ظهر الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا.. فمشي في الأرض يهدي ويسب الماكرينا يقول يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبينا.. واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الفجر فينا! تخيلوا يا مصريين أن الرئيس السابق يسعي -رغم مرضه- للكشف عن الفساد والفاسدين؟! تصوروا انه ظل صامتا وعنهم ساكتا طوال فترة حكمه وأراد أن يجعل كشفه عنهم مفاجأة لكم؟! .. مبارك مازال يعيش أسيرا لأفكار ومعتقدات وسياسات ماضيه البائد.. الرئيس المخلوع يتوهم أن أهل مصر مازالوا يقفون في دائرة الشعب المخدوع.. ولعل تجاربه السابقة هي السبب في وقوعه تحت رحمة هذا الوهم.. فهو الذي قال أن الزيادة السكانية تلتهم موارد التنمية وطالب الغلابة بالترشيد في المعيشة والانجاب.. ولم يعلم أنه سيأتي الوقت الذي يتأكد فيه للجميع أنه لم تكن هناك تنمية من الأساس.. وأنه أراد »قطع خلف« الغلابة حتي يختفي تماما »أولاد البطة السودا« لتخلو الساحة أمام اللصوص ممن اعتبرهم »أولاد الذوات«! .. وهو الذي قال: »حفظ الله مصر من كيد الكائدين« وكشفت الأيام أن كيده وعصابته لمصر كان أكبر وأبشع من كيد أولئك الذين اعتبرهم ضمن الكائدين! أما ما قاله الرئيس السابق هذه المرة فهو يدعو للتبكيت والتنكيت.. فقد هدد بتسليم مستندات تدين فاسدين إلي وسائل الإعلام الدولية إذا ما تم الحكم عليه ونجليه بالسجن!.. والأمر هنا يحتاج إلي وقفة لأن التهديد خطير ومثير.. فهو يعني أننا في ظل النظام السابق كنا في أيدي عصابة تحتفظ كل مجموعة منها بأوراق ضد الأخري!.. ويعني اتهاما صريحا من الرئيس المخلوع بأن فاسدين مازالوا بيننا ولهم حق اصدار القرار بحكم مسئولية مناصبهم! والأهم من هذا كله ضرورة التحقيق مع الرئيس السابق فيما ذكره، خاصة ان محاميه لم يبادر بالنفي.. فهو متهم بالتستر علي فاسدين خلال سنوات حكمه.. وهذا يجرنا إلي اتهام آخر.. وهو انه كان الراعي للفساد.. أما إذا اثبت ان ما قاله الرئيس المخلوع كان ضمن مفردات إعلام الثورة المضادة فيجب محاكمته بتهمة الكذب والتضليل واثارة الفتنة. ان تداعيات حالة القلق والحذر والترقب التي نعيشها الآن، تؤكد ان مبارك كان محظوظا -ومازال- فهو الذي حكمنا بالقهر والقمع والترويع والتجويع ولم نخلعه إلا بعد 03 سنة. ورغم اننا تحررنا منه فالواقع يؤكد عدم تحررنا من بقايا نظامه.. هذه البقايا تضربنا بسلاح البلطجة وتروعنا كل يوم.. وهي سعيدة بانه يكذب ويتجمل ويتمارض منذ تنحيه وكأن تجهيز مستشفي سجن طرة يستغرق الوقت الذي يحتاجه بناء وتشطيب مدينة سكنية! أقول لهم علي عبدالله صالح: »الفار النمرود من نصيب القطط«! معمر القذافي: »ارحل قبل ما يطبقوا عليك سياسة ال زنجة - زنجة«! بشار الأسد: »ما تفعله بالسوريين يجعلنا نخجل ونحن نلعن جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين«! وزير الكهرباء: »بلاش النغمة القديمة.. كلامك عن الدعم زاد ولازم تعرف ان مليارات هذا الدعم من أموال المواطنين لا من جيوب المسئولين«. وزير التضامن: »مطالبتك بزيادة سعر البنزين تجعل الحكومة متهمة بافتعال أزمة البوتاجاز والسولار«.