«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بسبب نقص الإمكانيات وغياب الضمير
غرف العمليات تدخل الإنعاش
نشر في الأهرام اليومي يوم 13 - 12 - 2013

الداخل مفقود والخارج مولود شعار يرفعه المرضي وذووهم حال اضطرارهم لإجراء جراحة في معظم المستشفيات خاصة وأن السواد الأعظم من المصريين ليس أمامهم أي فرصة للعلاج إلا في الحكومية أو التعليمية ضمانا لوجود أطباء أكفاء وأيضا حتي لا تقف مصروفات العلاج عائقا امامهم.
ضعف الإمكانيات وأحيانا غياب الضمير يهددان حياة المرضي أثناء اجراء- حتي- الجراحات البسيطة فغرف العمليات تعاني الإهمال الجسيم وعدم أتباع التعليمات المفترض أنها صارمة لمنع دخول العدوي. الامر يستلزم تدخلا فوريا من الدولة لإعادة الحياة لهذه الغرف وخروجها من الإنعاش مع الاستفادة من تخصيص3% علي الأقل للإنفاق علي الصحة في الدستور الجديد والذي ينص علي تصاعد هذه النسبة تدريجيا حتي تتفق مع المعدلات العالمية.
قضية الأسبوع تناقش من خلال السطور التالية حال بعض المستشفيات ألكبري والمتخصصة التي تعاني هي الأخري مشكلات مادية طاحنة تؤثر سلبا علي توفير الخدمة للمرضي بما يتناسب مع الدور الحيوي لهذه الغرف وحجم المسئولية التي تقع علي العاملين بها.
الإنذار أو الإغلاق عقوبة مخالفة التعليمات
تحقيق:محمد هندي
غرفة العمليات في المستشفيات الخاصة والحكومية لها شروط ومواصفات حيث لا تقل مساحة ألصغري عن12 مترا مربعا والكبري عن21 مترا مربعا, وهناك تعليمات صارمة يجب اتباعها لمنع دخول العدوي لغرفة العمليات أهمها التعقيم الجيد للأدوات المستخدمة وللغرفة نفسها وبالطبع الفريق الطبي مع ضرورة القضاء علي جميع الفضلات بسرعة و تطبيق معايير الجودة في جميع المستشفيات
الدكتور صابر غنيم وكيل وزارة الصحة للمستشفيات غير الحكومية يشير إلي أن أهمية التهوية الجيدة لغرفة العمليات وان تكون بدون شبابيك أو علي الأقل محكمة الغلق وهذا من أجل التعقيم الجيد وتكون بالغرفة تجهيزات طبقا للقرار الوزاري رقم2011/311 حيث اشترط وجود طاولة للعمليات متعددة الاتجاهات مع وجود كشاف رأسي واجهزة تخدير يعمل وتنفس صناعي وانذار وجهاز للصدمات وشفاط كهربائي, وإذا لم تتوافر هذه الشروط والمواصفات طبقا للقرار الوزاري لا تأخذ أي منشأة طبية الترخيص وإذا تلفت هذه الأجهزة يتم توجيه إنذار للمستشفي لحين إصلاحها.. ويوجد تعقيم للأطباء وله شروط خاصة هذا بخلاف تعقيم الأدوات اللازمة, وبالنسبة لتعقيم الآلات لابد أن يتم غسلها جيدا ثم يتم تقييمها.
ممدوح الهادي مدير عام المؤسسات العلاجية غير الحكومية يقول إن غرفة العمليات في المستشفيات لها اشتراطات خاصة من ناحية المساحة و التجهيزات فان مساحة غرفة العمليات ألكبري لها مساحة لا تقل عن20 مترا و ألصغري لا تقل عن12 مترا ولا يقل أحد إضلاع الغرفة عن3 أمتار, وهناك عمليات تحتاج إلي مساحة52 مترا وذلك لطبيعة عمل الفريق الطبي, ومن ناحية التشطيبات لابد من تجهيزها بما يتفق مع سياسة مكافحة ألعدوي وعدم وجود أي بالوعات صرف صحي داخل الغرفة كما يجب ألا يكون هناك فتحات داخلها بحيث تكون مجهزة بالمكيفات ولا يكون هناك مواد خشبية داخلها لأنه يجذب الحشرات وهذا مخالف لاشتراطات مكافحة العدوي.
ويضيف ممدوح الهادي أن تجهيزات العمليات ألصغري تختلف عن الكبري التي تستوجب تجهيزات أعلي حتي يتسني للفريق الطبي متابعة حالة المريض.. مع التدخل بالأجهزة اللازمة حال حدوث أي مضاعفات في إثناء العملية كما توجد غرفة تابعة لها وهناك مكان مخصص لتعقيم الأيدي بمواصفات خاصة, ومكان آخر لتغيير ملابس العاملين ويشترط أن يكون حرم جناح العمليات يبدأ بخط أحمر للتنبيه بعدم دخول أي فرد من الأفراد غير مكتمل التعقيم ويحذر أن يتم تعقيم أي أدوات وتجهيزات داخل جناح العمليات منعا لحدوث مضاعفات., وهناك مخالفات في بعض المستشفيات تستدعي إغلاق غرفة العمليات واخري يمكن رفع الكارت الأصفر فقط.
