ينتظر الشارع الجزائرى قرار المجلس الدستورى، لتفعيل المادة 102 من الدستور الجزائرى، تلبية لدعوة المؤسسة العسكرية، لإعلان شغور منصب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وعدم قدرته على القيام بمهام منصبه، وبموجب تلك المادة سيتولى رئيس مجلس الأمة الجزائرى عبدالقادر بن صالح منصب القائم بأعمال الرئيس لمدة 45 يوما على الأقل. و«بن صالح» هو الرئيس الحالى لمجلس الأمة، ويعد الرجل الثانى في الجزائر بعد بوتفليقة، ووفق الدستور الجزائرى، في حالة ما إذا توفى أو تعرض رئيس الجمهورية إلى حالة عدم القدرة عن متابعة الحكم، فإن بن صالح سيكون الرئيس المؤقت للجزائر، وانتُخب بن صالح، بالإجماع في 2 يوليو 2002، رئيسًا لمجلس الأمة، بعد تعيينه من رئيس الجمهورية ضمن الثلث الرئاسى. وولد في 24 نوفمبر 1941 بولاية تلمسان، ويشغل بن صالح، 77 عاما منصب رئيس مجلس الأمة منذ 2002، وينتمى لحزب التجمع الوطنى الديمقراطى الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق، أحمد أويحيى، وحليف حزب جبهة التحرير الوطنى الذي يرأسه بوتفليقة، ورغم أن بن صالح يمتلك خبرة سياسية ودبلوماسية واسعة، فإن العديد من أطراف المعارضة الجزائرية ترى فيها جزءا من النظام الحاكم منذ الاستقلال عن فرنسا، وبالتالى ترفض توليه قيادة البلاد بالوكالة، لمدة 45 يوما على الأقل، أو بعدها لمدة 90 يوما لحين إجراء انتخابات رئاسية، مما قد يفاقم الأزمة السياسية في البلاد. وبدأ بن صالح حياته المهنية في صحيفة «الشعب» الحكومية عام 1967، وأصبح مديرا عاما لها من 1974 إلى 1977، قبل أن يصبح نائبا في البرلمان عن ولايته تلمسان 3 دورات متتالية ابتداء من 1977، وتم تعيينه عام 1989 سفيرا للجزائر في السعودية، وممثلا دائما لدى منظمة التعاون الإسلامى بجدة، ثم أصبح المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عام 1993، ويمتلك بن صالح خبرة عسكرية، إذ التحق سنة 1959 بصفوف جيش التحرير الوطنى، عام 1959، وفى 1962، تمّ تسريحه من الجيش بناء على طلبه، وتم تقليده وسام جيش التحرير الوطنى، ووسام الاستحقاق الوطنى، كما تم تشريفه من العديد من الدول الصديقة حيث قلده رؤساؤها أوسمة الاستحقاق الوطنى حسب النظام الدستورى لكل منها، ومنحته جامعة شونج نام ثانى أكبر جامعة في كوريا الجنوبية شهادة دكتوراه فخرية في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، نظرًا لمجهوداته في المجالين السياسى والبرلمانى، وشغل منصب محافظ سياسى بالمنطقة الثامنة التابعة للولاية الخامسة حتى استقلال الجزائر وهو من مؤسسى حزب التجمع الوطنى الديمقراطى في التسعينيات.