أبوالنصر: ربط أسيوط بالقاهرة جويًا خطوة استراتيجية لدعم محبي التراث الروحي    ارتفاعات وشيكة في أسعار الذهب.. اشتري قبل فوات الأوان    بعثة زيسكو تصل القاهرة لمواجهة الزمالك في الكونفدرالية    حسام حبيب لتامر حسني: ربنا يطمن كل اللي بيحبوك عليك    اسعار كرتونه البيض للمستهلك اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    رئيس جهاز الثروة السمكية: صحة المصريين تبدأ من الطبيب البيطرى.. حارس الأمن الغذائي للبلاد    318 مليون شخص يواجهون مستويات كارثية، برنامج الأغذية يحذر من أزمة جوع عالمية    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    "السيسي وبوتين".. صداقة متينة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    تفاصيل فعالية تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة بمشاركة السيسي وبوتين    موعد مباراة المغرب والبرازيل في ربع نهائي كأس العالم للناشئين    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    حقيقة عودة كهربا إلى الأهلي في يناير    ضبط تشكيل عصابي لسرقة الدراجات النارية بكفر الشيخ عقب تداول فيديو    الأرصاد تكشف موعد ذروة ارتفاعات درجات الحرارة وتحذر القاهرة تتجاوز 30 درجة    ضمن مشروع تطوير شامل، أنظمة إطفاء صديقة للبيئة في مطار القاهرة    محمد صبحي يغادر المستشفى بعد تماثله للشفاء    هيئة الدواء: لدينا مخزون خام يكفي لإنتاج 400 ألف عبوة من الديجوكسين    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    المصرية للاتصالات تعلن اكتمال مشروع الكابل البحري 2Africa    نورا ناجي عن تحويل روايتها بنات الباشا إلى فيلم: من أجمل أيام حياتي    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ممثلا الوفد اليابانى المسؤول عن تدريب المعلمين المصريين بالمدارس اليابانية فى حوار ل «المصرى اليوم»: التجربة نجحت فى أول 12 مدرسة
نشر في المصري اليوم يوم 04 - 09 - 2017

داخل إدارة مشروع المدارس المصرية اليابانية بوزارة التربية والتعليم، يشرف نائب رئيس الاستشاريين، نوبوهيرو سيتوجوتشى، ومعه المدير المعاون بالإدارة، كازوأكى هاشيموتو، على تدريب المعلمين المصريين، وفق طرق التدريس والتقييم الجديدة، التى ستتبعها المدارس المصرية اليابانية الجديدة، التى ستبدأ فى استقبال الطلاب لأول مرة خلال العام الدراسى الجديد.
«المصرى اليوم» التقت «سيتوجوتشى» و«هاشيموتو»، ليشرحوا ملامح مشروع المدارس المصرية اليابانية، الذى سيطبق نظاما تعليميا جديدا اسمه «توكاتسو»، وهو النظام التعليمى المتبع فى اليابان، وعلى أسسه قامت تجربة اليابان التعليمية الرائدة، والمطبقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، الاستشاريان اليابانيان أكدا إدراكهما لاختلاف البيئة الثقافية للمجتمع المصرى عن نظيره اليابانى، وأنهما يسعيان دائما إلى تطوير وتعديل التجربة الجديدة، لتتناسب مع شخصية الطالب المصرى، بما يجعل مصر تستخلص لنفسها تجربة خاصة رائدة أيضا.. وإلى نص الحوار:
■ ما معنى توكاتسو؟
- سيتو جوتشى: توكاتسو باليابانية هو اسم مختصر لنظام أنشطة تربوية وتعليمية تطبقه المدارس فى اليابان، واسمه الكامل باللغة اليابانية «توكابت كاتسودو»، والذى يعنى باللغة العربية «الأنشطة الخاصة»، لكن اختصارا نطلق عليها اسم «توكاتسو»، وفى مصر، خاصة داخل المدارس، عندما تقول كلمة أنشطة، يأتى فى ذهن الناس، الأنشطة الرياضية أو الفنية أو الموسيقى أو الرسم فقط، أو أى مادة أخرى غير المواد الأساسية مثل الرياضيات أو الدراسات الاجتماعية أو العلوم، لكن الأمر يختلف فى اليابان، فكلمة أنشطة لها معنى مختلف لدينا فى اليابان عن المعنى المعتاد لها فى مصر، فهو لا يعنى فقط الاهتمام بالرسم أو الموسيقى، ولكن بالعديد من الأنشطة التعليمية الأخرى، وهذا ما نحاول أن ننقله إلى مصر.
