نجل عمر عبدالرحمن ل«المصري اليوم»: «الخارجية» المصرية تعاونت لنقل الجثمان (حوار)

عقب إعلان السلطات الأمريكية، السبت، وفاة الدكتور عمر عبدالرحمن، الموجود فى سجونها منذ عام 1995، لقضاء عقوبة السجن مدى الحياة، على خلفية اتهامه بالتورط فى تفجيرات نيويورك عام 1993، حاورت «المصرى اليوم»، هاتفيًا «عبدالله»، نجل الدكتور الراحل، الذى يعمل باحثًا فى الأديان والفرق والمذاهب بدولة قطر، للوقوف على ما توصلت إليه الأسرة بخصوص ملابسات وأسباب الوفاة، وطلب نقل جثمان والده إلى مصر.. وإلى الحوار:
■ متى علمتم بنبأ الوفاة.. وهل تسلمتم أى تقارير عن أسبابها؟
- تلقيت خبر الوفاة، صباح السبت الماضى، عبر مكالمة هاتفية من محامى الدكتور، وفيما يخص سبب الوفاة وتوقيتها، أكدت السلطات الأمريكية أن الأسباب طبيعية، وحددت توقيتها بالسادسة إلا الثلث من صباح نفس اليوم، لكننا نعلم أن تلك التقارير والتصريحات التى أجرتها سلطات سجن نورث كارولينا غير صحيحة بالمرة.
■ كيف انتهى طلبكم باستقدام والدك لمصر قبل وفاته، وقضاء بقية مدة العقوبة فى مصر؟
- لم تنته تلك الإجراءات حتى الآن.. ووالدى توفى بعد أيام قليلة جداً من تقديم المحامى للطلب.
■ لماذا تشككون فى أن أسباب الوفاة طبيعية؟
- تعرض والدى للظلم، فقد بدأ الأمر باستمرار حبسه انفراديًا، وتجريده من ملابسه ووضعه تحت مراقبة الكاميرات لمدة 24 ساعة، ومنع أكثر من مرة من تلقى علاجه، وهو ما سماه الراحل الموت البطىء.
■ لماذا لم تتقدم الأسرة بأى طلبات للتحقيق فى تعسف إجراءات التعامل معه داخل السجن؟
- تقدمنا بأكثر من شكوى بالفعل، لكن محاميته السابقة التى تقدمت بالشكاوى تم إلقاء القبض عليها وسجنها فى 2005، وحكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات لاتهامها بتسهيل تسريب معلومات للجماعة الإسلامية فى مصر، والتى كانت تتمثل فى وصية والدى.
■ وماذا كانت وصيته؟
- أوصى بأن يدفن فى مصر، فى قريته بمحافظة الدقهلية.
■ وكيف انتهت الشكاوى؟
- تم اتهام المحامية بتمرير معلومات بالمخالفة للقانون لجماعة محظورة وهى الجماعة الإسلامية، وقضت عقوبتها بإحدى سجون مانهاتن لمدة 9 سنوات وتم بعدها قبول طلب الإفراج الصحى، الذى تقدمت به لإصابتها بمرض السرطان.
■ هل تتهم السلطات الأمريكية بقتل والدك؟
- نعم، فقد استمر منع الدواء عنه لفترات طويلة رغم معاناته من مرض السكرى، ومشكلات أورام بالبنكرياس.
■ كيف عرفت ذلك.. ومتى كانت المرة الأخيرة التى تواصلت فيها مع والدك؟
- لم أتواصل مع والدى منذ 1990 أى ما يقرب من 27 عاما، لكن تلك المعلومات تصلنا عن طريق محاميه، الذى كان يتواصل معه، وأنا مقيم وأعمل فى دولة قطر منذ فترة لكننى أقوم بالتواصل مع المحامى.
■ هل تم تشريح جثة والدك أو تسلمتم أى تقارير بأٍسباب الوفاة؟
- أكد لنا المحامى «أشرف النوبالى» أن السلطات الأمريكية لم تستجب لطلب تشريح الجثة، وأجمعت الأسرة بأكملها وهم 13 ابنة وابنا على ضرورة تشريح الجثة وبيان سبب الوفاة.
■ ولماذا تم رفض الطلب؟
- السلطات الأمريكية تخفى شيئا ما، ومحامينا متواجد بالولايات المتحدة الأمريكية، وطلبنا منه بالفعل أن يتقدم بطلب تشريح الجثة، لكن السلطات الأمريكية أفادته بأنها بدأت على الفور فى عملية حفظها، والتى يتم خلالها إضافة مواد صناعية للجثة.
■ هل سيتم نقل جثمان والدك لمصر؟
- بالفعل كان طلبنا الثانى للمحامى «أشرف النوبالى»، أن يتقدم بطلب إرسال الجثمان لمصر، وبدأت سلطات السجون الأمريكية فى تحضير الجثمان للنقل جوًا، لكن المحامى أكد أن إجراءات النقل لم تنته بعد، سواء من الجانب الأمريكى أو من الجانب المصرى.
■ من المسؤول من الجانب المصرى عن الموافقة على تسلم الجثمان؟
- محامى الأسرة بأمريكا قال إنه والسلطات الأمريكية تواصلوا بالفعل مع السفارة المصرية ووزارة الخارجية لأنهم المنوط بهم إنهاء إجراءات قبول نقل الجثمان جوا.
■ هل أبدت السلطات المصرية، ممثلة فى «الخارجية»، أى اعتراضات على تسلم الجثمان ودفنه بمصر؟
- إلى الآن لا توجد أى مشكلات، سواء من الجانب الأمريكى أو الخارجية المصرية، كما أن بقية الأسرة وأشقائى الموجودين بمصر أكدوا تعاون الخارجية وعدم وجود أى تعنت أمام تنفيذ وصية والدى للأسرة ودفنه فى مصر، وكانت الخارجية المصرية طلبت منا بعض البيانات أمس الأول السبت، وطلبت التواصل مع محامى الأسرة بأمريكا، وقد وفرنا لها جميع المعلومات التى طلبتها، وتواصلوا بالفعل مع المحامى.
■ متى سيصل الجثمان إلى مصر؟
- تقتضى الإجراءات الطبيعية أنه يتم الانتهاء من الأوراق الخاصة بنقل الجثمان وتلقى الموافقة وتسلم الجثمان فى فترة تتراوح من يومين إلى ثلاثة أيام من الوفاة فى أمريكا، وقد وقعت الوفاة فجر السبت، وإذا تمت الإجراءات بشكل طبيعى فسيصل جثمان الشيخ إلى مصر اليوم أو غدًا على أقصى تقدير، لكن قد توثر الإجراءات على الفترة التى يستلزمها نقل الجثمان وهو ما كنا نتوقعه، لكن قيام السلطات الأمريكية ببدء عملية حفظ الجثة يؤكد أنهم يريدون نقلها بشكل سريع، وما أبدته السلطات المصرية، ممثلة فى الخارجية، من تعاون يشير إلى إمكانية وصول الجثمان بشكل طبيعى.