دشنت وزارة التعاون الدولي، الأربعاء، تقرير المراجعة الوطنية للتنمية المستدامة باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك بعد نحو شهرين من عرض تقرير إنجازات الحكومة في مجال تنفيذ أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة ضمن 22 دولة من بينهم 6 دول أفريقيا أمام الأممالمتحدة في نيويورك، يوليو الماضي. ويأتي ذلك بالتزامن مع انطلاق أعمال الدورة الحادية والسبعين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعقد بنيويورك، تحت شعار «أهداف التنمية المستدامة هي دفعة عالمية لتحويل عالمنا»، ورأس الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفد مصر في الشق رفيع المستوى من اجتماعات الجمعية العامة، الأسبوع المقبل. وتصدرت الفقرة المتعلقة بالتنمية المستدامة من كلمة السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، تقرير المراجعة الوطنية للتنمية المستدامة، حيث أشار إلى إطلاق الحكومة المصرية «إستراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر عام 2030»، في مارس من العام الحالي، بالتزامن مع الحراك الدولي للتوصل إلى أجندة طموحة للتنمية الدولية لما بعد عام 2015، التي نأمل في اعتمادها على نحو يأخذ في الاعتبار المسئولية المشتركة في مواجهة التحديات والتفاوت في القدرات والموارد والتباين في الإمكانيات والتنوع الثقافي، فالتنمية حق من الحقوق الأساسية وإتاحته وتيسيره، خاصة للدول النامية وأفريقيا هو مسؤولية جماعية، لاسيما على الدول المتقدمة. وأكدت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولي، أن مصر اتخذت زمام المبادرة بعرض تقرير عن إنجازاتها في مجال تحقيق أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة كأحد 22 دولة، من بينها دول متقدمة مثل فرنسا، ألمانيا وبولندا، وكوريا، والصين، بالإضافة إلى 6 دول أفريقية من بينها مصر، وتوجو، وسيراليون، والمغرب، ومدغشقر وأوغندا، وذلك أثناء مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة رفيع المستوى الذي تم عقده في نيويورك، في يوليو الماضي، وتمثل هذه المشاركة انعكاسًا للإرادة السياسية القوية والالتزام الواضح بالبرنامج الطموح الذي يقوم على تبادل الخبرات بين الدول ويسعى إلى تحقيق تكامل إقليمي وتعزيز الشراكة بين الدول الأفريقية لتحقيق مستقبل أفضل. وأوضحت «نصر» أنه إدراكا بضرورة الحفاظ على حقوق الأجيال الحالية والمستقبلية تطوعت مصر لإصدار هذه المراجعة الوطنية في مرحلة مبكرة بالتوازي مع اعتماد برنامج تنموي شامل في مايو 2016، يهدف إلى تعزيز النمو الشامل والتنمية المستدامة من خلال مشاركة اجتماعية شاملة من كافة أطراف المجتمع المصري، ومع استكمال خارطة الطريق أصبح توقيت هذه المراجعة توقيتا مميزا، لتحديد الفجوات في مرحلة مبكرة، والتأكد من استجابة البرنامج للمتطلبات، والتحقق من تطبيق جميع وسائل التنفيذ بفاعلية، بما يسمح بتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وذكرت «نصر» أنه يتمثل موضوع المناقشة العامة للدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مراجعة ما تم إنجازه في سبيل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وسبل تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة، حيث إنه فور إعلان السيسي، في سبتمبر 2015، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عن التزام مصر بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، صدر قرار عن المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بتشكيل لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة وأسندت مهامها لوزارة التعاون الدولي، مشيرة إلى أن وزارة التعاون الدولي حرصت على التشاور مع كل الأطراف الوطنية المعنية لضمان تحقيق تنمية شامله لا تضع خلفها أحدًا ومن ثم تم التشاور مع نواب الشعب وممثلي القطاع الخاص والشباب ومنظمات المجتمع المدني لتأكيد أهمية العمل سويًا لدفع جهود التنمية، وفي هذا الإطار، تبذل الحكومة المصرية جهودا مضنية للوصول إلى أعلى مستويات التنمية والتقدم وتحقيق العدالة الاجتماعي مع الأخذ في الاعتبار عدم الإضرار بفرص التنمية المستقبلية، والتوصل لاتفاق جماعي حول رؤية إستراتيجية وعملية مشتركة تربط بين الأهداف قصيرة المدى بتلك متوسطة وطويلة المدى، وإجراء تحليل وتقييم شامل موثوق به. واستعرضت «نصر» أولويات الحكومة الأساسية المتمثلة في القضاء على الفقر، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام من خلال توفير فرص عمل مناسبة وإسكان لمحدودي الدخل، وتحسين جودة التعليم والرعاية الصحية، وكذلك التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، حيث تركز إستراتيجية مصر في التنمية المستدامة على أن الشباب مستقبل مصر، لذلك تم إعلان عام 2016 عام الشباب، وتحقيقًا لهذه الغاية تم إطلاق مبادرات لتوفير التمويل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر باعتبارها القوة المحركة للنمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل. وأشارت إلى أن أجندة التنمية المستدامة 2030 تقدم فرصة تاريخية لتحقيق التنمية لمستقبل شعوب العالم ولكوكبنا، وهذا الجزء من العالم، الذي يعد مهد الحضارات، ويقدم توقعات واعدة لإحياء وتحقيق عقود من الإنجازات، مع فهم التحديات وجمع الموارد القومية والإقليمية والدولية اللازمة لمقابلة هذه التحديات، بما يشكل النهج الفعال لتحقيق التنمية المستدامة. كما ذكرت «نصر» أن إجمالي محفظة التعاون للفترة من 2014 إلى 2017 مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بلغ نحو 800 مليون دولار في صورة منح، يتم استخدامها في مجالات خفض الفقر بالتركيز على المناطق الأكثر احتياجًا، وتحسين جودة الخدمات الأساسية للمواطنين، وتحقيق الأمن الغذائي، ومن أهم البرامج الجاري التعاون بشأنها تحسين الظروف المعيشية في 11 محافظة.