محافظ أسيوط: فيضان النيل تحت السيطرة.. ولا خطر على السكان    الوثائقية: اللواء عبد المنعم الوكيل نفذ عملية عبور ناجحة واستولى على خط بارليف    إرث أكتوبر العظيم    محمد كامل يُعلن أول قراراته: الحشد والتثقيف استعدادًا للإنتخابات    المحاسب الضريبى أشرف عبد الغنى: الإرادة السياسية للرئيس السيسى سر نجاح التيسيرات الضريبية    سعر الذهب في مصر.. عيار 21 يقفز والجرام يقترب من 5300 جنيه    لمدة 6 ساعات.. قطع المياه عن هذه المناطق بالجيزة خلال ساعات    استشهاد 13 فلسطينيًا في قصف جوي إسرائيلي على وسط غزة    القاهرة الإخبارية: ترحيب إسرائيلي مرتقب بتهديدات ترامب ضد حماس    وكيل جهاز المخابرات السابق: ما يثار أن مصر كانت تعلم بعملية طوفان الأقصى مجرد افتراء    قائد الجيش اللبناني يزور مقر اليونيفيل ويعقد لقاء موسعا لتعزيز التعاون وتنفيذ القرار 1701    الاتحاد الأوروبي يطلق قواعد موحدة للشركات الناشئة في 2026 لتعزيز النمو    الاتحاد السكندري يقتنص فوزًا ثمينًا من المقاولون العرب    ضبط عنصرين جنائيين لقيامهما بالنصب على عملاء البنوك    منة شلبي تغيب عن مؤتمر "هيبتا.. المناظرة الأخيرة" لأسباب عائلية    وزير الخارجية يثمن مساندة هايتي للدكتور خالد العناني في انتخابات منصب مدير عام اليونسكو    تعرف على فعاليات اليوم الثالث من مهرجان القاهرة الدولي للمونودراما الثامن    إيقاف عرض عدد من المسلسلات التركية.. والعبقري" من بينها    داء كرون واضطرابات النوم، كيفية التغلب على الأرق المصاحب للمرض    تعرف علي موعد إضافة المواليد علي بطاقة التموين في المنيا    «حاجة تليق بالطموحات».. الأهلي يكشف آخر مستجدات المدرب الجديد    وزير الرياضة يحضر تتويج مونديال اليد.. ويهنئ اللاعبين المصريين على أدائهم المميز    محمد صلاح يلتقط صورة تذكارية مع الكرة الرسمية لكأس العالم 2026    البلشي وعبدالرحيم يدعوان لعقد اجتماع مجلس نقابة الصحفيين داخل مقر جريدة الوفد    غلق وتشميع 20 مقهى ومحل ورفع 650 حالة إشغال في الإسكندرية    افتتاح مسجد فانا في مطاي وإقامة 97 مقرأة للجمهور بالمنيا    «طب قصر العيني» تحتفل باستقبال أول دفعة للطلاب بالبرنامج الفرنسي «Kasr Al Ainy French – KAF»    «السكان» تشارك فى الاحتفال بيوم «عيش الكشافة» بمدينة العريش    87 مليون جنيه لمشروعات الخطة الاستثمارية الجديدة بتلا والشهداء في المنوفية    صور الشهداء والمحاربين القدماء بعربات مترو الأنفاق والقطار الكهربائي بمناسبة احتفالات حرب أكتوبر    حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة... تعرف عليها    هل يجب الترتيب بين الصلوات الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب    «لرفع العقوبات».. حاخام يهودي يعلن رغبته في الترشح ل مجلس الشعب السوري    القهوة بالحليب.. هل هي خيار صحي لروتينك الصباحي؟ (دراسة توضح)    استشاري مناعة: أجهزة الجيم ملوثة أكثر من الحمامات ب74 مرة (فيديو)    نتائج الجولة الخامسة من الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية    الإسماعيلي يواصل التعثر بهزيمة جديدة أمام سموحة    أموريم: مانشستر يعيش ضغوطات كبيرة    مبابى لاعب سبتمبر فى ريال مدريد متفوقا على فينيسيوس جونيور    محاكمة سارة خلفية وميدو وكروان مشاكل.. أبرز محاكمات الأسبوع المقبل    تعرف على أنشطة رئيس مجلس الوزراء فى أسبوع    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    الحلو وثروت وهانى شاكر يحيون حفل ذكرى انتصارات أكتوبر بالأوبرا    سبب غياب منة شلبي عن مؤتمر فيلم «هيبتا: المناظرة الأخيرة»    سنوات مع صلاح منتصر..حكايات ملهمة لتجربة صحفية فريدة    الزهايمر.. 5 عادات يومية بسيطة تحمي الدماغ من المرض الخطير    تعرف على آداب وسنن يوم الجمعة    5 قرارات أصدرتها النيابة فى اتهام شاب ل4 أشخاص بسرقة كليته بالبدرشين    اسعار الحديد فى أسيوط اليوم الجمعة 3102025    البابا تواضروس يلتقي كهنة إيبارشيات أسيوط    عاجل- سكك حديد مصر تُسيّر الرحلة ال22 لقطارات العودة الطوعية لنقل الأشقاء السودانيين إلى وطنهم    "يونيسف": الحديث عن منطقة آمنة فى جنوب غزة "مهزلة"    تحريات لكشف ملابسات تورط 3 أشخاص فى سرقة فرع شركة بكرداسة    ضبط 295 قضية مخدرات و75 قطعة سلاح ناري خلال 24 ساعة    المصري يواجه البنك الأهلي اليوم في الجولة العاشرة من دوري نايل    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    استشاري تغذية علاجية: الأضرار المحتملة من اللبن تنحصر في حالتين فقط    بالصور.. مصرع طفلة وإصابة سيدتين في انهيار سقف منزل بالإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هاآرتس الصهيونية تؤكد: جمال يتبادل المصالح مع رجال المال الفاسدين .. وله علاقات برجال أعمال (إسرائيليين)
نشر في الشعب يوم 25 - 09 - 2010