■ وما شكل تلك الأنشطة؟
- سيتو جوتشى: الأنشطة عندنا فى مدارس اليابان كل يوم، فاليوم كله عبارة عن أنشطة، بداية من فترة ما قبل الطابور الصباحى، وأثنائه، وحتى نهاية اليوم الدراسى، الذى ينتهى بالاجتماع المسائى، ويكون معه الطالب، قد مارس العديد من الأنشطة الصغيرة، والتى تحسن حياة الطالب داخل المدرسة، هذا هو معنى الأنشطة لدينا، وليس مجرد حصة أو درس فى الرسم أو الموسيقى، فنحن ننظر إلى كل نواحى الحياة المدرسية بشكل أعم، فحتى تقديم الطلاب التحية الصباحية لزملائهم أو لهيئة التدريس داخل المدرسة، وشكل إلقائها، هو يعد نشاطا تعليميا فى حد ذاته، نهتم بترسيخه لدى الطلاب، ومن أبرز الأنشطة فى نظام التوكاتسو أيضا، هو فكرة الحوار والمناقشة، عن طريق تجميع التلاميذ، وتقسيمهم إلى مجموعات، لمناقشة مشكلة، والتوصل إلى اتفاق أو إجماع، حول الحل الأنسب لتلك المشكلة.
■ لكننا فى مصر، لدينا شكل معتاد لليوم المدرسى، فهو عبارة عن مجموعة من الحصص، تتوسطها «الفسحة».. فهل سيتغير ذلك الشكل؟
- سيتو جوتشى: لا يوجد اختلاف كبير، الطلاب فى اليابان يذهبون إلى المدارس يوميا، يحصلون على دروس فى المواد الأساسية مثل العلوم والرياضيات، ولكن الاختلاف الوحيد هو أنهم يحصلون على أنشطة التوكاتسو بين كل حصة للمواد الأساسية والأخرى، أيضا هم يحصلون على «استراحة» فى وسط اليوم، لكنهم يمارسون خلالها أنشطة تعليمية وتربوية أيضا، وليس مجرد «فسحة»، وهذا هو الاختلاف فى شكل اليوم الدراسى.
■ وهل هناك أنشطة أخرى بخلاف نشاط الحوار والمناقشة؟
- سيتو جوتشى: من أشهر الأنشطة فى مصر، والتى بدأنا تطبيقها، نشاط النظافة، وهناك نشاط آخر وهو نشاط قائد الفصل، ويقوم على أساس قيام طالب بتولى مسؤولية الفصل ومواجهة مشكلاته، منذ بداية اليوم وحتى نهايته، وهذا يتم بشكل يومى، حيث يتم اختيار طالب جديد كل يوم ليقوم بتلك المهام، ليتعلم الفصل كله كيفية ممارسة دور القائد.
- هاشيموتو: من ضمن مهام قائد الفصل، هو أنه عندما يدخل الفصل صباحا، يؤدى التحية إلى الطلاب والمعلم، ويقوم بتكليف الطلاب، بتقديم التحية إلى المعلم أيضا، وبعد نهاية كل حصة، يقوم قائد الفصل، بمسح السبورة، قبل بدء الحصة الجديدة، كما يقوم فى نهاية اليوم الدراسى، بكتابة ملخص أو تقرير بأحداث اليوم كاملا.
■ هناك اختلاف بين البيئة المصرية واليابانية.. فهل سيتقبل المجتمع المصرى ذلك النظام؟
- هاشيموتو: نحن ندرك أن هناك اختلافا بين مصر واليابان فى المحيط الثقافى لكليهما، لكن فى النهاية نحن نعيش فى القرن الواحد العشرين، والمعلومة التى تعرفها اليوم، قد يعفى عليها الزمن غدا، والمجتمعات أصبحت قائمة على المعلومات والبحث والاستطلاع والمعرفة، وبالتالى كل مجتمع أمامه مهمة لاختبار ذاته، وفى النهاية إذا كنت لديك القدرة على الاختيار، فالطبيعى أن تختار أن تكون على طريق النظام الصحيح.
