أكثر ما كان يثير الشفقة علي الوزراء الذين عملوا في حكومات النظام المنتهي أنهم جميعاً كانوا مرضي نفسيين الا من رحم ربي.. يستعذبون إهانة سيدهم لهم مقابل تركهم يمرحون في "الابعديات" المسماة جدلاً "وزارات" حيث كان هؤلاء الوزراء أو لنقل معظمهم يعملون كصبيان وشماشرجية لدي السيد الكبير الذي هو في الأصل صاحب العزبة التي تحولت بطول فترة الحكم إلي ملكية ثم ميراث مفترض من بعده. في حديثه بالوفد قال محمود صبرة مدير عام مكتب رئيس الجمهورية السابق انه كان يضرب كبار المسئولين بالشلوت.. وطبعاً معروف من هم كبار المسئولين الذين كان رئيس الجمهورية "المزمن" يتعامل معهم. فهم بلا شك رئيس الوزراءورئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الشوري والوزراء والسفراء كل هؤلاء جميعاً لا استثني منهم أحداً الا من رحم ربي كانت مؤخراتهم مباحة أمام "شلاليت" السيد الكبير والمقابل أمام هذه الاهانات التي تصل إلي حد الضرب "بالشلاليت" استمرارهم في مواقع السلطة ولا يستمر شريف في السلطة وهو يتلقي الاهانات من رئيس الجمهورية والذي يستمر فقط مع هذه الإهانات هم الفاسدون من المسئولين من كبار اللصوص.. الذين بطول الوقت وطول فترة البقاء في السلطة مع تلقي بركات الزعيم من "الشلاليت" وضرب "القفا" يتحول المسئول منهم إلي مريض نفسي في صورة مسئول كبير يعذبه رئيسه فيعذب هو الشعب والغريب ان كبار المسئولين الذين يتحملون الاهانات ويتصاغرون أمام الرئيس يتحولون بعد انتهاء لقائهم به إلي اشاوس وطغاة عندما يتعاملون مع الشعب وهو قمة الانفصام النفسي والازدواجية التي يتحول المسئول معها بمرور الزمن إلي مريض نفسي بدرجة مسئول كبير.. وحبيب العادلي وزير الداخلية السابق مثال صارخ لهذه الحالة. أسرار كثيرة بدأت الأيام تكشفها وتفضح أروقة الحكم الديكتاتوري الذي استمر 30 عاماً.. من أخطر هذه الأسرار المعلومات التي يرويها كبار المسئولين في العهد السابق الذين يجب ان نصدقهم بعد ان تحرروا من خوف السلطة والسلطان حيث تكشف لنا هذه اللقاءات ان معظم المسئولين كانوا بالفعل مرضي نفسيين ولكن في تصوري أن أكثرهم وضوحاً كان الدكتور زكريا عزمي الذي روي مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق عنه روايات تجعلك تقسم بأنه مريض نفسي وليس مسئولاً يؤتمن علي إدارة البلاد أو يكون قريباً من المسئول الأول عن البلاد.. هل كان أحد يصدق ان الرجل الذي لعب تمثيلية الولاء للنظام والمعارضة في نفس الوقت يدخل في صراعات ومقالب تافهة لابعاد خصومه من أمثال اللواء سعد شعبان والدكتور مصطفي الفقي بهذه الطريقة الرخيصة.. كان يقف تحت قبة البرلمان صارخاً بصوت تمثيلي حزيناً علي انتشار الفساد ويلعن أبوه ويقول انه وصل إلي الركب ثم يركع آخر النهار أمام أبوالفساد ومؤسسه. منتهي الازدواجية والانفصام النفسي.. رجل ارتضي لنفسه ان يخدم ابني الرئيس أيام كان رئيساً ويحقق لهما كل رغباتهما أيا كانت هذه الطلبات والرغبات لكي يصل إلي ما وصل إليه ثم يقف في المجلس مدافعاً عن مصالح الشعب هو رجل ينطبق عليه قول الشاعر: برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا ومشي في الأرض يهدي ويسب الماكرينا مسئولون من هذه النوعية ومن علي شاكلته لا استبعد ولا استغرب أن الرئيس يوماً حين كان يغضب من أحدهم ان "يلسعه" بالشلوت.