اعترفت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية، فى تقرير لها، أن جمال مبارك "يتمتع" بعلاقات مالية ممتازة مع رجال مال صهاينة، كما أشارت الصحيفة فى ذات التقرير، أن جمال مبارك يحيط نفسة بمجموعة فاسدة من رجال المال "المصريين"، الذين يدعمون توجهه لوراثة حكم البلاد حفاظا على مصالحهم وتوسعاتهم الاقتصادية، فيما يحظى هو بدعمهم وعلاقاتهم مع واشنطن وتل أبيب وباقى دول الغرب، فى تمرير مشروع التوريث.
ووسط سكوت وخذلان من جانب النظام الجاسم على حكم مصر، واصلت الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة أهانتاتها للسيادة المصرية، حيث أكدت تمارا ويتس، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط، والمسئولة عن مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط، أن بلادها مهتمة بأن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة التى ستشهدها مصر الشهر المقبل "نزيهة وشفافة"، لأنها كما قالت تأتى ضمن سلسة من الانتخابات التى تشهدها مصر خلال العامين المقبلين التى ستحدد مستقبل مصر.
وأشارت تمارا فى مؤتمر صحفى عقدته بمقر السفارة الأمريكية بالقاهرة إلى أن الكثير فى المجتمع الدولى مهتم بمتابعة العملية الانتخابية فى مصر على سبيل الاستعداد للانتخابات التالية، وقالت إن "هاتين سنتين مهمتين لتحديد مستقبل مصر، ونحن ننظر إلى الانتخابات النزيهة والحرة كأحد المكونات الأساسية بالنسبة للديمقراطية فى العالم ومنها مصر، وهذا موضوع قيد النقاش الدائم بين القاهرة وواشنطن، وكان محل نقاش أيضا بين الرئيسين باراك أوباما وحسنى مبارك فى اجتماعهما الأخير فى واشنطن"، معربة عن أملها فى أن تشهد مصر عملية انتخابية "مفتوحة وشفافة وحرة" يثق بها "المجتمع الدولى".
إجتماع طارئ لمواجهة المأزق
من جانبه، قرر الحزب "الوطنى" عقد اجتماع لبحث الترتيبات الخاصة بالوضع الحالى و"إعادة توزيع المحافظات"، بحسب مصدر قريب من أمين التنظيم أحمد عز.

