انتشرت بين الجميع «محللي» الكرة في الآونة الأخيرة سمعة عن جوزيه مورينهو المدير الفني لتشيلسي الإنجليزي، عن عدم قدرته على التعامل مع المواهب وتدريبها وتطويرها خلال مسيرته كمدير فني سواء في بورتو، تشيلسي، إنتر ميلان أو ريال مدريد وذلك رغم النجاحات التي حققها في كل الأماكن التي درب فيها. وتأتي هذه السمعة بسبب طلبات المدير الفني الدائمة لإدارة ناديه بجلب لاعبين متميزين لتدعيم صفوف فريقه بجانب الاستغناء عن بعض اللاعبين الشباب وعدم إعطاء البعض الأخر الفرص التي يطالبه بها الجماهير قبًل هؤلاء اللاعبين أنفسهم. ولكن هل هذا صحيح؟ الإجابة باختصار هى"لا"، فمورينيو، مع بورتو لم يحصل على ألقاب محلية فقط بل حصل على كأس الاتحاد الأوروبي ثم دوري أبطال أوروبا البطولة القارية الأكبر للأندية وبتشكيلة تضم لاعبين مثل «ديكو» و«مانيتش» و«ريكاردو كارفالو» و«باولو فيريرا» و«خوسيه بوسينجوا» وهؤلاء اللاعبين حصلوا على الشهرة والمجد بعد تدربهم على يد مورينهو فلم يكن أحد يعرفهم قبل ذلك، ولكن مورينيو هو من أوصلهم إلى قمة المجد. وفي الفترة الأولى في تشيلسي لم تكن تعاقدات مورينيو، من نجوم الصف الأول فأسماء مثل دروجبا، وإيسيان، وتياجو، وشون رايت فيليبس، وحتى أرين روبين، ليست كأسماء النجوم الكبيرة كرونالدو، ورونالدينهو، في ذاك الوقت بل إن النجم الكبير الذي تعاقد مع تشيلسي أثناء ولاية مورينيو الأولى وهو شيفشنكو، لم يستطع النجاح والتأقلم مع أفكار المدرب البرتغالي. واستطاع مورينيو، بهؤلاء اللاعبين الحصول على ست بطولات في ثلاث مواسم وحقق طفرة فنية كبيرة للكثير من اللاعبين خلال تلك الفترة. ومع إنتر ميلان، كانت تعاقدات مورينيو الأكبر مع صامويل إيتو طريد برشلونة وشنايدر الغير مرغوب فيه في ريال مدريد بجانب أسماء كديجو ميليتو، وتياجو موتا، من جنوى واستطاع المدرب البرتغالي قيادة النيراتزوري، للفوز بدوري أبطال أوروبا والهيمنة على البطولات المحلية في إيطاليا ووصل بالفريق إلى مجد لم يستطع خليفته الوصول إليه بنفس الأسماء التي كان يمتلكها السبيشال وان. وشهد عهد مورينيو، في إنتر ميلان بزوغ نجم ديجو ميليتو، متأخراً وصخرة في خط الوسط تسمى تياجو موتا، وظهير هجومي خطير ودفاعي متميز يسمى مايكون، بجانب تطور كبير في أداء إيتو، وشنايدر، اللذان مازالا يوجهان الشكر دائماً لمورينيو عن العمل الذي قام به معهما خلال تواجده في إنتر ميلان. أما عن الشباب الصغير فقد أعطى مورينيو الفرصة لأسماء كدافيد سانتون، وماريو بالوتيلي، للظهور والحصول على مساحة كبيرة من المشاركات خلال فترة تواجده. وأثناء تواجده في ريال مدريد كانت هناك تعاقدات شابه صغيرة مع أوزيل، ودي ماريا، وكوينتراو، وتصعيد للشباب موراتا، وخيسي، بجانب استقدام رافايل فاران. وكان مورينيو أول من أعطى موراتا، فرصة لقيادة هجوم الميرنجي وهو من دفع برافايل فاران، كأساسي في خط دفاع الملكي وأعطاه الثقة بجانب تطور ملحوظ في أداء أوزيل، ودي ماريا، منذ وصولهم إلى الفريق وحتى رحيل مورينيو ورحيلهم أنفسهم بعد ذلك خارج الفريق الإسباني. بل إن أوزيل، لم يستطع في أرسنال حتى الآن الأقتراب من المستوى الذي كان يقدمه مع مورينيو في ريال مدريد. وبعد عودته إلى تشيلسي لفترة ثانية كان مورينيو موضع نقد بتخليه عن لاعبين شباب كدي بروين، وروميلو لوكاكو، وبيرتراند ونجم كماتا ومن بعدهم شورليه، وصلاح، بعد فترة من عدم إعطاء فرص كثيرة لهم ولكن بالتأكيد هؤلاء النقاد غفلوا عن المستوى الذي وصل إليه شباب أخرون كأوسكار، وويليان، وهازارد، على يد نفس الشخص المتهم بقتل المواهب الشابة مورينيو. وبالتأكيد مورينيو ليس بساحر فليس كل موهبة سيستطيع تطويرها والمساهمة في بذوغها ولا يوجد مدرب أصاب في كل الفرص التي أعطاها لشبابه فهو إنسان لا يمتلك عصى سحرية. ولكن ثقافة مورينهو التدريبية تعطي الفرصة ليس للموهبة الشابة الخلاقة ولكنها يعطيها للملتزم بتعليماته وواجبات مركزه داخل الملعب مهما كان اسمه أو سنه سواء أكان 20 سنة او 40 سنة فلا مجال للتأليف الذي قد يؤدي إلى الخطأ ولا مجال لمخالفة التعليمات التي قد تؤدي لإرباك زملائه وهو ما لا يلتزم به الكثير من المواهب الشابة الصغيرة في السن والتي تفضل التصرف من نفسها داخل الملعب وهو ما لا يقبله مورينيو في فريقه ومن لاعبيه فيكون الرحيل أو الابتعاد عن تشكيلة الفريق هو القرار. اشترك وخليك في الملعب لمتابعة أخبار الدوريات