دخول العدوي
يقول الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء السابق أن غرفة العمليات لها مواصفات خاصة لمنع دخول العدوي للمرضي من خلال الأدوات المستخدمة ولابد أن يكون الطبيب حريصا علي سلامة جميع الأدوات وإذا تلوثت فان التكلفة تكون مضاعفة حيث يتم حجز مكان وسرير للمريض وعلاج ملائم للحالة الجديدة مع توفير مضادات حيوية ولابد من تعقيم جميع الأجهزة التي يستخدمها الطبيب في غرفة العمليات وكذا الأطباء والتمريض مع تعقيم جيد للآلات وبالنسبة لجميع فضلات العمليات فلابد من التخلص فورا منها بصورة سريعة بحيث لا تنتقل العدوي داخل غرفة العمليات.ولابد من تطبيق معايير الجودة في المستشفيات.
العدوي تهدد أبو الريش الياباني
تحقيق:هند مصطفي
هي واحدة من أهم المستشفيات المتخصصة في طب الأطفال بالشرق الأوسط حيث تقدم خدمة طبية متميزة ومجانية للأطفال المرضي من شتي أنحاء الجمهورية وتحتوي علي11 طاولة عمليات و4 للطوارئ و4 موزعة علي مدار الأسبوع ما بين الجراحة العامة وجراحة المسالك وجراحة العظام وجراحه العيون, كما تحتوي مستشفي الأطفال الجامعي التخصصي( ابوالريش الياباني) علي ثلاث غرف موزعه علي مدار الاسبوع بين جراحات القلب والصدر وجراحات المخ والاعصاب وجراحه التجميل
الكلام يؤكده الدكتور شريف حسني استشاري عيون الاطفال والحول ومنسق الجودة بالمستشفي مشيرا الي ان ميزانية المستشفي تغطي حوالي نصف المستلزمات التي تحصل عليها من قصر العيني الفرنساوي والباقي من التبرعات, ومن الأهمية افتتاح مراكز صحية متخصصة تعمل بصورة فعاله في جميع المحافظات لتخفيف الضغط علي المستشفي مع ضرورة حدوث تعاون بين المستشفي والجامعة لتدريب كوادر طبية متخصصة لتقوم بعملها علي اكمل وجه في كل المحافظات.
متهالكة للغاية
من جانبها أكدت الدكتورة هاله فؤاد مديرة مستشفي الأطفال الجامعي ان غرف العمليات بالدورين الرابع والخامس متهالكة للغاية مما يؤدي الي زيادة العدوي, وان لديهم قائمة انتظار طويلة جدا تصل الي مارس2014, وأن المستشفي تهدف إلي تخفيف قائمة الانتظار من خلال فتح غرف عمليات جديدة في مستشفي المنيرة التابعة لمستشفي الأطفال الجامعي, ولابد من التبرع المستمر حتي يتم تشغيل الغرف علي أكمل وجه, فهي تحتاج لعدد من الأجهزة الطبية منها أجهزة ثمنها أكثر من300 ألف جنيه واخري ب150 ألف جنيه, وتطالب بتخصيص مستشفي أبوالريش الياباني للحالات الصعبة والحرجة فقط وذلك من خلال تدريب كوادر طبيه تقوم بعملها في محافظاتهم الأصلية وتخفيف العبء علي المستشفي.
طابور الانتظار أزمة مزمنة في معهد القلب
لانه واحد من أهم الصروح الطبية المصرية ويستقبل ملايين المرضي سنويا معظمهم يعالجون بالمجان, ولان معهد القلب القومي لديه كافة الإمكانات اللازمة لتشخيص وعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية وامراض الشرايين التاجية و الصمامات وقصور وظائف القلب وغيرها, فلابد من مواجهة الكثير من المشكلات والعقبات التي تواجه رسالته لتقديم أفضل خدمة طبية لمرضي القلب أخطرها طوابير الانتظار خاصة بالنسبة للمرضي الذين يحتاجون إلي جراحات عاجلة لا يمكن تأجيلها.
الدكتور محمد محمد المراغي نائب عميد المعهد واستشاري أمراض القلب يوضح أن غرف العمليات مشكلتها تكمن في الزحام الشديد حيث يستقبل المعهد حوالي1000 مريض يوميا, أعداد كبيرة منهم تحتاج الي جراحات عاجله والبعض الأخر يحتاج الي عمليات قسطرة تشخيصيه او علاجية, والمعهد به8 غرف عمليات جراحية و5غرف قسطرة للكبار والصغار ويقوم بإجراء12 عمليه و50 حالة قسطرة يوميا ورغم ذلك هناك لائحة انتظار تتعدي الشهور بسبب صغر مساحة المعهد وإصرار المرضي من كافة المحافظات علي العلاج فيه.