وحسب المصدر نفسه، قطع عز زيارته إلى الصعيد للمشاركة فى الاجتماع الذى كان من المقرر أن يعقد عصر أمس على أن يستأنفها فى المساء.

وتعقد هيئة مكتب الوطنى، اجتماعا يوم الاثنين "لمراجعة خطة التحرك الحزبى قبل اختيار المرشحين"، أى قبل يومين من انعقاد المجمعات التى تستمر 4 أيام لتغطية جميع المحافظات, وتبدأ أمانة التنظيم عقب المجمعات "أكبر وأغلى" استطلاع للرأى حول مرشحى الوطنى الطامحين فى خوض انتخابات الشعب نهاية نوفمبر, وقرر عز، الاستعانة بنحو 2400 شاب فى هذا الاستطلاع "الأخير"، على أن يتوجه نصفهم إلى الدوائر الانتخابية للاستطلاع المباشر فى المحافظات بينما يقوم النصف الآخر بالسؤال عن أسماء المرشحين وقياس شعبيتهم عبر التليفون، وقال المصدر "سنجرى نحو 100 ألف مكالمة تليفونية". ووفقا لمزاعم المصدر، فالهدف "أن يشعر الجميع بأنه يشارك وأن له دورا فى اختيار النواب.

جمال حبيب الفاسدين
وبعنوان "الحكم على الطريقة المصرية "، قالت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية، في تقرير لتسيبي برئيل كبير محلليها السياسيين، أن جمال مبارك نجل الرئيس المصري لا يعلن رسميا عن خلافة ابيه في حكم البلاد لكنه يحيط نفسه بمجموعة من المليارديرات "الفاسدين" الذين يقومون بتمويل حملته الانتخابية مضيفا أن المال والسلطة هما الأمر المميز للطريقة المصرية في الحكم .

وأضافت "هاآرتس"، أنه قبل عام من الانتخابات الرئاسية وشهرين قبل البرلمانية اجتاحت حملة دعم جمال مبارك لوراثة ابيه شوارع العاصمة المصرية القاهرة وتحول البرنامج الاجتماعي "الفيس بوك" على شبكة الانترنت إلى حلبة فعالة جدا لداعمي نجل الرئيس والمعارضين لترشحه في الوقت نفسه ، وبشكل يومي يظهر نبأ أو خبر جديد عن انضمام مرشحين جدد للانتخابات والتي تحولت إلى "حرب قذرة" وفقا لتقرير الصحيفة .

وقالت الصحيفة الصهيونية أن بداية هذا الشهر شهدت انتشار صور لليلى نجلة الدكتور محمد البرادعي مرشح الرئاسة وهي ترتدي ملابس السباحة البحرية هذا في الوقت الذي يترأس فيه البرادعي الجمعية الوطنية للتغيير والتي تدعو إلى الأصلاح ومدعومة من حركة الإخوان المسلمون موضحة أن نشر صور ابنته لم تؤثر على البرادعي أو موقفه.

جمال والصمت المريب
وأضافت "هاآرتس"، انه بعد يوم واحد بدأت تظهر على الفيس بوك مجموعة دعم لعمر سليمان رئيس المخابرات العامة ، وفي الشوارع المصرية قام أشخاص مجهولون بتعليق ملصقات انتخابية داعمة له ، وخلال ساعات معدودة تم إزاله تلك الملصقات على أيدي قوات الأمن المصرية ، هذا في الوقت الذي يقوم فيه مجدي الكردي صاحب حملة تأييد جمال مبارك في انتخابات الرئاسة بوضع شعار" مصر تتوقع بداية جديدة" للدعاية لنجل الرئيس موضحة في تقريرها ان كل هذا يحدث بينما الرئيس مبارك نفسه لم يعلن عن نيته دخول سجال الانتخابات الرئاسية لولاية إضافية جديدة أو يرشح نجله وريثا له .

