طالعتنتا صحيفة الأهرام بحوارٍ طويل مع الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل . و مختصر الحوار هو فى الموعظة التى وجهها بأن يتولى المشير طنطاوى رئاسة الجمهورية و ليتولى العسكر حكم مصر حتى حين ، و ربنا وحده يعلم متى يحين هذا الحين ، فقد إستغرق حكم العسكر الماضى ستون عاماً بالتمام و الكمال و هى مرحلة من تاريخ مصر يبدو لنا الآن أنها قد بدأت بموعظةٍ مثل هذه من هيكل ذات نفسه لجمال عبد الناصر. تغيرت الدنيا كلها و تغيرت الأفكار و الرؤى و إختفت دول و ظهرت أخرى و ظهرت الإنترنت و الفيسبوك و التويتر و الموبيلات و القنوات الفضائية و بقى هيكل كما هو على نفس موعظته القديمة لم يغير أو يبدل فياله من ثبات تحسده عليه الجبال الرواسى. و الحقيقة كلما سمعت عن موعظة لهيكل قفز إلى ذهنى آياتٌ من القرآن الحكيم و كذلك بعض الأبيات لأمير الشعراء أحمد شوقى ، و لنبدأ بالأبيات و هى من أجمل و أطرف ما قيل فى الوعظ: برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين و يقول الحمد لله إله العالمين يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبين وازهدوا فإن العيش عيش الزاهدين و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا فأتى الديك رسولا من إمام الناسكين عرض الأمر عليه و هو يرجوا أن يلينا فأجاب الديك عذرا يا أضل المهتدين بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحين عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين أنهم قالوا و خير القول قول العارفين مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا أما الآيات فهى من سورة البقرة ، حيث يقول تعالى: " وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ "