أن تكون مديرا فنيا لريال مدريد فهذا معناه أنك مهدد بالإقالة في ناد لا يعرف معنى الاستقرار، أحيانا ستجد من يتدخل في عملك، ومن ينتقد اسلوبك الخططي حتى لو جمعت له البطولات .. لهذا من يقبل المهمة إما مدرب فقير مستعد لتقديم تنازلات، أو "استثنائي" يعرف كيف يواجه تحديات الميرنجي. وفي أول حوار له كمدير فني لريال مدريد، كشف البرتغالي جوزيه مورينيو عبر صحيفة "آس" المدريدية عن مخططاته للتعامل مع أربعة تحديات منتظر أن يواجهها في قلعة سانتياجو برنابيو. مورينيو صرح بأنه يرغب في ضم أربعة لاعبين لتدعيم الفريق في رحلته الجديدة، سيلعب كرة هجومية ذات سمة دفاعية، وسيضحي بمتعه الخاصة من أجل حلم بسببه قبل تدريب ريال مدريد. التحدي الأول .. الكرة الجميلة برغم أن الكرة الدفاعية التي قدمها مورينيو خلال الموسم المنصرم قادته لتتويج إنتر ميلان بثلاثية تاريخية في سجلات إيطاليا، إلا أنها كذلك جعلت قرار تعيينه مديرا فنيا لريال مدريد غير جماهيري. فجماهير الميرنجي بحسب وصف فيسنتي ديل بوسكي المدير الفني السابق للفريق والحالي لمنتخب إسبانيا لا تطلب الألقاب فقط، بل "في ريال مدريد العرض قبل النتائج، وإلا لماذا يدفع النادي أموالا طائلة في ضم زيدان وفيجو وكاكا ورونالدو؟". ولا ينسى أحد حين قرر نادي العاصمة الإسبانية إقالة المخضرم فابيو كابيللو من تدريب الفريق برغم تتويج ريال مدريد بالدوري وفوزه على برشلونة ذهابا، فقط لأنه لم يقدم كرة ممتعة للجماهير. ويستهل مورينيو حديثه "لكل فريق هويته الخاصة، فأنا أشكل الخطة بحسب اللاعبين وليس العكس، حينما توليت مسؤولية تشيلسي اعتمدت على اسلوب دفاعي لأني لم أملك حلولا هجومية، لكن حين ضم النادي آريين روبن تغير الحال وأصبحنا من أكثر الفرق تهديفا في إنجلترا". وصرح ل آس "في إنتر لعبت بثلاثة مهاجمين وباسلوب دفاعي في الوقت ذاته، لكني لا أنوي تطبيق ذلك مع ريال مدريد لمجرد أنه نجح في إيطاليا، ما سأجده مناسبا للفريق سأفعله". وتابع "أحيانا تحدث لك مواقف تحتاج فيها للأداء الدفاعي مثل الدقائق العشر الأخيرة من مباراة تلعب فيها وأنت منقوص بسبب طرد لاعب مثلا .. الدفاع ليس عيبا بل وسيلة، والهجوم كذلك".
التحدي الثاني .. الصفقات لم يصنع ربيع إنتر ميلان مع مورينيو سوى موسم الانتقالات الصيفي الذي شهد أذكى تحرك من النادي الإيطالي عبر تاريخه في تدعيم الفريق. فقد باع النيراتزوري نجمه زلاتان إبراهيموفيتش ب65 مليون يورو، وبهذا المبلغ الذي حصده من برشلونة ضم ستة نجوم من عيار لوسيو وصامويل إيتو وويسلي شنايدر ودييجو ميليتو وتياجو موتا وجوران بانديف. صنع مورينيو قائمة متوازنة لإنتر بعد سنوات طويلة عانى خلالها الفريق الإيطالي من امتلاكه قائمة غير متزنة، تضم نجوما، ومعهم لاعبين ليسوا على مستوى الحدث. والآن، يملك مورينيو 100 مليون يورو تحت تصرفه لتدعيم الفريق الملكي، وقائمة ريال مدريد تعاني نفس متاعب "إنتر ما قبل الاستثنائي"، نجوم كبار ومعهم أسماء ضعيفة تحتاج للاستبدال. فكيف ينوي مورينيو علاج ذلك، وماذا كان تعقيبه على الأسماء التي رشحها الإعلام له خلال الفترة التي تلت إعلانه قرار الرحيل من إنتر لأجل الانتقال إلى ريال مدريد .. في آس، الاستنثائي أجاب. يقول مورينيو: "أريد ثلاثة أو أربعة لاعبين يملكون نزعة دفاعية قوية، وذلك حتى أطور هجوم ريال مدريد". وأوضح "في العادة الفرق التي أدربها تعتمد هجوميا على جهود ظهيري الجنب، حدث ذلك في وجود أشلي كول في تشيلسي ومايكون خلال فترة إنتر ميلان، لكني أملك القابلية لتغيير الفكر أيضا". وبرغم رفض مورينيو تأكيد رغبته في ضم أي لاعب من المرشحين، إلا أنه استثنى مايكون بإعلانه "لا أستطيع قول إني لا أريد ظهيرا يمنحني ستة أهداف في الموسم دون تنفيذ ركلات ثابتة". وعن النجم الأرجنتيني الواعد أنخل دي ماريا رد مورينيو "إنه رائع في الدوري البرتغالي، لكني أشك في أنه سيقدم ذات المردود في إسبانيا أو إيطاليا".
واستكمل "دي ماريا من النوعية التي أتعاقد معها بسعر مقبول، بينما بنفيكا سيتركه لنا لو دفعنا لهم أرقاما ليست مقبولة في الكرة الأرضية!". كما نفى مورينيو ما تردد عن تعلقه بدييجو ميليتو هداف إنتر أو رغبته في التعاقد مع دانيلي دي روسي نجم وسط روما. وكشف "كرأس حربة ميليتو يملك كل الصفات اللازمة لكي تعشقه، لكنه لن ينتقل إلى ريال مدريد بعد موسم واحد له في إنتر، بالتأكيد النادي الإيطالي لن يتركه يرحل". وأضاف "دي روسي كذلك لن يأتي، فهو تماما مثل فرانشيسكو توتي، أيقونة في روما وسيكون قائدا للفريق قريبا لأن توتي على أعتاب الاعتزال، فكيف يضحي بذلك؟". أخيرا في هذا الصدد، لم يعقب مورينيو بوضوح على التقارير التي ربطت ريال مدريد بنجم تشيلسي فرانك لامبارد ونظيره في ليفربول ستيفن جيرارد. واكتفى بالتلميح "أحب أن يحتوي فريقي على ثلاثة لاعبين يعيشون آخر مراحل النضج الكروي، جيرارد ولامبارد ينتميان لهذه الفئة، ويعطيان كل ما يملكان للنادي". التحدي الثالث .. استقرار غير ملكي هل تعلم أن مورينيو المدير الفني رقم 11 لريال مدريد في السنوات العشر الأخيرة؟ هذا الرقم يحكي كل ما يتعلق النادي الملكي والاستقرار المفقود في قلعته. وقبل التطرق لتصريحات مورينيو عن ذلك، فإن الأجدر أولا إيضاح معنى كلمة الاستقرار من جانب ريال مدريد. فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي يفسر "الاستقرار في ريال مدريد هو الفوز ببطولة كل عام وليس تجديد عقد المدير الفني، فليعطنا المدرب كؤوسا ونحن نضمن له البقاء لعام آخر".
قالوا عن مورينيو "تعاقدنا مع مورينيو لأنه رجل مواعيد كبرى، بيللجريني جمع لنا 96 نقطة في الليجا لكنه خسر أهم ثلاث مباريات في الموسم" .. خورخي فالدانو المدير الرياضي بريال مدريد "أفضل ناد في العالم يجب أن يقوده أفضل مدير فني في العالم، هذا ما تعلمته بعد كل هذه الأعوام" .. فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد. "برغم أن رحيله يغضبني، إلا أني أشكر مورينيو، فسببه عشت أجمل أيام حياتي وعرفت منه طريق الانتصارات برغم أني أدير النادي طوال تلك الأعوام" .. ماسيمو موراتي مالك إنتر ميلان. وفي قلعة الميرنجي ثلاث نقاط يمكنها الإطاحة بمدير فني، الاصطدام بخورخي فالدانو المدير الرياضي بالنادي، الاستسلام لنجوم الفريق، والخلاف مع راؤول جونزاليس قائد ورمز ريال مدريد. ويرد مورينيو فيما يخص فالدانو "لم أعان من قبل في التعامل مع المدير الرياضي لأي ناد، بل بعكس ما يعرفه الناس عني فأنا متعاون مادامت مصلحة الفريق هي الهدف". وأفاد "في إنتر ميلان طلبت التعاقد مع ريكاردو كارفاليو من تشيلسي، لكن ماركو برانكا المدير الرياضي بالفريق قال لي لوسيو أفضل، اقتنعت والنتيجة أننا حصلنا على حائط دفاعي منيع". وواصل "لم أفكر لحظة في أن فالدانو سيكون مشكلة، ما دام لا يدخل غرف الملابس للحديث مع اللاعبين فهو لا يتدخل في عملي، وبالنسبة للصفقات فهو يعلم أهمية موافقة المدير الفني". ويُعرف مورينيو بأنه لا يقبل فرض أسماء عليه، ما ظهر جليا حين أجلس أندريه شيفتشينكو على مقاعد بدلاء تشيلسي برغم أنه صفقة قياسية أبرمها رئيس النادي اللندني نفسه رومان أبراموفيتش. وبالمثل، حين لا يحصل مورينيو على الأسماء التي يطلبها فهو لا يصمت كذلك، بل يخرج لوسائل الإعلام ويعلن صراحة أنه لن يحصد بطولات لأنه لا يملك الأدوات اللازمة .. وهذا حدث أيضا في تشيلسي ونطق وقتها بمقولته الشهيرة "أعطني البيض، أمنحك (أومليت)". أما ما يتعلق بالتعامل مع النجوم، فمورينيو ليس كمواطنه كارلوس كيروش الذي كان يحضر تدريبات ريال مدريد ليجد ديفيد بيكام في أمريكا لتصوير إعلان دون علمه. ويؤكد مورينيو "النجم هو الفريق، ليس أنا ولا اللاعبين، على الجميع التضحية بجسده إن تطلب الأمر، وعن نفسي أقسم بأن جماهير مدريد لن تراني أدور في ضواحي مدريد أو ألعب الجولف أو التنس، كل جهدي سينصب على خدمة هذا الصرح العظيم، وأنتظر ذات الأمر من اللاعبين". وهناك ثلاثة نجوم تحديدا سألت صحيفة "آس" عنهم، كونهم يستطيعون هز استقرار ريال مدريد هم كريستيانو رونالدو وكاكا وراؤول جونزاليس. الأول أجاب عنه مورينيو "نجومية رونالدو لا جدال فيها، فأي فريق يتمناه، وأثق في أنه سيكون أحد أسباب نجاحي، لأنه ليس مزاجيا بل يعرف أن العمل سبيله لكتابة اسمه في تاريخ الكرة كما يحلم".
إنجازات مورينيو: بورتو الدوري البرتغالي مرتين كأس البرتغال كأس السوبر البرتغالي كأس الاتحاد الأوروبي دوري أبطال أوروبا تشيلسي الدوري الإنجليزي مرتين كأس الاتحاد الإنجليزي كأس كارلينج إنتر ميلان الدوري الإيطالي مرتين كأس إيطاليا كأس السوبر الإيطالي دوري أبطال أوروبا أما كاكا، نفى مورينيو ما تردد عن تفكيره في بيعه، مكررا "هو أحد أفضل لاعبي العالم، الإصابات أثرت على مستواه، ومستواه أثر على ثقته في نفسه، لكن حينما تعطيه الثقة المفقودة وتمنحه اسلوبا للعمل يحافظ على جسده من الإصابات سيأكل المساحات التي يتركها المدافعين خلفهم كما اعتاد". إذن فماذا عن راؤول جونزاليس؟ ألا يعلم المدرب البرتغالي أن قائد الميرنجي تسبب في إقالة عدد لا بأس به من المدربين لأن كلمته كانت مسموعة عنهم في الإدارة؟ يجيب مورينيو "بالنسبة لي خوسيه ماريا جوتي وراؤول هما قادة الفريق، الأول أعلن نيته الرحيل وبدوري أتمنى له التوفيق، أما الثاني فسأجلس معه أولا لنتحدث، إنه رمز هنا وأنا أقدر ذلك". التحدي الرابع .. برشلونة مشروع برشلونة لم يتوقف عند التتويج بالسداسية في موسم، وحصد الليجا بعدد قياسي من النقاط في العام التالي، لكنه يمتد لفترة طويلة كما يبدو بعدما ضم النادي ديفيد بيا، وبات قريبا من فابريجاس. لهذا لا يبدو تحدي برشلونة سهلا على ريال مدريد حتى في حضرة مدربه الاستثنائي، مالم ينفه مورينيو، برغم الغرور الواضح دائما في تصريحاته عن الفريق الكتالوني. مورينيو احترم البلوجرانا بشكل كبير خلال حواره الأول كمدير فني لريال مدريد، مفصحا "أود التأكيد على شيء مهم، لست هنا لأعادي برشلونة أو أتليتكو، فهما من أصحاب المقام الرفيع". واستكمل "كما أني مرتبط بعلاقة جيدة مع جوسيب جوارديولا مدرب برشلونة وعملت معه لأعوام حين كان قائدا للبلوجرانا وأنا مساعدا للمدير الفني". وتابع "ليس سهلا أن تفوز على برشلونة، في الحقيقة بعد حضور ديفيد بيا أصبحوا (سوبر) فريق، لكنهم يقفون في سبيل أحلامي الخاصة، فأنا أسعى للفوز بالليجا، حتى أضمها إلى ألقابي في إنجلترا وإيطاليا، وقتها سأدخل التاريخ، لذا سأبذل ما في وسعي لتحقيق هذا الحلم ضد أي تحدي أو منافس". ولم يجد مورينيو أفضل من توقيعه الخاص لإنهاء حواره مع آس، متما "هل أنا أفضل مدرب في العالم؟ لا أعرف، لكن ما أعلمه أني رجل استثنائي".
