«المصري اليوم» تستمع لشهادات العاملين ب«مستشفى تجارة الأعضاء»

أغلقت بوابة مستشفى دار ابن النفيس لجراحات القلب والصدر والأوعية الدموية، بالشمع الأحمر، فى شارع المحولات بمنطقة الهرم فى الجيزة، بعد قرار النيابة العامة بإغلاقه ل«إجرائه عمليات استئصال أعضاء بشرية»، ورصدت «المصرى اليوم» متابعة سيارتى شرطة تابعتين لمديرية أمن الجيزة، الحالة الأمنية بمحيط المستشفى الذى يتخذ من الطابقين الأول والثانى من برج قباء مقرًا له، حيث يتولى الدكتور محمود البدرى، الأستاذ بكلية الطب بجامعة القاهرة، منصب مدير المستشفى، إضافة إلى شقيقه المهندس «محمد»، ونحو 5 آخرين.
وقالت سناء محمد عزوز، عاملة النظافة السابقة بالمستشفى، والتى جاءت إلى مقر عملها القديم الذى تركته قبل 4 أشهر، للاطمئنان على زملائها العاملين: «للأمانة وبحق الله الدكتور محمود صاحب المستشفى رجل طيب، ويؤدى فروض الصلاة فى أوقاتها، وكذا شقيقه، ولم نر منهما شيئًا سيئًا، غير أننى قبل ما أترك عملى فى أغسطس الماضى، لاحظت أن دكاترة آخرين استأجروا 3 غرف للعمليات بالطابق الأول للمستشفى، ولم أكن أعرف طبيعة تلك العمليات التى تجرى داخلها».. جثث موتى كثيرة كانت تراها «سناء».
وأضافت: «المرضى كانوا يجرون جراحات لقسطرة قلب وتوسعة شرايين على حد علمى، وكانوا يموتون بعد إجراء العمليات أحيانًا».
أما ضاحى محمد، حارس العقار الكائن به المستشفى، والذى يعمل بالعقار منذ 7 سنوات، قال: «المستشفى سيئ السمعة فيما يخص موت المرضى»، مشيرا إلى أنه فوجئ بمداهمة قوة من هيئة الرقابة الإدارية ووزارة الصحة لإجراء المستشفى عمليات زراعة أعضاء بشرية بالمخالفة للقانون. واصطحبتنا «سناء» عاملة النظافة إلى منزل أحمد عبدالعزيز، العامل بالمستشفى، والذى روى ل«المصرى اليوم»، تفاصيل مداهمة الأمن للمستشفى، قائلا: «أنا شغال فى المستشفى وابنتى الكبرى مى، وهى ممرضة، منذ 5 سنوات، ولم أر من صاحبها شيئًا سيئًا على الإطلاق، وأثناء تنظيفى للبلاط بالمستشفى فوجئت بنحو 15 شخصًا يستوقفوننى ويسألوننى عن مفاتيح الغرف، وأماكن الجراجات والمخازن، وأبلغتهم أن هذا من اختصاصات زميلى (محمد)، والذى أكد لهم أنه ليس بالمكان جراجات أو مخازن، وبالفعل فتشوا المستشفى، وحرزوا أجهزة كمبيوتر عليها بيانات المرضى، وألقوا القبض على 2 من الممرضين وأحد العمال».
وتابع «عبدالعزيز»: إدارة المستشفى أخبرتنا أن هناك 3 غرف بالطابق الأرضى ليس لنا علاقة بها، حيث تم استئجارها من قبل أطباء من خارج ابن النفيس، ولم نكن نعرف ماهية العمليات التى كانوا يجرونها ليلاً».
من جانبه، قال أحد الأطباء المشاركين فى الحملة التى داهمت المستشفى إن بلاغا ورد إلى الوزارة وهيئة الرقابة الإدارية ضد المستشفى باتجاره بالأعضاء البشرية، وتم التحقق منه، حيث أجريت عملية جراحية لرجل يمينى، 45 سنة، وشاب مصرى، عمره 19 عامًا، من منطقة الدويقة، مقابل 50 ألف جنيه، حصل على 50% منه قبل إجراء العملية.
وذكر المصدر أنه عثر على الأوراق والتقارير الطبية والمستندات التى تؤكد الواقعة والآلاف من العملات الأجنبية داخل المستشفى، وتم التحفظ على المتهمين.