تعاني بحيرة المنزلة من التلوث؛ نتيجة صب مصرف بحر البقر مياهه المحملة بجميع أنواع الصرف «الزراعي، والصناعي، والصحي»، ما أثر بالسلب على الثروة السمكية التى تعد مصدر رزق سكان البحيرة ممن يعتمدون على صيد الأسماك، كما أن الأراضي المحيطة بالبحيرة أصبحت غير صالحة للزراعة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة والقلوية بها. يقول الدكتور علاء عبد المطلب، مدير معهد الصرف بالمركز القومي لبحوث المياه، إنه تم بالفعل إجراء العديد من الدراسات والأبحاث لمعالجة مياه بحيرة المنزلة؛ في محاولة لرفع المعاناة عن كاهل سكان المنطقة ممن يعملون في مهنة صيد الأسماك، التي انخفض معدل إنتاجها؛ لما تتعرض له البحيرة من انتهاكات، سواء بالتعدي أو بالتلوث. وأضاف عبد المطلب ل«البديل» أن مشروع «بحيرة المنزلة للمعالجة البيولوجية» ينجح في معالجة 25 ألف متر مكعب يوميا من مياه مصرف بحر البقر قبل إلقائها في البحيرة، التي أعيد استخدامها في الاستزراع السمكي وإنتاج أصبعيات آمنة بيئيا وذات قيمة تسويقية عالية، موضحا أن المشروع لن يقتصر على مياه البحيرة فقط، بل سيمتد إلى معالجة الأراضي المحيطة بها، بعد سوء حالتها وارتفاع نسبة الملوحة والقلوية؛ لزراعة بعض المحاصيل والأعلاف، إضافة إلى استغلال قش الأرز – أحد المخلفات الزراعية- في إنتاج الخضروات، لتصبح مصدرا دخليا إضافيا للصيادين، في محاولة للاكتفاء الذاتي من الغذاء. وتابع مدير معهد الصرف بالمركز القومي لبحوث المياه، أن المشروع يقع قبل مصب مصرف بحر البقر في بحيرة المنزلة بثلاثة كيلومترات، وعلى مسافة 18 كيلومتر من ترعة السلام، أسفل المصرف، و5 كيلو من مدينة بورسعيد، وينفذ على مسافة 200 فدان، ويتكون من محطة معالجة بيولوجية على مساحة 70 فدانا؛ لمعالجة 25 ألف متر مكعب يوميا من مياه الصرف، والمحطة عبارة عن حوضين للترسيب كمعالجة أولية، وعشر خلايا مزروعة بالنباتات للمعالجة الثانوية، وخليتين تردديتين كأسلوب آخر للمعالجة الثانوية، كما تشمل المحطة أحواض لتربية الأسماك على المياه المعالجة، ومزرعة إرشادية لاستصلاح الأراضي الملحية القلوية، وحقل تجريبي لإنتاج الخضروات عضويا على بالات قش الأرز، ويحتوي النظام على محطة لتوليد كهرباء لإنارة وتشغيل النظام، ومعمل لإجراء تحاليل التربة والمياه والنبات والحيوان. وأوضح عبد المطلب أن تجربة استصلاح الأراضي القلوية باستخدام مياه الصرف المعالج، مرت بثماني مراحل استغرقت أربع سنوات، شملت غسيل الأملاح، وخفض القلوية، وتحسين نفاذية التربة، خاصة في الطبقة السطحية، وزراعة بنجر السكر والعلف المقاومين للملوحة، وبلغت إنتاجيتها 58 % من إنتاجية أراضي الدلتا، مع ارتفاع نسبة السكر بالدرنات. ولفت مدير معهد الصرف بالمركز القومي لبحوث المياه، إلى استخدام بالات قش الأرز في إنتاج الخضروات على مياه الصرف المعالج بطريقة الري بالتنقيط، ونجحت في إنتاج 30 طنا من الطماطم في الهكتار، و23.33 طن باذنجان، و6.67 طنا من الفلفل الحار خلال الصيف الماضي، بالإضافة إلى زراعة 21 طنا من البصل، و18 من الكرنب في موسم الزراعة الشتوي، مؤكدا أن معدل الإنتاجيات السابقة يقترب من نظيره في التربة الجيدة والمروية بالمياه العذبة، بل يمكن أن يصل العائد الاقتصادي إلى 3232 دولارا بعد 4 أشهر من بداية الزراعة. وتعد «المنزلة» إحدى أكبر وأهم البحيرات الطبيعية الداخلية في مصر وأخصبها، وتقلصت مساحتها خلال السنوات القليلة الماضية من 750 ألف فدان إلى 125 ألف فدان؛ نتيجة أعمال الردم والتجفيف والتجريف في مناطق كبيرة منها.