ويؤكد الدكتور المراغي إن من أهم المشكلات التي تعاني منها غرف العمليات في المعهد هي نقص المستلزمات وهو ما يهدد بخفض نسبة حجم العمليات خاصة جراحات القلب المفتوح, وان قسم جراحة القلب وNHI تحتوي علي6 غرف للعمليات لجراحة القلب للبالغين و32 سريرا مخصصة للعناية المركزة, كما أن المرضي يتلقون أفضل رعاية ممكنة من الجراحين ذوي الخبرة والمهارة الأكثر خبرة في المنطقة. وأن الصحة من أولويات المرحلة القادمة, ولابد من الاهتمام بصحة المواطن المصري في كافه المجالات والخدمات الصحيه التي يتلقاها, وان الحل لتطوير المعهد هو أيجاد حلول فورية وسريعة لمشكله الزحام مما يخفف عبء العمل وتقديم أفضل رعاية صحية للمريض مع وجود الكم الهائل من المرضي الذين ينتظرون علي لائحة الانتظار.
ويلتقط الدكتور حمدي سليمان استشاري إمراض القلب ورئيس وحدة الأوعية الدموية بالمعهد خيط الحديث مشيرا إلي أن غرف العمليات بالمعهد مجهزة بأحدث التجهيزات وان النقص الذي يحدث في بعض الأدوية يرجع إلي مشكلة في مصانعها أو عجز في استيرادها أوبسبب شرائها بأسعار عالية جدا من الخارج تساوي حوالي30 أو40 ضعف مبلغها الأصلي مما قد يتسبب في توقف بعض العمليات الجراحية, اما بالنسبة لغرف عمليات القسطرة التداخلية فمستلزماتها متوفرة وتجري فيها من35 الي40 حالة يوميا, والمشكلة الأساسية للمعهد تكمن في قائمة الانتظار نتيجة التدافع علي العلاج بالمعهد, وان80% من الحالات يتم علاجها علي نفقه الدولة والمعهد يعتمد علي التبرعات في تكمله النفقات وشراء المستلزمات التي قد تصل الي نصف التكلفة, ونطالب رجال الإعمال بالتبرع المعهد وخاصة الأطفال أصحاب العيوب الخلقيه, وهناك العديد من الجمعيات الخيريه تقوم بعلاج المرضي غير القادرين.
جراحة في الظلام
تحقيق:حسني كمال
غرفة العمليات لا يدخلها إلا المضطر والذي تكون حالته في معظم الأحيان حرجة تستدعي جراحة عاجلة, إلا أن الغرفة نفسها هي الاخري تحتاج لإمكانات خاصة وفريق طبي متكامل مع اشتراط عدم تسرب الإهمال إليها ولا يضطر المرضي وذووهم للبحث عن فني كهربائي حتي لا تتم الجراحة في الظلام الدامس كما حدث مع سارة.
والحكاية بدأت بدخولها إلي مستشفي بالعمرانية لإجراء جراحة قيصرية, وبعد دخولها غرفة العمليات بنصف ساعة خرجت الممرضة تبحث عن تليفون به كشاف لاستكمال العملية الجراحية لانقطاع التيار داخل الغرفة, وبدأت حالة صراخ وهياج بالمستشفي للبحث عن فني كهربائي أو' موبايل' لإنقاذ الحالة حيث المولد الكهربائي غير صالح للاستخدام, واشتد صراخ أهالي المريضة وبدأوا البحث عن فني كهرباء, بل أن الدكتورة نفسها تركت الحالة وذهبت لتوصيل دكتورة التخدير, غير مهتمة بانقطاع التيار أو الحالة الحرجة التي بين يديها, وبعد انتهاء العملية الجراحية قامت صديقة العائلة بالدخول إلي غرفة العمليات فوجدت جهاز التعقيم معطل, والأدراج مليئة بالصدأ وكأنها مهجورة منذ سنوات, والأدوات ملقاة في أركان الغرفة وأكواب الشاي الفارغة في كل مكان0 وتم تحرير محضر بالواقعة بشرطة العمرانية.
الروتين يعرقل أم المصريين
تحقيق:مي الخولي
افتتاح غرف عمليات مستشفي ام المصريين يعود لأكثر من60 عاما وهي تتمتع بطراز معماري فريد إلا أنها تحتاج إلي تغيير جذري حتي تواكب الغرف الحديثة, و رغم الطفرة الهائلة التي حدثت خلال السنوات القليلة الماضية لهذا الصرح الطبي الضخم وقرب حصوله علي شهادة الجودة إلا انه مع الآسف يعاني من مشكلات كثيرة بسبب الروتين الذي يعرقل تفوقه بما يتناسب مع امكاناته وخاصةالبشرية.
فغرف عمليات أم المصريين كما يقول مدير ها الدكتور عبد الرحمن المهدي صممت في الخمسينيات وقدم تاريخ إنشائها لم يسمح لها باللحاق بركب مايعرف بجناح العمليات الحديث, وهي تستقبل650 مريضا شهريا, وتفتقر الي غرفة عمليات مجهزة للمخ والأعصاب, ونقوم بتحويل الحالات الحرجة الي مستشفيات آخري بسبب عدم وجود غرفة عمليات مجهزة وبالنسبة لغرفة عمليات العظام فهي بحاجة الي شنيوري عظام وذلك لاستيعاب3 حالات معا وهذا قد يخفف علي المرضي عبء انتظار الدور, كما أن أجهزة الأشعة عليها ضغط كبير والمستشفي بحاجة لجهاز آخر علي الأقل, ونلجأ أحيانا لتأجيل بعض العمليات بسبب ظرف طارئ مر به المريض نفسه أو لضيق الوقت وهو السبب الأكثر تصدرا للمشهد فنحن نخضع لقانون العمل والملزم بساعات محددة وعندما نتحدث عن التطوير فعلينا إدراك أننا بحاجة لتطوير العامل البشري من خلال برامج للتدريب وتوفير مقابل مادي مجزي وتوفير أجهزة حديثة في نفس الوقت. وأن غرفة العمليات لا يمكن استقامة العمل بها بدون الممرضة التي تتقاضي ست جنيهات نظير12 ساعة من العمل ؟!