وذكرت الصحيفة أن جمال مبارك ذو ال (46) عاما ما زال يلتزم بحالة الصمت ولا يقوم حتى بالتلميح إلى نيته للترشح على مقعهد الرئاسة، لكن في ظل صمته هذا ما زال يقوم بجمع القوى الشعبية، من خلال أمانة سياسات الحزب الوطني الحاكم التي يرأسها وجميعة "جيل المستقبل" التي يقوم بإدارتها، موضحا أنه يقوم بعملية إعداد فني للشاب المصريين، كما أنه يدير مكتب العلاقات التجارية المصرية الأمريكية وخلال السنوات الأخيرة تم ارساله إلى عدد من الدول من قبل ابيه وذلك في بعثات سياسية.

وقالت "هاآرتس"، أن جمال مبارك قام بإعداد زيارة والده لواشنطن العام الماضي بعد خمس سنوات من غياب الرئيس المصري عن الولايات المتحدة، كما أن جمال قام بلقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والذي كان يعرفه قبل ان يتولى الرئاسة بباريس وخلال توليه منصب وزير الداخلية الفرنسي، ومؤخرا انضم جمال إلى والده في قمة السلام بواشنطن اوائل هذا الشهر والتي افتتحت جولات المفاوضات بين تل أبيب ورام الله مضيفة في تقريرها أن جمال مبارك يقيم "علاقات ممتازة" مع رجال أعمال صهاينة، وهو الامر الذي يعد ب"التجديد" في السياسة المصرية.

علاقات برجال أعمال صهاينة
وأشارت الصحيفة الصهيونية، إلى أن جمال ليس له أي خلفية عسكرية مثل والده والرئيسين السابقين بمصر جمال عبد الناصر وانور السادات مضيفة في تقريرها أن جمال رجل أعمال ذو "خلفية بنكية مصرفية"، كما يمتلك قدرات تجارية حصل عليها خلال عمله ببنك "اوف أمريكا"، ونقلت "هاآرتس" عما أسمته رجل أعمال صهيوني، فضل عدم ذكر اسمه للصحيفة، قوله "جمال هو أحد الرجال الأذكياء والمؤهلين جدا الذين أعرفهم، كان بيننا العديد من العلاقات التجارية ولم أصادف اي مشاكل معه، ومازالت تجمعنا صلات وعلاقات اجتماعية ممتازة".

وعن علاقة جمال برجال الاعمال، قالت "هاآرتس" بعنوان فرعي "والد العروس الثري"، أن محمود الجمال والد خديجة زوجة جمال هو صاحب أحد أكبر شركات البناء بمصر، مضيفة أن لجمال مصالح سياسية وتجارية مع عدد من الأصدقاء على رأسهم الدكتور ابراهيم كامل أحد اكبر رجال الصناعة الأثرياء في مصر والعضو بالسكرتارية العامة للحزب الوطني، موضحة ان معارضي نجل الرئيس يقومون دائما بالإشارة إلى حصول كامل على قروض ضخمة من البنواك المصرية في فترة التسعينات حينما كان الاقتصاد المصري يعاني من حالة ركود.

وأضافت أن اسم كامل ظهر مؤخرا عندما اعترض على انشاء مفاعل الضبعة النووي المصري على ساحل البحر المتوسط لرغبته في إقمة منطقة سياحية بالمكان، قائلة أنه بهدف دحض المزاعم بحماية النظام المصري لكامل قام الرئيس مبارك بإعلان انشاء المفاعل في الضبعة، موضحة أنه برغم التدخل السافر لكامل في السيادة المصرية إلا أنه ليس "الرجل الأسوأ" في القصة، فهناك رجلان أخران يستحقان ذلك اللقب هما هشام طلعت مصطفى واحمد عز المقربان جدا من عائلة الرئيس مبارك، فوفقا لتقارير اعلامية مصرية يقوم الاثنان بدعم نجل الرئيس الذي يعاني من انخفاض شعبيته على المستوى الشعبي.

وقالت "هاآرتس"، أن رجال الأعمال وأصدقاء مبارك سعداء من الوضع القائم والحكومة تمنحهم المزايا و"الصفقات السمينة"، تجتزأ لهم الأراضي وتعطيهم التراخيص لمشروعات البناء، مضيفة أن هؤلاء تحولوا إلى جزء من المنظومة الحزبية والبرلمانية والحكومية المصرية، مما يجعلهم "محتاجين" لجمال مبارك كرئيس في الوقت الذي يحتاج اليهم الاخير كي يستعين بمساعدتهم عندما يحين الوقت في إدارة الدولة وهو ما يدفعهم نتيجة لمصالحهم في دعمه للانتصار في انتخابات الرئاسة.

انقسامات في النظام
وفى سياق متصل، قال تقرير لصحيفة القدس العربى الصادرة فى لندن، أن الانتخابات التي يقترب موعدها، أثارت جدلا بشأن ما اذا كان جمال ابن الرئيس المصري حسني مبارك سيخلفه وكشفت عن انقسامات داخل مؤسسة الحكم حول ما اذا كان أهلا للمنصب.

وحين ظهرت ملصقات في أحياء القاهرة الفقيرة تشير الى جمال (46 عاما) كرئيس مستقبلي لمصر لم تمض سوى أيام حتى تم تمزيق الكثير منها وتشويهها برذاذ الطلاء. وربما يعير أنصار جمال اهتماما لهذا.

وأضافت الصحيفة، أثارت حملة الملصقات تساؤلات بشأن ما اذا كان جمال يتمتع بالشعبية او القوة الكافية لكسب الجيش الى صفه وضمان دعم ركائز السلطة الأخرى. ويقول اقتصاديون إن مسألة من سيحكم بعد مبارك سببت حالة من عدم اليقين للمستثمرين لكن هذا ليس كافيا في الوقت الحالي للتفوق على عناصر الجذب في سوق تنمو بمعدل يتجاوز خمسة في المئة في العام في حين أن الصورة في أسواق عالمية أخرى أقل تفاؤلا. وقال مصطفى السيد المتخصص في العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة جمال يتعارض مع المزاج العام.

"اذا استمرت حالة الاستياء... سيكون من الصعب جدا على الأمن والقوات المسلحة دعمه. انهم يريدون مرشحا يستطيع الحفاظ على القانون والنظام".

قلق الحرس القديم
وربما لا تأتي المعارضة لجمال من الجيش وحده اذا قرر الرئيس المصري (82 عاما) الا يرشح نفسه لولاية سادسة مدتها ست سنوات في انتخابات الرئاسة التي تجري العام القادم. ويبدو الحزب الحاكم منقسما اذ يشعر الحرس القديم بالقلق من جيل جديد يتبنى تحرير الاقتصاد ينتمي اليه مسئولون تنفيذيون بقطاع الأعمال يقف وراء جمال الذي كان يعمل بأحد البنوك الاستثمارية الغربية!.

وقال دبلوماسي أوروبي "هناك انقسام في الرأي في الطبقة السياسية بالقاهرة".

وقال دبلوماسي غربي آخر "لا أرى أي أدلة من خلال الحديث مع المحيطين به (الرئيس مبارك) على أن من سيخلفه واضح في أذهانهم".

وتزخر الحوائط الافتراضية وهي قناة متنامية للمعارضة بالنداءات. وظهرت عشرات المجموعات على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت تؤيد جمال لكن عددا أكثر من المجموعات تسعى الى منع التوريث في مصر.

وقالت مجموعة على فيسبوك تحمل اسم (جمال مبارك: غير مرغوب فيك انت وابوك): "في عصركم اختفت موارد مصر خسرنا النيل والغاز، مفيش ولا قمح ولا قطن ولا الكهربا حتى مكفية.. كفاية انجازات".