سيتوجوتشى: أيضا أرى أنه من المبكر جدا، أن نحكم على تطبيق التجربة التعليمية اليابانية فى مصر، وما إذا كان سيكتب لها النجاح من عدمه، لأن أول 4 سنوات من مشروعنا وعملنا هنا فى مصر، ستكون كنموذج تعليمى لما ستكون عليه كافة مدارس مصر فى المستقبل، وما سيتم تعميمه على كافة المدارس المصرية بعد ذلك.
هاشيموتو: ونحن أيضا نعمل على تغيير وتطوير ذلك النظام باستمرار ليتناسب مع متطلبات البيئة المصرية، ونحن مدركون أهمية تغير نظام توصيل المعلومات وكيفية استقبالها داخل المجتمع المصرى، وبالتالى فنحن دائما ما نجرى تحسينات وإضافات للنموذج اليابانى ليصبح أكثر مناسبة للمجتمع المصرى.
■ هل درستم شخصية الطالب المصرى؟ وهل سيتأقلم مع النظام الجديد بسهولة؟
- سيتو جوتشى: رغم أن فترة احتكاكى بالطلاب المصريين ما زالت محدودة، إلا أن خبرتى من واقع عملنا معهم خلال العام الدراسى الماضى، تؤكد أن الطلاب المصريين كانوا يمارسون أنشطة التوكاتسو بنشاط شديد وباستمتاع أيضا، وهذا يدل على أن التجربة هنا فى مصر ستكون واعدة جدا، لأن الطلاب المصريين لديهم الحافز والاهتمام والقابلية للتعلم.
■ ما سلبيات نظام التعليم المصرى؟
- سيتو جوتشى: هناك اختلاف كبير بين نظام التعليم فى مصر، ونظيره فى اليابان، لكن أهم شىء يحتاجه نظام التعليم فى مصر، هو استعادة ثقة المجتمع فى المدرسة المصرية، باعتبارها مكانا جيدا للتعلم، وليس أى مكان آخر، وأنا متأكد أنها مهمة صعبة، لذلك سنحاول فى المشروع الجديد فتح أبواب المدارس أمام الآباء، ليطلعوا على نظام التعليم الجديد ويفهموه، ليثقوا فيما نقدمه، فمثلا: عندما بدأنا نشاط النظافة العام الماضى فى المدارس، ثارت ضجة كبيرة، وفوجئنا بأولياء أمور يأتون إلينا وهم منزعجون للغاية بسبب أن أبناءهم ينظفون فصولهم، رغم أنه نشاط تربوى نحاول ترسيخه كمكون أساسى فى شخصية الطالب، وأبلغناهم أن هدفنا ليس معاقبة الطلاب أو أن نسبب لهم أى تعب، لكن ذلك لم يقنع الآباء أيضا، حتى اضطررنا إلى أن نعقد اجتماعا مع أولياء الأمور، لنشرح لهم وجهة نظرنا بشكل مباشر، وهو ما استنزف وقتا طويلا جدا، حتى اقتنع أولياء الأمور بأهمية تعليم أبنائهم تلك المبادئ.
■ هل توجد دروس خصوصية فى اليابان؟
- هاشيموتو: نعم، ولكن ليس بالشكل المتعارف عليه فى مصر، فاليابان لديها نظام يقنن مسألة الدروس الخاصة التى يحصل عليها الطلاب خارج المدرسة، فعقب انتهاء اليوم الدراسى فى المدارس الرسمية الحكومية، هناك طلاب يذهبون ليحصلوا على دروس خاصة فى مراكز خارجية تابعة للقطاع الخاص، لكن تلك المراكز لا تقوم بتدريس نفس المناهج الرسمية التى يحصل عليها الطلبة فى المدارس، بل تقدم تلك المراكز مناهج خاصة مختلفة عن مناهج المدارس الرسمية الحكومية، وهو ما يضمن أن مراكز الدروس الخصوصية فى اليابان لا تعمل كبديل عن المدارس الرسمية الحكومية، فمثلا هناك طلاب يريدون الالتحاق بالجامعات الدولية، أو طلاب آخرون مستواهم ضعيف ويريدون تقوية مستوى تحصيلهم، فبإمكانهم أن يحضروا دروسا خاصة فى تلك المراكز، لتطوير مستواهم المعرفى والدراسى، وهو ما يجعل تلك المراكز، بمثابة عامل مساعد لدور المدارس الرسمية الحكومية فى التحصيل والتعليم، كما أن هناك اختلافات أخرى بين نظام الدروس الخصوصية بين مصر واليابان، وهو أنه محظور قانونا على المعلمين العاملين فى المدارس الحكومية الرسمية فى اليابان، الجمع بين العمل فى المدرسة الحكومية ومراكز الدروس الخاصة الخارجية نهائيا، كما أن الأنشطة التعليمية التى تقدمها تلك المراكز الخاصة للطلاب، ليس لها علاقة بتدريبهم على كيفية اجتياز الامتحانات فى المدارس الحكومية، أو كيفية الإجابة عن الأسئلة، أو كيفية حصد الدرجات، وذلك لأن منهجها الدراسى مختلف عن مناهج المدارس الحكومية.