ويقول أحد الأطباء بالمستشفي إن تخطيط المستشفيات ذاته يمثل أهمية كبيرة بخاصة فيما يتعلق بغرف العمليات فأم المصريين وحدها تضم14 غرفة عمليات. وأنه منذ سبع سنوات كانت نسبة وفيات الغرفة كبيرة بسبب أجهزة التخدير القديمة جدا ولكن الآن أم المصريين تستخدم' السمفونين' والذي أدي بدوره الي إختفاء وفيات التخدير تماما من المستشفي, و أنه مع تطور العلم أيضا ظهر جديد فيما يخص المبني فالغرفة تحتاج أن تكون جدرانها' بكتروستاتيك'حتي لاتتأثر بالبكتيريا كما أن المريض نفسه كان من المفترض أن ينقل من ترولي خارج الغرفة لآخر داخلها بحيث لايدخل بنفس الترولي غرفة العمليات لكن هذا غير متاح لنقص الإمكانيات.
وأنه من الضروري إيجاد نظام خاص بالمستشفي إذ أن غرفة عمليات أم المصريين لها طابع معماري خاص بها وبدأنا نعمل برنامج للصيانة والهندسة الطبية خاص بالمستشفي يشمل كارت تعريف للأجهزة الموجودة بها, تلاها دخول جهاز رنين مغناطيسي وأشعة مقطعية لم يكن بها وقت ذلك, لكن توقف ذلك بعد الثورة. وتجدر الإشارة الي أن د. ناصر رسمي وكيل وزارة الصحة في وزارة الجبلي وقبل الثورة كان يعد أم المصريين لتصبح مستشفي دوليا وكان يخطط لإعادة بنائه وفق المعطيات الحديثة للمستشفيات العالمية وبالفعل خطط لتقسيم المستشفي الي3 قطاعات( جزء العيادات الخارجية ثم مبني الحوادث يليه مبني القسم الداخلي إضافي إلي جناح للعمليات) وقدر تكلفة التطوير وقتها ب250 مليون جنية وبخاصة أن مستشفي أم المصريين يقع في مكان حيوي حيث يخدم حوالي6 ملايين مواطن
وأن غرفة عملياتها تباشر مايزيد عن ال50 عملية يوميا ويمثل ذلك عبئا علي الغرفة و الدولة أيضا في ذات الوقت, وبهذا الصدد فإن غرفة عمليات الجراحة كانت مقسمة لحجرتين تقسم عليه عدد العمليات المطلوب إجراؤها يوميا لكن بسبب معايير الجودة تم إستبعاد إحداهم وبدلا من إجراء10 عمليات كنت أقوم بها أضطررت بعد استبعاد الغرفة بخفضها ل4 عمليات علي الأكثر
طبيب التخدير
ويستطرد قائلا أن بعض المرضي الذين يتم إعدادهم في الصباح لإجراء عمليات جراحية ويجبروا علي الصيام استعدادا لإجرائها تتم مفاجأتهم قبل لحظات من موعد إجراء العملية بإلغاءها والسبب في ذلك هو طبيب التخدير, ففي حال جاءت الساعة الثانية ظهرا_موعد رحيله_ يرفض طبيب التخدير البقاء قائلا أنا عندي طواريء الآن!
وليس وحده فالحكيمة أيضا فور إنتهاء فترة عملها لاتقبل البقاء في حين أن هذه العملية لو كان سيتم إجرائها بالقسم الإقتصادي لكانت ستقبل لأنها ستتلقي مقابل ومن الإنصاف هنا ذكر أن السبب في ذلك يعود الي المرتبات الهزيلة التي يتقاضونها فالطبيب الإستشاري يصل مرتبة الي800 جنيه في حين أنه يتقاضي أجرا أعلي بكثير نظير عملية واحدة يجريها في مستشفي خاص وليس إنكارا لفضل المستشفي علينا ولكن من أين نقتات طعامنا في ظل تلك المرتبات الهزيلة؟!
ولقد تعرضنا في مثل حالات الإلغاء هذه لكثير من السباب بل وأحيانا التعدي وأن كلا الطرفين معذور فالمريض استعد من أول اليوم لإجراء العملية وطبيب التخدير وهذا تخصص نادر لايمكن إخباره علي التواجد بعد مرور فترة عمله
وقد لجأنا مؤخرا لاجبار المريض قبلها بأنه علي قوائم الانتظار وأن لديه فرصة كبيرة لإجراء العملية دون تأكيد, والمخزي هو أننا لدينا أطباء كبار ولكننا نفتقر الي غرفة عمليات متكاملة.. فما العمل ؟!.. هل أضع مرضي فوق مرضي!
