"مخطيٌّ من ظنّ يوماً أَنّ للثعلبِ دِينا" بقلم محمد الغيطاني يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: برزَ الثَّعلَبُ يوماً *** في ثيابِ الواعظينا فمشى في الأرضِ يهذي ويسبُّ الماكرينا ويقولُ الحمدُ لل *** هِ إله العالمينا يا عبادَ اللهِ توبوا *** فهو [ربُّ] التَّائبينا وازْهَدوا في الطَّيرِ إنَّ ال *** عيشَ عيشُ الزَّاهدينا واطلُبوا الدِّيكَ يؤذِّن *** لصلاةِ الصُّبحِ فينا فأَتى الديكَ رسولٌ من إمام الناسكينا عرضَ الأمرَ عليهِ *** وهو يرجو أن يلينا فأجابَ الدِّيكُ عُذراً *** يا أضلَّ المُهتدينا! بلِّغِ الثَّعلبَ عني *** عن جدودي الصالحيناَ عن ذوي التِّيجان ممَّن *** دخلَ البطنَ اللَّعينا أنَّهُم قالوا وخيرُ ال *** قولِ قولُ العارفينا مُخطئٌ من ظنَّ يوماً *** أنَّ للثَّعلَبِ ديناً التحذير من والنصيحة إلى أشخاص قلائل جداً ؛ ليس بالضرورة في جروب بعينه على الفيسبوك بل قد تجده كذلك في مؤسسة أو حزب أو حتى مسجد؛ ستجد في ثنايا كلام هؤلاء المعسول الكثير ولكن مندس فيه سم قتل الخير والانطلاق الفعلي إليه .. ستجد القاسم المشترك في جميع حديثهم هو وقف الخير تحت شعارات براقة وكلام جميل ومقنع أحياناً .. ستجده يحارب خيراً "بخير آخر" ليس من باب التنافس إلى وعلى الخير؛ ولكن لقتل ذلك الخير الداعي به الآخرون؛ حتى يُنسب الخير لأنفسهم وحدهم؟! ولا يهمهم بعد ذلك تنفيذ هذا "الخير الآخر" أو لا.. المهم هو قتل هؤلاء الداعين والمبادرين إلى الخير في شخصهم أولاً وأعمالهم ثانية ..ويمكن لعقولكم أن تستنتج الأمثلة المتعددة لتلك القاعدة الشيطانية "والتي ليس نطاقها فقط قريتنا الطيبة .. ولكن ستجدها في عملك مثلاً بين الخبيثين من زملائك المنافسين والحاقدين .. وستجدها في أماكن أخرى كثيرة .. إذا ليبحث كل منا عن هذا القاسم المشترك؛ مكنون قلبه وفحوى وخلاصة حديثه وعمل يده؛ ليرى أهو من هؤلاء أو من أولئك!! هل من هو من الذين يعلمون بنية خالصة لله عزَّ وجل؟! (وأحسب الكثير منهم ولا أذكر واحداً فأنسى الآخر_ ولا أزكيه ولا أزكيهم على الله) أم هو من الآخرين الذين يعملون لمجرد حب الزعامة أو لغرض الظهور والوجاهة الاجتماعية أو لمجرد عمل حملة انتخابية مبكرة لنيل منصب أو الترشيح لمنصب أو مجلس معين أو اتخاذ ذلك وسيلة ليكون حلقة وصل واتصال بصُنَّاع القرار والمسئولين؟! وينسف جهود الآخرين حتى يبقى هو وحده في الصورة التي يرسمها لنفسه لغرض خبيث ودنيء