموا بل في إنتصارات واضحه جَلِيَّه بالرغم من الحظر والملاحقه من جهات عدة اولها واقواها النظام والحزب الحاكم.. فبغض النظر عن نوايا الجماعه عندما يسيطرون على الحكم, مهما كانت نوايا نبيلة ومن شأنِها السمو بالوطن ورفعة مكانته, فإني وأي مُسلم, نرفض ان تكون الوسيله للسيطرة على الحكم هي مَسْوَنَّة الإسلام- أي إستخدام الأساليب الماسونيه من سريه وتأامرات وتخفي للوصول للهدف-, فالهدف من المؤكد انه نبيل(في ظاهره على الأقل)..ولكن ان تتشابه جماعة الإخوان المسلمون هذا التشابه القوي بالمنظمه الأخوية الماسونية بداية من الهيكل الإداري مرورا بإختيار الأعضاء وتجنيدهم و وصولا الى الأليه المستخدمه.. كمراسلات الأعضاء, إجتماعاتهم في سرية و من نقل اموال في الخفاء الى اهداف مبهمه, غير شفافه و غير مصرح عنها. فهذا ليس فقط غير مقبول ولكنه يُلاقي رفضاً تاماً من أي شخص سَوِّي, حتى إن لم يكن مسلماً.. إن كل ما نحتاجه في وطننا الأكبر من جماعة الإخوان المسلمين, هو تكريس جهودهم العظيمة لنشر الوعي الديني وممارستهم للحياه الدعويه بشكل فعال ونشط, كنشاطهم المذهل في الحياه السياسيه الذي لايختلف عليه إثنان- سواء كانوا مؤيدين او معارضون لهم. فإذا نشروا الإخوان مبادئ الإسلام بشكل فعال وتركوا التآمرات السياسيه, فلنتأكد ان ذلك سينعكس بالإيجاب على مشكلاتنا اليوميه من ارتفاع اسعار, بطاله, تعليم, صحه, فساد إداري إلخ.. فبالدين والأخلاق تحيا الشعوب وتزدهر الأمم وليس بالسياسه والسيطره على حكم, ودليلي على هذا الكلام كم من مملكة أزيلت بعد محمد, ولاتزال رسالة الإسلام ليست شامخه فقط بل في نمو الى الأعلى, وفي زيادة في الرسوخ بجذورها.كم من مملكة جائت بعد إبراهيم عليه السلام تؤمن بالله الخالق بالرغم من كون الملك حينها هو النمروز الكنعاني-حاكم الأرض ومُدًّعي الألوهيه- الذي كان ليس بقوته حاكم في الأرض آنذاك. وماذا عن موسى عليه السلام والفرعون؟؟. و ماذا عن المسيح عيسى إبن مريم وظلم اليهود له؟؟ الم تصمد رسالة هؤلاء جميعا؟؟ إن الرساله بقدسيتها ونبل اهدافها تبقى وتقدر على البقاء إلى ابد الدهر ولم ولن تبقى يوماً واحداً إذا غُلِفَت بالسياسه.. فإزدهار الدوله لم يقاس بالحاكم ابدا ولكن يقاس بمدى قدرة شعبه المحكوم على النمو, التقدم والإزدهار. فكفاكم سياسه يا إخوان اتركوها بشبهاتها وقذاراتها وتمسكوا بطهارة دينكم العفيف فهو مخرجكم ومخرجنا من كل الأزمات.. ولم أجد ختام افضل من هذه الكلمات التي سأجعل لكم مهمة تذكر قائلها رحمة الله عليه, والتمعن اكثر ومحاولة إستنباط الى من تحديدا كان يوجه كلامه. فالقائل كان وسيظل ابدا مثالا للحكمه وقوة الحجه المقترنه بالكثير من العلم. قال فضيلته: "وإني يا سيادة الرئيس أقف على عتبة دنياي لأستقبل أجل الله, فلن اختم حياتي بنفاق ولن أبرز عنتريتي بإجتراء.ولكني اقول كلمة موجزة للأمة كلها حكومة وحزبا, (ومعارضة ورجالا).. وشعبا-أسفٌ أن يكون سلبي- أريد منهم ان يعلموا ان الملك كله بيد الله يؤتيه من يشاء فلا تآمر لأخذه ولاكيد للوصول اليه, فإن الحق سبحانه وتعالى حينما حكى حوار إبراهيم للنمروز ماذا قال له؟ أو كالذي حاج إبراهيم في ربه "وكان النمروز كافرا" قال: أن أتاه الله الملك. فالملك حين ينزله الله قال يؤتي الملك من يشاء, فلا تأامر على الله لملك ولاكيد على الله لحكم,(لأنه لن يحكم أحد في ملك الله إلا بمراد الله), فإن كان عادلا فقد نفع بعدله, وإن كان جائرا ظالما بشعه الظلم وقبحه في نفوس كل الناس فيكرهون كل ظالم ولو لم يكن حاكماً. ولذلك اقول للقوم جميعا إننا والحمدلله قد تأكد لنا صدق الله في كلامه بما جاء من الاحداث, فكيف كنا نفسر قول الله ويمكرون ويمكر الله وكيف كنا نفسر إنهم يكيدون كيدا ونكيد كيدا. الله يريد ان يثبت قيوميته على خلقه, فأنا انصح كل من يجول برأسه ان يكون حاكما أنصحه بأن لا تَطلبُها, بل يجب ان تُطلب لها. فإن رسول الله قال من طُلب الى شيء أعُين عليه, ومن طَلب شيئا وكل إليه. يا سيادة الرئيس اخر ما احب ان اقوله لك, ولعل هذا يكون اخر لقاءِ لي بك, إذا كنت قدرنا فليوفقك الله, وإذا كنا قدرك, فليعنك الله على ان تتحملنا" :وفي سياق آخر قال فضيلته "أتمني أن يصل الدين إلي أهل السياسة .. ولا يصل أهل الدين إلي السياسة" !!لمن من الشعب والمعارضه كان ياترى يوجه كلامه قبل ان يتوجه فضيلته بالكلام للرئيس؟؟ إعملوا بالنصيحه يا إخوان خالد سحلي 20-11-2010