ويجب وضع حد لتلك المهزلة فغرفة العمليات المتطورة هذه تصل تكلفتها من10 الي15 مليون جنيه, وهذا مبلغ ليس بالكبير فتطوير الاستقبال والعناية المركزة وحدهم تكلف من2 الي3 ملايين جنيه وأستشعر ذلك مبلغ مهدر لأن المستشفي تحتاج تطوير شامل وجذري فهل يعقل أن مستشفي بحجم ومساحة أم المصريين أعلي مبني فيها هو4 طوابق!.. وأم المصريين مؤهلة إذ ما طورت تستطيع مضاهاة القصر العيني, لكن الروتين يفترض علينا انتظار ميزانية وزارة الصحة ليتم إدراج مطالبنا في خطة الإنشاءات. ولا أخفي عليكم أن غرفة عمليات أم المصريين تشهد عجزا في أجهزة المناظير والجهاز المستخدم يعود عمره الي1985 والعلم استحدث مناظير شديدة التطور عن ذلك ففي الوقت الذي يجري فيه العالم الجراجه بالروبوت لازلنا نحن نستخدم منظار يعود لعام1985, وليس هذا فحسب, فجهاز الكي ليس عنه ببعيد ففي نفس الوقت الذي يشهد فيه العالم الكي بمايعرف بالليجة شو نستخدم نحن جهاز كي رديء جدا
في الصعيد..
الموت علي أعتاب الغرفة
قنا من أسامة الهواري
قدر الصعيد هو المعاناة حتي في المرض ولم يكن غريبا أن يرفع أهله شعار' تعددت الأسباب والموت واحد' لم يكن ببعيد أن يحصد الموت بعض أهله علي أعتاب غرفة العمليات بعدما تناست الدولة أن الصعيد يحمل30 مليونا من أبناء هذا الوطن يشتركون جميعهم في نفس الوجع وانين المرض الذي لا يرحم ويحصد الموت من يسقط منهم علي أعتاب غرفة صغيرة تغرق في الإهمال, ومن عجائب القدرأن تنقذ حياة مريض علي بعد250 كم من موقع الحادث وتتخطي محافظتين لتدخله غرفة عمليات بمستشفي أسيوط وارد أنه يرفض استقباله ما لم يمت داخل سيارة الإسعاف التي تنقله في4 ساعات..
سيارات الإسعاف تنقل المرضي من مستشفي قنا العام لمستشفي أسيوط الجامعي لعدم وجود أقسام للمخ والأعصاب والأوعية الدموية والصدر والقلب, ومن ثم لا يوجد ملاذ سوي ان تجري عملية النقل للمستشفي الجامعي بأسيوط.
الأهرام رصدت المأساة من داخل مستشفي قنا العام في أثناء عملية نقل ثلاث حالات سألنا والد احدهما عن وجهته قال غير أسيوط' قالها وهو يستعد لمرافقة ابنه داخل سيارة الإسعاف الذي أصيب خلال حادث وقبل ان يتخذ والد المريضة وضعية جلسته جاء رد احد المسعفين ليكشف حجم المأساة قائلا: أين الدولة كل يوم ننقل30 حالة إلي مستشفي أسيوط الجامعي وممكن أكثر وهناك يبحث المواطنين عن وساطة لإدخال الحالات للمستشفي لرفضه قبولها وفي بعض الأحيان نعود بالحالة إلي قنا أو نتجه لسوهاج لرفض المستشفي استقباله, ويكشف احد المسعفين مأساة المرضي: انقل المريض250 كم في4 ساعات, وبيكون طبعا هو فاقد الوعي و عنده نزيف في المخ بيموت في الطريق ولو عنده نزيف في الصدر برضه بيموت قبل ما يوصل أسيوط علي الرغم من وجود مستشفي جامعي بقنا ولكنه يتم نقل المصابين والمرضي الي مستشفي اسيوط.
كل يوم تموت حالات بسبب إهمال الدولة وجشع الأطباء ويتحدث محمد سليم احد المرضي قائلا نعاني الموت بحثا عن غرفة عمليات تنقذ حياتنا ولا نجد إلا في أسيوط يعني أي حادث يقع الآن لا نجد قسم للمخ والأعصاب او الأوعية الدموية او الصدر والقلب كل هذه التخصصات غير موجودة وتنقل في لحظتها.
داخل مستشفي قنا وتحديدا داخل غرفة العمليات تجولنا وكان الوضع منذ اللحظة الأولي مريعا فالمياه تغطي أرضية الغرفة وهي تعاني عدم وجود شبكة غازات ولا تزال تعتمد علي الأمور البدائية في نقل اسطوانة الأكسجين وقطعا نقص حاد في عدد أعضاء طاقم التمريض والأطباء.
