حول «ولكن.. إلا الاقتصاد» (2)

(عزيزى نيوتن..
قرأت مقالك «ولكن.. إلا الاقتصاد»، ولن أناقشك فيما جاء فيه، خاصة قولك إن المصانع التى أنشأها عبدالناصر كان أهمها أو أكثرها مجرد تغيير للافتات، لا لشىء إلا لأنى ليست لدىَّ خلفية اقتصادية ولا معرفية بذلك. لكننى سأفترض صحة كلامك، وسأبدأ من حيث انتهيتَ بقولك: «إننا ندفع ثمن سياسات وثقافة اقتصادية ورثناها.. ولم يكن لنا فيها خيار».
لقد صار من الفولكلور السياسى فى مصر تحميل كل مشاكلنا، اليوم، وليست الاقتصادية فقط، على شماعة عبدالناصر، فإذا كان عبدالناصر قد أخطأ اقتصادياً، والعالم كله قد حسم مزايا الاقتصاد الحر كما ذكرتَ، فأين نحن من ذلك؟، ولماذا لم نصحح مسارنا منذ تلك الفترة الطويلة؟، ولماذا تقول إننا ورثنا سياسة وثقافة اقتصادية لا خيار لنا فيها؟. إن ألمانيا تغيرت فوراً غداة موت هتلر، واليابان كذلك غداة هزيمة إمبراطوريتها فى الحرب، ولم يزعم أحد أنهما ورثتا ما لم يكن لهما الخيار فيه.
لو أن عبدالناصر بذر بغير علم بعض البذور التى أضرت لاحقاً بالبلاد، فالمسؤولية كل المسؤولية على أولئك الذين خَلَفوه، فتعهدوا نبته الضار بالرعاية والعناية حتى صار شجراً باسقاً وارفاً، بدعوى أنه لم يكن لهم خيار!.
د. يحيى نورالدين طراف)
■ ■ ■
(عزيزى نيوتن..
حيث إننى من قُرّاء عمودكم اليومى، ومقتنع تماماً بما تكتب، وحيث إنى نشأت أثناء حكم عبدالناصر وأتذكر كثيراً مما حدث، كما أننى عملت 7 سنوات بعد تخرجى بشركة مصر صباغى البيضا، إحدى قلاع الصناعة التى تبناها الرائد العظيم طلعت حرب.
لذلك أريد أن أسأل: ما نتائج انقلاب الضباط الأحرار عام 52 وحتى حكم السادات؟.
1- تأميم القنال عام 1956 وكان باقياً على انتهاء مدة الامتياز أقل من عشر سنوات، وقامت حرب 56 نتيجة هذا القرار واستنفدت أغلب احتياطى الدولة.
2- انفصال السودان عن مصر.
3- ضياع فلسطين وسيناء بالكامل بنكسة 67 واستشهاد الآلاف من جنودنا.
4- حرب اليمن التى قضت بالكامل على كل احتياطى البلاد.
5- الانفجار السكانى والتكدس بالمدن.
6- تأميم الشركات التى كانت تدر دخلاً ومكاسب كبيرة.. أصبحت تخسر بالمليارات.
هذه هى حصيلة الثورة أو الانقلاب.. أين ذهبت 400 مليون جنيه ذهب احتياطى عملات نقدية؟. أين ذهبت محتويات قصور الأسرة المالكة؟.
هذه فكرة مختصرة عن ثورة 23 يوليو حتى نتفادى أخطاء الماضى.
مهندس/ عابد الحبشى- رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات لكترو)