■ الإجابة النموذجية.. ورقة الامتحان.. كلها معايير مرهقة للطالب المصرى لأنها وحدها تحدد درجاته ومجموعه النهائى.. كيف تقيمون الطالب فى اليابان؟
- سيتوجوتشى: هناك اختلاف كبير فى هذه النقطة بين مصر واليابان، فمثلا فى نهاية العام الدراسى فى المرحلة الابتدائية، الطلاب لا يقدمون أوراقا امتحانية لتصحيحها والحصول على درجات، لأن الفكرة ليست أن نعرف: كم حصل الطالب من الدرجات؟، بل هى أن نعرف: فى أى فئة سنصنف ذلك الطالب؟، لذلك لدينا نظام تقييم مختلف يعتمد على 3 مستويات: الأول «ممتاز»، والثانى «جيد»، والثالث «مقبول»، لكننا لا نقول ذلك اللفظ، بل نسميه «يحتاج إلى مجهود زيادة»، وبعد الوصول إلى المرحلة الإعدادية، تبدأ التقييمات فى أن تكون أكثر تخصصا، لذلك سنتبع ذلك النظام فى المشروع الجديد، وسيدخل فى تقييم الطالب أيضا، مستوى أدائه لأنشطة التوكاتسو، ومستوى مهاراته الحياتية، ومدى ارتباطه بالقيم والمبادئ التى يتعلمها فى المدرسة.
■ هل الأسرة سيكون لها دور فيما تقدمونه من أنشطة داخل المدارس؟
- هاشيموتو: بالتأكيد، هناك إلزام لأولياء الأمور بمشاركة الطلاب والمعلمين فى يومهم الدراسى، بمعدل 20 ساعة فى العام الدراسى، ومازلنا نبحث تحديد نوعية الأنشطة التى سيقوم بها أولياء الأمور داخل المدرسة.
■ سيتوجوتشى: نركز فى تعليمنا على التنمية الشاملة للطفل، ونرفض تركيز الآباء فى تفكيرهم تجاه المدرسة على أنها مجرد مكان دوره تحصيل المواد الدراسية فقط للطالب، فهذا أسلوب خاطئ لا ننصح به، الفكرة الأصح هى أن المدرسة تقدم أنشطة رياضية وعقلية واجتماعية، لتنمية الجسد والروح والعقل، وهو ما يجعلنا نحصل على جسم صحى، وقلب سليم، وعقل جيد يستوعب المواد الدراسية، وهذه هى التنمية الشاملة للطالب بشكلها الصحيح، والتى يجب أن تقوم بمزج تلك العناصر الثلاثة معا، حتى تكون مخرجات التعليم جيدة، ويجب أن يساعدنا أولياء الأمور فى تطبيق ذلك، وإذا أرادوا تعليم أبنائهم تحصيل المواد الدراسية فقط كعنصر واحد فقط من بين تلك العناصر الثلاثة، فأنا لا أنصحهم بأن يرسلوا أبناءهم إلى المدرسة بهذا الشكل.