اما غرفة العناية المركزة التي يجب ان تكون ملحقة بالعمليات فهي عبارة عن غرفة صغيرة يوجد بها سرير متهالك ملتصق باحد الجدران وقطعا غير أدمية بالمرة وهو ما يعني ان المستشفي العام بقنا والذي يستقبل كل حالات المحافظة لا توجد به غرفة عناية مركزة او غرفة إفاقة ما بعد العمليات والتي توازي غرفة العمليات.
ويحكي احد الأطباء عن تلك المأساة قائلا: لدينا نقص حاد في كل شئ والمستشفي الجامعي لا تقدم خدمة للمواطن يلمسها خاصة الطوارئ التي ينتقل بسببها لاسيوط الجامعي وممكن يرفض المستشفي الحالة وترجع ان رجعت علي قيد الحياة وللأسف كلنا يعرف كيف يدار المستشفي الجامعي من قبل القائمين عليها وكلنا أمل ان تتحرك الجامعة والدولة لتقدم المستشفي دورها المنوط بها علي غرار جامعة أسيوط ولا ان تكون عيادة للحالات الخاصة ببعض الأساتذة وان تفتقد حتي لأولوية الاستفادة من إمكانيات مستشفي أنشئت من اجل خدمة اهلنا في الصعيد وتوفير الرعاية اللازمة لهم وليس لتكن سبب في معاناتهم فجزء كبير من الحالات لاتقبل في اسيوط او سوهاج بزعم ان قنا لديها مستشفي جامعي لذا تكن المستشفي سبيلا للمعاناة
الأهرام داخل الغرفة
بلا رقيب ولا صوت ومع ساعات الصباح دخلنا مستشفي' قفط' المركزي جنوب قنا ورغم أنها مستشفي كبري وتخدم قطاع كبيرا لا يوجد فيها شخصا واحدا حتي الساعة التاسعة صباحا والحراسة غائبة و دفتر الدخول وغرفة العمليات والأدوية والأمصال بلا رقيب وهو ما جعل مندوب الأهرام يحمل الأدوية والأمصال ويضعها خارج العمليات وخارج الغرف الموجودة بها ربما تستشعر إدارة المستشفي بإهمالها وتضع حراسة علي أبوابها في المرات القادم.
وفي مستشفي أبو تشت ليست الحال بأفضل من سابقه أسرة المرضي تستند إلي الحجارة وغرفة العمليات بعيدة كل البعد عن أبجديات الأمان والنظافة والمياه تغرق جميع ارجاء المستشفي مابين حين وآخر نتيجة لغياب الصرف الصحي عن المستشفي. ولم يختلف الحال كثيرا في نجع حمادي العام وفرشوط المركزي فكل غرف العمليات ابعد ما يكون عن الآدمية التي باتت مفقودة تماما وظل البحث والحلم بغرفة عمليات تضمد جراح أهل الصعيد دون انتقال250 كم إلي أسيوط بحثا عن مكان غرفة عمليات.
ميري الإسكندرية يواجه الاعتداءات
تحقيق:صبري الجندي
داخل المستشفي المبري بالإسكندرية الحال لا يختلف عن باقي المستشفيات الكبري يعاني هو الأخر من طابور الانتظار في غرف العمليات حيث تفاقمت الأزمة بعد ثورة25 يناير وما صاحبها من انفلات امني وتعرض المستشفي للاعتداء من قبل البعض خاصة غرف عمليات الطوارئ مما كان له الأثر السيئ علي الخدمة المقدمة.
و المستشفي الميري كما يطلق عليه أهل الإسكندرية يستقبل المرضي من محافظات مطروح والبحيرة وكفر الشيخ إلي جانب أبناء الإسكندرية وهو المستشفي الأشهر بعد قصر العيني والذي يري نائبه لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الدكتور محمود الخشن أن الظروف التي تمر بها مصر منذ25 يناير وحتي الآن وخاصة حالة الانفلات الأمني أدي إلي تراجع الانضباط علي كل المستويات كما تعرضت المستشفيات الجامعية وخاصة غرف العمليات في الطوارئ إلي العديد من الاعتداءات من قبل أهالي المرضي مما أدي إلي حدوث تلفيات جسيمة أثرت علي كفاءة العديد من غرف العمليات أدي إلي زيادة أعداد المرضي في قوائم الانتظار, وقد قامت الجامعة بالإصلاحات اللازمة لهذه الغرف التي تعرضت لاعتداءات متكررة أدت أيضا إلي زيادة الأعباء المالية علي الجامعة التي تعاني أصلا أزمة مالية تفاقمت مع زيادة المطالب المادية من قبل العاملين بها.
من جانبه, يؤكد الدكتور أسامة إبراهيم أستاذ جراحات العيون ورئيس جامعة الإسكندرية لدينا غرف عمليات علي حسب نوع الجراحات التي تجري بها, وكذلك أحدث غرف عمليات في العالم والغرفة الواحدة تكلفتها2 مليون جنيه, ولدينا غرف للعمليات يراعي فيها كل وسائل الأمان ويتدخل الدكتور عماد درويش رئيس أقسام النساء والتوليد الأسبق بطب الإسكندرية قائلا ان هناك غرف عمليات بسيطة وبالتالي تجهيزها يكون ملائما لنوع الجراحات التي تجري بها وهناك غرف عمليات مخصصة لإجراء جراحة معقدة وثالثة تجري بها عمليات ولادة قيصرية ورابعة لإجراء قلب مفتوح.
