خبراء سوق المال: شركات الاتصالات تستبعد البورصة كآلية تمويل

توقع خبراء سوق المال، استبعاد شركات الاتصالات الاعتماد على البورصة كسبيل تمويلى على المدى القصير والمتوسط لتغطية التزاماتها المالية المتنامية، عبر طروحات جديدة أو زيادة أسهمها.
وأرجع الخبراء الأسباب لعدة عوامل يتصدرها انخفاض تقييمات الأسهم مقارنة بالقيمة الحقيقية لها، وأيضا الطبيعة الاستثمارية لشركات الاتصالات وعدم رغبتها فى توسيع ملكيتها، مما يدفعها للاعتماد على أرباح الشركات الأم والاقتراض من البنوك رغم ارتفاع أسعار الفائدة. وتعد المصرية للاتصالات الشركة الوحيدة التى تتمتع بوزن نسبى كبير بالبورصة بنحو 2.3%، ويبلغ التداول الحر لاورنج مصر 1.08% فقط، فيما تم شطب شركة فودافون مصر اختيارياً من جداول البورصة، بينما مازالت اتصالات- مصر لم تتخذ خطوة واحدة فى اتجاه طرح أسهم لها رغم تلميحها باتخاذ هذا القرار فى وقت سابق.
وأكد الخبراء أن ضعف تمثيل قطاع الاتصالات بالبورصة، نتيجة استمرار مسلسل تخارجات الشركات المدرجة من السوق، بعد إتمام صفقات الاستحواذات عليها من قبل بعض المستثمرين والمؤسسات الخارجية.
قال محمد متولى، نائب الرئيس التنفيذى لشركة إتش سى للأوراق المالية والاستثمار أن ارتفاع هامش ربح شركات الاتصالات، يضع خيار الاعتماد على البورصة كسبيل لتوفير السيولة اللازمة لتوسعاتها أخر البدائل، وذلك فى ظل عدم رغبة الشركات فى توسيع هيكل الملكية وزيادة عدد المساهمين كسبيل لتوفير السيوله اللازمة ،خاصة مع وجود بدائل تمويلية أخرى قد تلجأ إليها مع الاحتفاظ بهيكل ملكيتها لاسيما الاعتماد على الاقتراض.
أضاف أن دور البورصة بالنسبة لشركات الاتصالات يقتصر على أنها سبيل رئيسى لتخارج بعض المساهمين من الشركات وإعادة تشكيل هيكل الملكية وفقًا للسياسه والاستراتيجية العامة للشركة الأم وليست السبيل الأمثل لتمويل شركات هذا القطاع.
أوضح أنه على الرغم من ارتفاع تكلفة الاقتراض فى ظل السياسة الحالية للبنك المركزى لسد عجز الموازنة ورفع أسعار الفائدة، تعد البنوك من أهم السبل التمويلية لشركات الاتصالات لتوفير السيولة اللازمة لها لتوفير احتياجاتها المالية،خاصة فى ظل ارتفاع التكلفة الاستثمارية لهذه الشركات والتى تتطلب تمويل كبير يجعل الاقتراض ثانى بديل للتمويل الذاتى والاعتماد على الشركة الأم.
وأكد عمرو الألفى، رئيس قطاع البحوث بشركة مباشر للخدمات المالية أن البورصة تأتى بالمرتبة الأخيرة كأحد الخيارات التمويلية المتاحة أمام شركات الاتصالات لتمويل خططها المستقبلية، وذلك فى ظل انخفاض عمليات التقييم الحالية لأسهم شركات الاتصالات مقارنة بقيمتها الحقيقية، الأمر الذى يجعل الاعتماد على البورصة أخر السبل التمويلية المتوقع اعتماد الشركات عليها بالوقت الراهن.
أضاف أن أنسب الأدوات التمويلية المتاحة أمام شركات الاتصالات لتمويل خططها المستقبلية تتمركز فى ثلاث سبل ممثلة فى الاقتراض البنكى، وتمويلات الشركات الأم والسندات.
توقع أن يمثل محور الاعتماد على أرباح الشركات الأم السيناريو الأقرب للتنفيذ من قبل الشركات العاملة بالقطاع فى تطوير خدماتها ومواصلة منافستها مع باقى الشركات عبر ذلك الخيار التمويلى.
ومن جانبه قال محمد ماهر، نائب رئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية أن قطاع الاتصالات بالبورصة المصرية غير ممثل بصورة كافية، مرجعاً ذلك لاستمرار مسلسل تخارجات الشركات المدرجة من السوق، بعد إتمام صفقات الاستحواذات عليها من قبل بعض المستثمرين والمؤسسات الخارجية. أضاف أن البورصة تعرضت لتآكل رأسمالها السوقى بعد خروج شركات وكيانات كبيرة تمثل ما يزيد عن 60% خلال السنوات ال6 الأخيرة بعد إتمام صفقات الاستحواذات عليها، مؤكداً التأثير السلبى لتخارج الشركات ونقص المنتجات المعروضة بصورة مستمرة على معدلات تدفق المستثمرين والاستثمارات الخارجية إلى السوق وبالتالى التراجع الحاد بقيم وأحجام التداولات المسجلة.