دخلت النائبة غادة عجمي، في مشادات حادة مع أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي، وأكثر من نائب، خلال اجتماع لجنة التعليم بمجلس النواب، الاثنين، ما دفع عدد من النواب للانسحاب من الاجتماع، كما هدد الشيحي بالانسحاب من الاجتماع، ردا على ما وصفه بالأسلوب غير اللائق في الحديث من النائبة . كانت عجمي قد استعرضت طلب إحاطة حول أحقية الطلاب المغتربين بالكويت في زيادة نسبة التحاقهم بالكليات المصرية، وقالت إن الوزير أخذ على نفسه وعدا في لقاء مسجل مع الإعلامي عمرو الليثي، بتعديل نسبة قبول الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة من الدول العربية، وأضافت: «لا ذنب لأكثر من 100 طالب مغتربين عن بلدهم حصلوا على مجموع 99%»، ورد الشيحي قائلا: «هذا كلام غير صحيح ولم أذكره وهاتي التسجيل، أنا قلت إني هادرس الأمر، ولم يتم ظلم أي طالب داخل أو خارج مصر، والمصريون في الكويت لهم كل الحق ولا أنتقص من حقوقهم، لكن المصرى الغلبان من حقه يدخل الكلية ولا أخذ من نسبته». واستمرت النائبة في الانفعال على الوزير، مؤكدة أن الوزارة رفعت نسبة قبول الوافدين من الطلبة غير المصريين من أجل الدولارات، حسب تعبيرها. واعترض النائب عبدالرحمن برعي، وكيل اللجنة، قائلا: «هذه اللغة الحوارية مرفوضة، وأنا أبلغ اللجنة استياء الزملاء وانسحابهم من الاجتماع»، وأكد أن الغالبية العظمى من أعضاء اللجنة ترى أن الأخذ بنظام النسبة المرنة الذي تعمل به الوزارة عادلة ومقبولة . وانفعلت عجمي رافضة مقاطعة النواب، وقالت: «سيبوني أتكلم.. حلوة دي»، لينسحب النائبان سامي هاشم وإبراهيم حجازي، ومع استمرار النائبة في الصراخ انسحب نائبان آخران. وقال الشيحي: «هناك أحكام قضائية ثابتة تمنع مساواة اثنين من الطلبة قادمين من أماكن مختلفة، لأنه يجب إعطاء كل شهادة نسبتها فلا أساوي بين الدول العربية والدبلومة الأمريكية والشهادة البريطانية». وهدد الوزير بالانسحاب بعد مقاطعة النائبة له، قائلا: «مش عاجبك منطقي بلاش، أنا بتحايل عشان أتكلم ولم آخذ فرصتي في الكلام، وهانسحب من الاجتماع، واللي عايز يرفع قضية يرفع، واللي عايز يطلع أحكام دستورية يجيبها وأنا هنفذها». وردت النائبة: «انتوا مش عايزين تاخدوا قرار، والنسبة لازم تزيد يا معالي الوزير»، فقال الشيحي: «لاء مش هتزيد، وروحي ارفعى قضية، إحنا مش في سوق الجمعة، تعالي امسكي الوزارة واشتغلي لطلاب الكويت لوحدهم، وبلاش باقي الطلاب المصريين» . وأكد جمال شيحة، رئيس اللجنة، أن النسبة المرنة في توزيع الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة من الخارج تمثل العدالة المطلوبة والنسبة الثابتة ليست عادلة. وعلقت عجمي قائلة: «هو الوزير يفضل قافل المشكلة لمدة سنة، وبعدين يجي دلوقتي عايز ينفذ اللي هو عايزه، ولا يعدل النسبة، وبيرمي الكرة في ملعبي ويقولي هاتي حل» . وقال وزير التعليم العالي: «أنا لم أنتقد أحدا أو أسئ لأحد، وما سمعته اليوم من النائبة لست سعيدا به، لأن العملية ليست من يعلي صوته أكتر، واحنا مش جايين عشان نتخانق، ولا أستطيع حل المشكلة إلا في إطار القانون»، مشيرا إلى أنه عقد عدة لجان درست المشكلة ولم تجد لها حلا مختلفا، وخاطب عجمي قائلا: «احنا مش بنستخبى ورا حد، ولا نرمي الكرة في ملعبك، هو انتي عشان بتمثلي المصريين في الخارج، مش شايفة غيرهم». ووجهت النائبة حديثها لوكيل اللجنة- وهي منفعلة- «ده بيقولك إني من خارج اللجنة»، فرد برعب منفعلا: «إيه بيقولك دي، هو ده بيبيع لب، مش عارف لغة النائبة جايباها منين». ووافقت اللجنة على تطبيق نظام التوزيع الجغرافي في تنسيق الجامعات واستمراره، بعد اعتراض عدد من النواب، بينهم فتحي الشرقاوي، مؤكدا أن هذا النظام يطبق لأن أبناء القاهرة والإسكندرية لا يقبلون بأبناء الأقاليم معهم في الجامعات. وقال الشرقاوي إن العام الماضي على سبيل المثال تقدم نحو 70 ألف طالب بطلبات تحويل من الكليات التي قبلوا بها لكليات قريبة من مقر إقامتهم، وأتوقع العام الحالي ترتفع، وأصر على الحق الدستوري لأي طالب في الدخول للكلية، التي استطاع تحقيق نسبتها في أي مكان بالمحافظة. ورد الوزير: «إنت إيدك في المياه الباردة، أنا عندي 70 ألفا بيتخانقوا تحت مكتبي، وفعليا هناك جامعات تم تفريغها لزيادة عدد طلبات التحويل منها، وأنا لست ضد التحويل لكن ضد فساد المنظومة».