..والتعقيم طوق النجاة
وفي كلية التمريض جامعة القاهرة التقت قضية الأسبوع الدكتورة ياسمين الفولي رئيسة قسم الباطنة الجراحي بالكلية التي أكدت أن أهم المشكلات التي تواجه غرف العمليات في معظم المستشفيات سواء الجامعية أو الحكومية أؤ الخاصة هي مشكلة التعقيم سواء لغرف العمليات أو للعاملين وهو طوق النجاة وأن هناك أخطاء شائعة ومن كثرة حدوثها أصبحت سلوكا عاديا وهي خروج الجراح بالحذاء الخاص بغرفة العمليات الاوفرشوز خارجها ثم العودة مرة أخري بما يحمله من ميكروبات ويحدث ذلك في العادة أكثر من مرة كسلوك عادي وتلقائي بما يؤدي إلي نقل العدوي لغرفة العمليات, وأن عاملات النظافة لا يقمن في الغالب بتعقيم أرضيات الغرف من خلال مسح الأرضيات بالمطهرات كالفنيك والديتول.
ودافعت الدكتورة ياسمين الفولي عن هيئة التمريض قائلة إن هناك العديد من الاتهامات توجه للممرضات وفي مقدمتها اتهامهن بالإهمال أو الاستهتار في أداء عملهن وهي اتهامات غير حقيقية في مجملها وتعود إلي الصورة الذهنية السيئة عن الممرضة سواء في الممارسة العملية أو من خلال وسائل الإعلام
وأكدت الدكتورة وردة يوسف مرسي عميدة كلية التمريض بجامعة القاهرة أن خريجات الكلية يتم تأهيلهن علميا علي أعلي مستوي ويلقين اقبالا شديدا خاصة من الدول العربية, وأن هناك نقصا شديدا في أعداد هيئات التمريض وهو ينعكس بالضرورة علي جودة الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمرضي وبالتالي ينعكس علي ما يحدث في غرف العمليات باعتبارها جزءا أصيلا من الخدمات المقدمة للمرضي.
يوميات طبيب في جراحة المخ والأعصاب بقصر العيني
تحقيق:نيرمين قطب
في رحلة البحث عن علاج لا يجد السواد الأعظم من المصريين أمامه سوي المستشفيات الحكومية والتعليمية ليتوجه لها ويقف في طوابير الانتظار بها فهي علي الأقل المكان الذي يضمن وجود أطباء أكفاء به وكذلك يضمن ألا تقف مصاريف العلاج كعائق أمامه.
قد تختلف بداية الرحلة من شخص إلي آخر وأيضا تختلف نهايتها من شخص إلي آخر ولكن تبقي المشاهد التالية شبة ثابتة في يوميات الطبيب الذي يعمل علي علاج مريض فقير بإمكانيات ضئيلة.
المشهد الأول
امام مستشفي قصر العيني القديم المطلة علي نيل المنيل توقفت سيارة أجرة متهالكة ليهبط منها' محمود' موظف الحسابات بإحدي المصالح الحكومية والذي توجه مباشرة إلي الدور الثاني في المبني الرئيسي للمستشفي وبعد اجتيازه لهذا الممر الطويل الذي يفترش جنباته المرضي القادمون من قري ونجوع الصعيد والوجه البحري, وبالتحديد أمام قسم62 جراحة المخ والأعصاب دخل' محمود' إلي غرف المرضي ليجلس بجوار ابنه احمد ذو التسعة أعوام الذي ينتظر دوره لإجراء جراحة خطيرة بالمخ بعد اكتشاف إصابته بحالة مرضية عن طريق المصادفة.
في غرفة ليست ببعيدة جلس الدكتور عمرو صفوت أستاذ جراحة المخ والأعصاب وسط مجموعة من زملائه داخل غرفة الاستراحة البسيطة جدا الملحقة بالقسم يتحدثون حول الطفل' احمد' الذي تتأخر حالته يوما بعد الاخر ولكنه في انتظار دوره لإجراء جراحة عاجلة.
أما ما يعطلهم فهو عدم وجود سرير فارغ بغرفة العناية المركزة والتي تعد أهم مرحلة لنجاح أي جراحة فغرفة العناية بالقسم التي تضم خمسة أسرة انضمت لها اخيرا وحدة في الدور السابع مكونة من21 سريرا تستقبل حالات الطوارئ والمخ والأعصاب والعمود الفقري وذلك في مقابل خمس غرف عمليات تعمل واحدة منها42 ساعة متواصلة وبينما يتناقشون دخلت' هبة' الممرضة النشيطة بقسم المخ والأعصاب لتزف لمجموعة الأطباء الجالسين خبرا سعيدا بان هناك حالة استقرت مؤشراتها وتستطيع الانتقال الي سرير عادي وإنهم أصبح بوسعهم الآن إجراء الجراحة لأحمد.
المشهد الثاني
في غرفة العناية المركزة تقف الدكتور الشابة صافيناز استشارية التخدير لتراقب عن كثب حالة احمد الذي تمت له الجراحة بنجاح وتوصي طاقم التمريض بالمتابعة الجيدة لحالته و تسجيل بياناته الحيوية أولا بأول.
