الحكومة تبدأ تنفيذ مشروع لتحسين نوعية المياه في مصرف بحر البقر لمعالجة 25 ألف متر مكعب يوميا

كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد، الحكومة ممثلة في وزارات الري والزراعة والبيئة والإسكان بالتوسع في تنفيذ مشروعات تحسين جودة ونوعية المياه ونقائها حفاظاً على صحة المواطنين وضماناً لجودة المحاصيل الزراعية، فيما عرض الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، على الرئيس خطة الوزارة لزيادة كفاءة منظومة الري وتحسين نوعية المياه، فضلاً عن إعادة تدوير المياه المُعالجة باعتبارها مصدراً لسد العجز بين الموارد المائية المتاحة والاحتياجات المتزايدة نتيجة الزيادة السكانية.
وعرض وزير الري على الرئيس الدراسات التي أعدها المركز القومي لبحوث المياه لاستخدام تقنية الأراضي الرطبة في معالجة مياه الصرف الزراعي وتحسين نوعيتها، على مدار الأعوام الماضية، كما استعرض نتائج التجربة التي قامت بها الوزارة لتحسين نوعية المياه في نهاية مصرف بحر البقر قبل دخولها إلى بحيرة المنزلة.
وأسفرت نتائج الدراسات عن إمكانية تحويل الأراضي المجاورة لبحيرة المنزلة إلى أراضي مستصلحة ومنتجة لمحاصيل زراعية تقليدية تدر دخلا اقتصاديا مرضيا، وذلك في حالة التوسع في التجربة من قبل المواطنين قاطني البحيرة وما يحيطها من أراضي بتكرار التجربة وأيضا يمكنهم الاستغناء عن شراء الأعلاف اللازمة للإنتاج الحيواني وذلك بإنتاج محاصيل وأعلاف اقتصادية وآمنة بيئيا، خاصة أننا أصبحنا نملك المعرفة ولدينا مزرعة تضم الخبراء المتخصصين وقاعدة البيانات.
وتتضمن الدراسات التي أعدها المركز القومي للبحوث المائية الاتفاق الذي تم بين وزارتي البيئة، والموارد المائية والري، وبمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومحافظة بورسعيد على تنفيذ مشروع مشترك للمعالجة البيولوجية لبحيرة المنزلة، تجريبي، على مساحة 50 فدان، بهدف معالجة مشكلة مياه الصرف الملوثة التي تصب في بحيرة المنزلة عن طريق مصرف بحر البقر بحيث تقوم المحطة بمعالجة 25 ألف متر مكعب من مياه الصرف يوميا باستخدام نظام المعالجة البيولوجية كوسيلة طبيعية ومنخفضة التكاليف لمعالجة مياه الصرف، فضلا عن فوائد المشروع في تطبيق طرق المعالجة البيولوجية لما له من فائدة صحية وبيئية واقتصادية حيث تصل تكلفة هذه التكنولوجيا إلى 10% من تكلفة وسائل المعالجة التقليدية خاصة حيث تتوفر الأرض بسعر مناسب مما يجعلها وسيلة مناسبة لمعالجة تلوث المياه وفى نفس الوقت تعتبر تكنولوجيا صديقة للبيئة مع ملاحظة أنه لا يستعمل في المعالجة أي كيماويات وكذلك صيانتها بسيطة بالمقارنة بالتكنولوجيات الأخرى.
وتتلخص التقنية الجديدة في إمرار المياه الملوثة بأحواض ترسيب تليها خلايا نباتية تقوم فيها النباتات المائية، كالبوص وذيل القط، وما تحمله من بكتيريا نافعة بامتصاص وهضم الملوثات بأنواعها وتنقية المياه للحدود المسموح بها قانونا، وأسلوب المعالجة هذا منخفض التكاليف للإنشاء والتشغيل والصيانة وعالي الكفاءة مقارنة بكل طرق المعالجة التقليدية.
وقالت مصادر رسمية بوزارة الموارد المائية والري ل«المصري اليوم»، إن المحطة التي تم إقامتها على مصرف بحر البقر يديرها المعهد وفريق من الباحثين والمهندسين ذوى الخبرة والكفاءة في مجال تقنيات معالجة وإعادة استخدام المياه، بالكيلو 3 على مصب مصرف بحر البقر في بحيرة المنزلة في زمام محافظة بورسعيد وتشغل مساحة 200 فدان، وتتكون من منظومة معالجة بيولوجية بالأراضي الرطبة المشيدة على مساحة 50 فدانا لتنقية 25000 متر مكعب يوميا من مياه مصرف بحر البقر شديدة التلوث.
وأضافت أن المركز بدأ تنفيذ الاتفاق على إنشاء مزرعة تجريبية وإرشادية مساحتها أربعة أفدنة داخل المحطة بغرض استغلال المياه المعالجة الناتجة لاستصلاح أرض المزرعة وغسيل أملاحها وإنتاج محاصيل تقليدية تناسب نوعية المياه، تركيز ملوحة المياه المعالجة تتراوح من 2500 إلى 3200 جزء في المليون، والتربة تركيز ملوحة التربة تتراوح من 100 ألف إلى 125 ألف جزء في المليون، نظرا لأن أراضي المحطة المعالجة تقع في زمام بحيرة المنزلة التي توصف بأنها شديدة الملوحة والقلوية وتتجاوز تركيز أملاح التربة 3 أمثال ملوحة مياه البحر كما تعاني التربة من القلوية الزائدة التي تعوق الصرف الطبيعي للمياه.
وأوضحت المصادر أنه تمت ملاحظة انخفاض ملوحة التربة إلى 16 ألف جزء في المليون أي بنسبة معالجة قدرها 84%، مشيرة إلى أن التحسن في نوعية المياه المعالجة دفعهم في التحول لاختيار زراعة محاصيل أقل حساسية للملوحة مثل بنجر السكر والدنيبة، حيث تم زراعة بنجر السكر خلال شتاء 2014 – 2015، والذي كان إنتاجه مبشرا بالنسبة لحالة التربة وملوحتها، حيث كان إنتاج الفدان حوالي 7 أطنان من البنجر، وهو إنتاج يضارع مثيله بالأراضي المستصلحة غير المالحة والتي تروى بمياه النيل العذبة، ولكن تميز إنتاج المزرعة التجريبية من البنجر بارتفاع نسبة السكر بالدرنات والتي تجاوز 22% مقارنة بحوالي 17% في إنتاج أراضي الدلتا القديمة وحديثة الاستصلاح.
وأشارت المصادر إلى إنه تم توريد إنتاج المزرعة إلى أحد مصانع إنتاج السكر، وخلال صيف 2015 تم زراعة نبات الدنيبة والذي يتناسب مع درجة ملوحة التربة والمياه وذلك والذي يستخدم كغذاء لطيور الزينة مما يزيد من قيمته المادية عن قيمة محصول الأرز، موضحة أن الملوحة الشديدة والقلوية السائدة على الأراضي المحيطة، التربة ببحيرة المنزلة كانت تؤكد استحالة زراعة أي محاصيل تقليدية أو خضروات في تلك النوعية من التربة إلا بعد 10 سنوات من الاستصلاح وغسل الأملاح.