وتابعت، مما يهدد التوريث، وهو الأمر الذى ينفيه الاب والابن، حملة للمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي قال إنه قد يخوض انتخابات عام 2011 اذا تم تغيير الدستور ليفتح المجال.

ومن غير المرجح أن تجرى التعديلات بما يسمح بترشح البرادعي لكنه أظهر أنه قد يكون هناك بديل بالنسبة لمصر حيث يلقي الكثير من الفقراء باللائمة على حلفاء جمال في سياسات يقولون إنها لم تفد الا الأثرياء.

وقال الدكتور حسن ابو طالب من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الذي تموله الدولة إن من غير المعقول أن نقول للناس إنه لا يوجد من هو مناسب لهذا الدور سوى ابن الرئيس.

ولا يشعر المستثمرون بالقلق حتى الآن. وقال تركر حمزة اوغلو كبير الاقتصاديين المتخصصين في شئون تركيا والشرق الأوسط ببنك "اوف امريكا ميريل لينش"، إن النمو المرن في مصر شيء نادر نسبيا على مستوى العالم. ولا يملك المستثمرون "رفاهية" تجاهله بسبب سيناريو سياسي ربما لا يزال بعيدا نوعا ما.

لكن الانتخابات البرلمانية التي ستجري في نوفمبر، وانتخابات الرئاسة في عام 2011 لا تزالان من الموضوعات المتكررة في المذكرات البحثية للبنك، الذى كان يعمل فيه جمال مبارك!.

وربما لا يزال اسم جمال الأكثر ترددا عند الحديث عن منصب الرئيس لكن هناك بعض الاسماء التي تطرح. وينتشر الحديث عن عمر سليمان مدير المخابرات العامة بوصفه بديلا محتملا وهو في السبعينات من عمره ومقرب من مبارك وله الخلفية العسكرية التي يفتقر اليها جمال. وتشمل الاحتمالات الأخرى وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي فضلا عن اسماء أخرى من الجيش او بعض السياسيين الكبار. وليس لمبارك خليفة محدد ولم يعين نائبا له وهو المنصب الذي كان يشغله قبل أن يصبح رئيسا.

لكن حتى تحديد أين تكمن السلطة او من الذين سيرجحون كفة مرشح الرئاسة القادم مسألة صعبة في مصر التي كانت آخر مرة اختبر فيها النظام حين اغتيل الرئيس الراحل انور السادات عام 1981 وأصبح مبارك رئيسا للبلاد.

تزايد نفوذ رجال المال
وقالت القدس العربى، على الرغم من أن البلاد تجري الآن انتخابات رئاسية يشارك بها عدة مرشحين يقول محللون إن الظروف مهيأة لصالح مرشح الحزب الحاكم. ويقول مسؤولون إن الانتخابات حرة ونزيهة.

وأَضافت، وحين تولى مبارك الحكم كان الجيش آنذاك القوة السياسية الأبرز. لكن هذا كان بعد أقل من عشر سنوات من حرب اكتوبر عام 1973 مع اسرائيل وكانت سيناء في مرحلة إعادتها لمصر بعد اتفاق السلام الذي أبرم عام 1979.

وقال الدبلوماسي الأوروبي "قبل بضع سنوات لم يكن هناك سوى مركز واحد للقوة هو الجيش". وأضاف أن عليه الآن مشاركة ولو جزء من الفضاء السياسي مع آخرين مثل زعماء الحزب الحاكم وأن يضع في اعتباره النفوذ المتزايد لقطاع الأعمال. ويريد الضباط من أي خليفة لمبارك أن يضمن الامتيازات مثل المكافآت السخية لكبار الضباط عند خروجهم من الخدمة.

وربما يتوقف مصير جمال على ما اذا كان مبارك الذي كانت حالته الصحية موضع شائعات كثيرة منذ الجراحة التي خضع لها في المانيا لإزالة الحوصلة المرارية في مارس سيتنحى او ستوافيه المنية وهو لا يزال في الحكم.