■ بعد أن قمتم بتدريب العشرات من المعلمين المصريين خلال الفترة الماضية.. ما الذى خرجتم به من تلك التجربة؟
- سيتوجوتشى: فى البداية، جاء إلى مصر خبراء يابانيون متخصصون، وقاموا بتدريب المعلمين المصريين، على دفعتين، والمعلمون المصريون أبدوا أداء حسنا خلال التدريب، وكان لديهم نشاط كبير جدا، ونحن نقوم حاليا بإعداد كتيب إرشادى، ليساعد المعلمين على كيفية تدريس التوكاتسو إلى الطلاب المصريين، أما تدريب المعلمين فقد انقسم إلى جزءين، الأول: هو تدريبهم على كيفية تقديم مناهج التوكاتسو إلى الطلاب داخل المدارس، وما هى الطرق اليابانية المستخدمة فى ذلك، والثانى: تدريب المعلمين على كيفية إدارة المدرسة بوضع خطة عامة للمدرسة لإخراج إداراتها بالشكل الأمثل، أيضا تم تدريبهم على كيفية التدريس للأطفال فى مستويات الحضانة، وكيفية تعليمهم عن طريق اللعب، فمثلا: تم تدريب المعلمين على ألا يعلموا الأطفال الأرقام، بطريقة أن يحفظوا «1-2-3-4....»، لكن من خلال أن ينزل الأطفال إلى الحديقة، ليقوموا بإحصاء عدد الزهور الموجودة فيها، على سبيل المثال، وبذلك يتعلم الطفل الأرقام عبر الممارسة والتطبيق الفعلى، وليس بالحفظ فقط.
■ مصر بلد حضارى عريق.. هل سيكون هناك أنشطة توكاتسو لربط الأطفال منذ مرحلة رياض الأطفال بمواقع بلدهم التاريخية؟
- هاشيموتو: لم نصل إلى تلك النقطة حتى الآن، ولكننا نعمل عليها فى تجربتنا الجديدة فى مصر، ليضم التوكاتسو أنشطة جديدة لربط الطالب بتاريخ بلده، فى اليابان لدينا بعض الأنشطة مثل إرسال الطلاب إلى المواقع التاريخية أو المتاحف، ونريد أن نتذكر دائما أننا سنطبق المنهج المصرى فى المدارس الجديدة، بجانب أنشطة التوكاتسو.
سيتوجوتشى: التوكاتسو باختصار هو طريقة لنقل المهارات والقيم إلى الطلاب، وتربيتهم ليتعاملوا مع بعضهم البعض بالشكل الأمثل، وأنا متفائل بنجاح التجربة فى مصر، وهى تحظى باهتمام شعبى وإعلامى كبير فى مصر، وهذا دليل على أن المصريين لديهم رغبة فى تطوير النظام التعليمى القائم.
هاشيموتو: نحن طبقنا التجربة فى 12 مدرسة العام الماضى بنجاح، ورأينا أن هناك أشياء تغيرت فعلا فى الطلاب، وهذا كان دليلا على أن هناك دلائل على النجاح، ففى البداية لم يكن هناك رغبة لدى الطلاب فى القيام بدور قائد الفصل، لكن مع نهاية العام الدراسى الماضى، كانوا يتسابقون ويتنافسون معا على من يحصل على دور قائد الفصل، كما أن نشاط النظافة أصبح يحظى بقبول كبير لديهم مع نهاية العام الدراسى الماضى بعد أن كانوا يرفضونه، لدرجة جعلت أولياء الأمور يتطوعون لإقناع أولياء الأمور الآخرين الرافضين بضرورة الانضمام إليهم فى تعليم أولادهم ضرورة الاهتمام بالنظافة كنشاط مدرسى.
■ هل واجهتم صعوبات مماثلة فى اليابان عند بدء تطبيق التوكاتسو؟
سيتوجوتشى: بالتأكيد، فاليابان تطبق نشاط التوكاتسو فى المدارس منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومنذ أن كنت فى المدرسة منذ 30 عاما، كنت أمارس نشاط التوكاتسو بشكل طبيعى واعتيادى جدا دون ضيق، لذلك من الطبيعى أن تجد الطلاب اليابانيين الآن يمارسون ذلك النظام داخل المدارس دون اختلاف بينهم، فذلك هو الطبيعى هناك، وأدعو الجميع لزيارة ال12 مدرسة، التى شهدت تطبيق التجربة العام الماضى فى مصر، ليتأكد الجميع أن الأمور تغيرت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.