سمعة المدرب أهم شئ بالنسبة له في عالم التدريب. فائز، خاسر، سئ السلوك. كل هذه عوامل تضيف له أو تنتقص منه في حال سعيه أو بحثه عن عروض تدريبية مع الأندية، أو لتثبيت مكانته بين المدربين الأفضل وفي تاريخ كرة القدم. وصول جوزيه مورينيو لمانشستر يونايتد كان أمرًا مرحبًا به من عدد كبير من مشجعي مان يونايتد، وعلى الرغم من وجود البعض الذي يعارض ذلك. لا يوجد اختلاف على أن مورينيو مدرب بطولات، فاز مع ال4 أندية التي دربها في العقدين الأخيرين «بورتو – إنتر ميلان – ريال مدريد – تشيلسي (مرتين)» بكل شئ تقريبًا، مدرب فائز ويبحث عن النجاح والتفوق فقط. الأمر الذي يحتاجه مانشستر يونايتد بشدة بعد 3 سنوات من التخبط والابتعاد عن البطولات بل والأمر الذي وصل بالنادي إلى الفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبيا لموسمين من آخر 3 مواسم. لكن أبرز علامات الاستفهام التي دائمًا ما طالت جوزيه كانت علاقته باللاعبين الشباب وتجاهله لمواهب الأكاديمية، وربما كان هذا عامل الخوف لدى بعض مشجعي مانشستر يونايتد الذين لم يرحبوا بوصول البرتغالي لتولي قيادة الفريق، في الوقت الذي يحظى به النادي بالعديد من المواهب الشابة الصاعدة والتي بزغت بشدة في النصف الثاني من الموسم الماضي أمثال ماركوس راشفورد وفوسو منساه وبورثويك جاكسون. مورينيو سُئل اليوم عن ذلك بشكل صريح، خلال المؤتمر الصحفي الرسمي الأول له كمدرب لمانشستر يونايتد، وكان رد البرتغالي حازمًا وواضحًا من البداية.. كل ما يقال ما هو إلا «كذب»، كذبة تكرر في كل وقت وفي كل زمن يتولى فيه قيادة أي فريق. مورينيو قال أنه قام بتأهيل 49 لاعبًا شابًا من الأكاديمية إلى الفريق الأول مباشرة، بل وتحدى الجميع وقال أنه يمتلك قائمة بهذه الأسماء في حال إن كان هناك من يشكك فيما قاله. وبالنظر في تاريخ مورينيو التدريبي مع لاعبي الأكاديمية، وتحديدًا منذ بداية فترته التدريبية مع بورتو البرتغالي في 2002 نهاية بفترته التدريبية الأخيرة مع تشيلسي في 2015، سنجد أن المدرب البرتغالي قد أخرج بعض اللاعبين الشباب ليصبحوا بعدها نجومًا في الفريق الأول، بل إن بعضهم تألق وأصبح من كبار نجوم العالم في فترة من الفترات. في بورتو سيكون الاسم الأبرز هو المدافع ريكاردو كارفاليو الذي كان مدافعًا شابًا احتياطيًا، حوله مورينيو إلى المدافع الأساسي للفريق الذي فاز بالدوري الأوروبي ودوري الأبطال في عامي 2003 و2004، وانتقل بعدها اللاعب مع المدرب إلى صفوف تشيلسي وريال مدريد وكان من ركائز المنتخب البرتغالي في مركز قلب الدفاع. في تشيلسي «الفترة الأولى» كانت الأمور مختلفة تمامًا عن بورتو، فاتجه المدرب لشراء المواهب بدلًا من تصعيدها بشكل أساسي، وجلب لاعبين شبان وقتها أمثال أرين روبن وبيتر تشيك بالاضافة للأسماء الموجودة وقتها مثل جون تييري وفرانك لامبارد، وحاول مورينيو اعطاء بعض الفرص للاعبي الأكاديمية في النادي مثل جلين جونسون والمدافع روبرت هوث لكنهما لم يقدما الأداء المقنع للمدرب البرتغالي من أجل حجز مكان في الفريق الأول وقتها. لم تكون الأمور سهلة لدى وصوله لتدريب نادي انتر ميلان الإيطالي في صيف 2008، لأن المدرب وقتها قدم بغرض تحقيق لقب دوري الأبطال والسيطرة على المسابقات المحلية، وهذا الأمر لن يكون يسيرًا مع الإعتماد على المواهب الشابة، لكن مورينيو حاول هناك إعطاء الفرص لبعض لاعبي الأكاديمية وكان أبرزهم ماريو بالوتيلي ودافيد سانتون. وصوله لريال مدريد في صيف 2010 كانت المرحلة الأكثر تركيزًا في هذا الشق، وهي الفترة الأبرز لمورينيو مع المواهب الشابة، فبالأرقام وخلال مدة 3 مواسم قضاها مورينيو مع الملكي الإسباني، قام المدرب البرتغالي بمنح 18 لاعب شاب من النادي فرصة المشاركة مع الفريق الأول، أسماء مثل ألفارو موراتا وخيسي وتشيرشيف وكاسيميرو وناتشو وأدان. وكذلك قام مورينيو بتطوير وإضافة الكثير لأداء الفرنسي الشاب رفاييل فاران الذي أصبح اليوم واحدًا من أفضل المدافعين في العالم. في فترة ولايته الثانية مع تشيلسي بداية من صيف 2013 وحتى نهاية عام 2015، أعطى مورينيو بعض اللاعبين الشبان الفرص لإظهار قدراتهم لكن الاسم الأبرز كان روبن لوفتس تشيك الذي دفع به مورينيو في عدد من المباريات بما فيها مباريات في دوري الأبطال، وتحدث عنه مورينيو كثيرًا في بعض المؤتمرات الصحفية بل وانتقده بسبب ضعفه «التكتيكي» على حسب وصف البرتغالي. مورينيو مع تشيلسي في ولايته الثانية كان لديه فريق شباب قوي مهيمن على البطولات المحلية للشباب بل ووصل به الحال للفوز بدوري أبطال اوروبا للشباب تحت 17 عامًا، لكن اضافات هذه الإمكانيات للفريق الأول كانت معدومة، لكنه أعطى الفرصة للصفقات الشابة التي جلبها النادي وكان الاسم الأبرز هو كورت زوما. ووفقًا لما تم سرده، فإن مورينيو ليس بالمدرب الذي يعتمد على أكاديمية الشباب بشكل كبير، أو بشكل ملحوظ، لكنه يبدي اهتمامه بها ويعطي الفرصة في بعض الأحيان للاعبين الشباب أملًا في أن يقدم أحدهم مستوى كبير لا يتناسب أبدًا مع سنه وخبراته، وإن كان مورينيو أيضًا لا يتميز بالصبر مع هؤلاء الشبان وخصوصًا أنه مدرب يبحث في المقام الأول عن الفوز ولا شئ غيره.