وفي حين حملت ملصقات المؤيدين عبارة "المستقبل هو جمال" فإن أعضاء بحركة شباب 6 ابريل المعارضة يضعون علامة 'خطأ' على وجهه باستخدام رذاذ الطلاء.

وقال أحمد ماهر، الذي يقود احدى المجموعات ويشكو من التحرشات التي تتعرض لها حملاتها، إن الرسم برذاذ الطلاء وسيلة للتعبير عن الرفض لحملة جمال.

وينفي الحزب الحاكم لعب دور في الحملة المؤيدة لجمال لكن البعض يرصد موافقة ضمنية لأن الدولة سارعت الى إخماد حملة أخرى تؤيد سليمان مدير المخابرات.

ووقفت وراء هذه الحملة مجموعة تقول إنها تريد منع التوريث. وقال دبلوماسي آخر إن الجيش وغيره على الأرجح سينتهون الى دعم جمال او اي مرشح آخر يختاره مبارك. وأضاف "ربما يكون هناك في كل مكان من قد يعتقدون أن جمال ليس المرشح الأقوى... لكن هذا لا يعني أنهم سيرغبون في منعه".

تزايد نسبة المخاطر السياسية
وعلى صلة بما سبق، قالت صحيفة "صن هيرالد" الأمريكية، في موقعها علي الإنترنت، إن المخاطر السياسية في مصر تتزايد بشكل هائل وإن الغارات الصهيونية علي سفن المعونة المتجهة إلي غزة وضعت الحكومة المصرية تحت ضغط كبير مع اقتراب الانتخابات البرلمانية القادمة.

وذكرت الصحيفة أن نسبة المخاطر السياسية في مصر تتراوح ما بين 59.8% و64.8%، حيث زاد احتمال حدوث تغييرات سياسية، ولم تحدد الصحيفة إلي أي معايير استندت في تحديد هذه النسبة.

وتابعت، إن الغضب تجاه الرئيس المصري حسني مبارك وحزبه هو السبب الرئيسي وراء ذلك، وأخبار غزة أيضًا تشير إلي موقف مبارك السيئ من القضية الفلسطينية الذي يعتبر مسئولاً تمامًا مثل تل أبيب عن حصار المنطقة والقصف الصهيوني لسفن المساعدات المتجهة لغزة.

وأوضحت الصحيفة أن الاعتقاد العام السائد الآن هو أن مصر هي المسئول الأول عن ذلك، فلو كانت قد فتحت حدودها مع غزة للسماح للبضائع الضرورية بالدخول إليها، لما كانت هناك حاجة إلي سفن المعونة. وأضافت الصحيفة أن مصر لم تكتف بإغلاق المعبر، ولكنها دمرت الكثير من الأنفاق التي يقوم أهل غزة باستيراد البضائع من خلالها.

وأشارت الصحيفة إلي أن الحكومة المصرية تخشي كثيرًا من تأثير حماس في شعبها، كما أنها تخشي من فقدان الدعم الأمريكي إذا ساعدت في دعم حماس بطريقة غير مباشرة من خلال السماح للبضائع بالدخول إلي غزة. ولكن لا أحد ينكر حقيقة التعاطف المصري مع غزة، عندما فتح الرئيس مبارك معبر رفح بعد حادثة الأسطول مباشرة.

وذكرت الصحيفة الجانب الاقتصادي بالقول إنه وفقًا للتقديرات الأخيرة فإن النمو المصري زاد زيادة طفيفة إلي 4.9% في السنة المالية 2009/ 2010، ولكن من المتوقع تناقصه مرة أخري إلي 4.8% في السنة المالية 2010 / 2011، وبحلول 2011، سيتراجع الاقتصاد المصري نسبيًا مع تراجع الطلب المحلي الذي يتأثر بالطلب في أوروبا، الأمر الذي يؤدي إلي تقويض المصدرين المصريين.

كما أشار التقرير إلي أن مصر تعتبر ثاني أكبر مستقبل للمساعدات العسكرية الأمريكية بعد الدولة الصهيونية، وأنها تعتمد بشكل حصري علي القوة العظمي في وارداتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.