ملامح القلق تظهر علي وجه هبة التي تعلم ألان أنها وحدها ومعها زميلتها شيماء سيصبحن مسئولتن وحدهما عن خمسة آسرة وخمسة حالات خطرة تحتاج الي متابعة دقيقة.
بينما الواقع ان معايير التمريض العالمية تفترض الزام الممرض الواحد برعاية5 مرضي في الأقسام العادية ومريض واحد في الرعاية المركزة ولكن الوضع الحالي مختلف تماما فكل ممرض يلتزم برعاية أكثر من8 مرضي وفي الرعاية المركزة يلتزم برعاية3 مرضي مما يؤثر سلبيا علي المريض ويؤخر احتمال شفائه بالإضافة إلي ان الممرضة تبذل قصاري جهدها دون مقابل مجز.
المشهد الثالث
في احدي الطرقات المؤدية الي قسم المخ والأعصاب وقف الدكتور عمرو صفوت يتحدث مع زميله الأستاذ بالقسم أيضا والعائد اخيرا من مؤتمر عالمي حول عدد الساعات التي استغرقتها جراحة احمد وكيف كان يمكن تقليصها إلي عدد اقل في حالة وجود أجهزة احدث بالقسم فالأجهزة الموجودة بالقسم لم يحدث بها أحلال أو تجديد منذ عام59 وعن مدي تطور الأجهزة الموجودة في العالم حاليا فحدث و لا حرج وان ارخص جهاز يؤدي فقط الغرض الطبي منه الآن يبلغ051 الف جنيه وتذكر الدكتور عمرو كيف أن صيانة الأجهزة لا تتم بشكل سليم وكيف ان التكييف المركزي تعطل منذ فترة ولولا وجود أجهزة تكيف عادية من التبرعات التي ينجح الأطباء في جلبها لوجود مشكلة حقيقية في غرف العناية المركزة.
فالقوانين البيروقراطية ومنها قانون89 والذي ينظم قواعد شراء الأجهزة داخل الشركات والهيئات والمصانع الحكومية هو القانون نفسه الذي يتعامل مع شراء الأجهزة الطبية بالرغم من أنه يصعب جدا تطبيق نفس القانون والذي يتسم بالروتين الشديد في مجال الطب و الرعاية الصحية وقد ينتظر الأطباء شهورا طويلة للحصول علي أجهزة أو معدات يحتاجه المستشفي علي وجه السرعة!
و لذلك تتم الصيانة الوقائية للأجهزة الموجودة بالفعل من خلال مركز البرمجيات بكليات الهندسة لتظل تعمل بالرغم من تجاوز عمرها الافتراضي الذي غالبا لا يتعدي10 سنوات للأجهزة الطبية المعروفة بارتفاع ثمنه.
المشهد الرابع
يقف الدكتور علاء ماهر الطبيب بقسم جراحة المخ والأعصاب أمام سرير الطفل احمد ليراجع مؤشراته الحيوية مرة أخري وليخط عددا من الأدوية التي يجب أن تتوافر علي الفور لأحمد ويتذكر مستوي أسرة الطفل التي تبدو متوسطة الحال وبالرغم من ذلك يشك الدكتور علاء في قدراتهم المادية علي توفير هذه العلاجات الغالية الثمن والتي لن يقدر المستشفي علي توفير الجرعات الضرورية له بالمجان وربطها بحال البلد وكيف ان مستوي المرضي القادمين قصر العيني اختلف فلم يصبح المريض البسيط الحال فقط ولكن انضم لهم فئات من الطبقة المتوسطة التي لم تعد تقوي علي دفع مصاريف العلاج.
النهاية
قد تصف المشاهد السابقة حالة أطباء هذا القسم في مستشفي قصر العيني ولكن الحقيقة أنها لن تختلف كثيرا عن واقع الأطباء دخل أي قسم بأي مستشفي حكومي أو تعليمي آخر.
فهذه المشاهد ليست من وحي خيال الكاتب ولكنها حقيقة شبة يومية يعيشها فريق عمل من الأطباء المتخصصين في مجال دقيق جدا وهو جراحة المخ والأعصاب بمستشفي قصر العيني.
أما نهاية هذه المشاهد فلك إيها القارئ حرية الاختيار هل تكون نهاية سعيدة يخرج فيه الطفل من محنته ومرضه ويحصل علي علاجه الغالي الثمن؟
أم تنتهي بشكل آخر يتعرض فيه احمد لعدوي أو لا تجد أسرته ثمن العلاج وربما لا يستطيع من البداية دخول غرفة العمليات؟.
ربما يفضل البعض أن يحمل الدولة بوزارتها ومؤسساتها المسئولة عن الرعاية الصحية الغائبة في مصر وحدهم اختيار النهاية ولكن في ظل ما تعانيه الدولة من أزمات حقيقية الآن فالغالب أن الاختيار يتوقف بعد مشيئة الله علي المواطن الذي قد يسهم في كفالة قسم أو سرير أو مريض في مستشفي حكومي أو تعليمي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.