واصلت النيابة العامة بمركز أبوقرقاص فى محافظة المنيا، الأحد، برئاسة أحمد نادى، رئيس النيابة، وإشراف المستشار عبدالرحيم عبدالمالك، المحامى العام لنيابات جنوبالمنيا، تحقيقاتها فى المصادمات التى جرت بين مسلمين وأقباط بقرية الكرم، فى 20 مايو الجارى، ما تسبب فى حرق وإتلاف 7 منازل بالجانبين، وتحرر عنها المحضر رقم 3933 لسنة 2016 إدارى أبوقرقاص، وأخلت النيابة العامة سبيل 5 متهمين فى الأحداث بكفالة مالية 1000 جنيه عن كل متهم، وقررت استئناف تجديد حبسهم الذى تنظره غرفة المشورة، اليوم الإثنين، كما انتهت النيابة من إجراء معاينات المنازل المحترقة والمتضررة بقرية الكرم. وكشفت مصادر أن الضحايا وشهود الإثبات لم يذكروا، خلال تحقيقات النيابة، واقعة تعرية السيدة القبطية، حيث تبين أن الأحداث بدأت فى 20 مايو بعد صلاة العشاء، وأن دانيال عطية عبده، زوج سعاد ثابت، السيدة القبطية، لم يُشِرْ أو يذكر أو يلمح بوقوع اعتداء على زوجته أو أن أحداً ما هتك عرضها أو مزّق ملابسها، رغم أنه شاهد إثبات فى القضية، كما أن هناك شاهد إثبات آخر هو عطية عياد فرج سليمان، صهر المجنى عليها، والذى لم يتطرق أو يذكر فى شهادته تعرضها للاعتداء أو التعرية، رغم وجوده فى منزل المجنى عليها برفقتهم أثناء الأحداث، وهو ما تكرر مع سامى كمال صلاح شحاتة، الذى أقرّ بتواجده مع «سعاد» إلا أنه لم يذكر فى شهادته أنها تعرضت لأى اعتداء، وكذلك فضل سعد شرقاوى ووجيه قاصد إسحق عزب، وهما شاهدا الإثبات والرؤية اللذان اتهما الفريق الثانى بالحرق والإتلاف وحمل السلاح. وقال مجدى رسلان، محامى المتهمين، إن المجنى عليها ظهرت متأخرة على مسرح الأحداث، فالواقعة حدثت يوم الجمعة، وأبلغت هى عما تعرضت له، الأربعاء، أى بعد 6 أيام، ولم يؤازرها شاهد واحد يؤكد روايتها، حتى أقرب الناس لها. وأضاف «رسلان» أن المتهم رفعت محمود عبدالرحيم، الذى ورد فى التحقيقات أنه كان يحمل مسدساً أسود اللون فى يده، ثبت أنه تُوفى فى 27 يونيو 2005، وتم تقديم شهادة وفاة له، وأن خالد مسامح عوض، المتهم بالمشاركة فى الأحداث، ثبت للنيابة العامة أنه قعيد ومشلول شللًا كاملًا قبل عامين من الواقعة، وأن المتهم مجاهد صلاح ثبت أنه مَن أبلغ النجدة من تليفونه الخاص عن المشاجرة، وأنه مَن استضاف الأسرة القبطية فى منزله، وقام بتوصيلهم فجرًا إلى أبوقرقاص. وأشار المحامى إلى أن المتهم إسحق أحمد عبدالحافظ ثبت للنيابة العامة أنه كان فى عمله بالوحدة المحلية، وبشهادة زملائه الأقباط. فى سياق متصل، كشف مسؤول بمديرية أمن المنيا أن الشرطة تعاملت بجدية مع الأزمة منذ اللحظة الأولى، مشيراً إلى أن دفتر الأحوال وكمّ الخدمات والقيادات التى انتقلت تثبت براءة الأمن منذ تلقى البلاغ. وقال المصدر إن قيادات من وزارة الداخلية ومديرية الأمن انتقلت إلى موقع الحادث فور تلقى البلاغ، من بينهم اللواء رضا سويلم، مساعد مدير مباحث الوزارة، والعميد علاء الجاحر، رئيس فرع الأمن العام، نائب مدير الأمن، ومساعد مدير الأمن، وضباط الأمن الوطنى، والعميد عصام الخضرى، رئيس فرع البحث الجنائى بجنوبالمنيا، وقيادات وضباط وأفراد قوات الأمن المركزى، وتمت السيطرة على الموقف واستهداف منازل المتهمين فى الحال وضبط 5 منهم وسؤال المجنى عليهم ومناقشتهم عما حدث. وأضاف المصدر أنه لم تحدث ثمة وقائع أخرى، وقررت النيابة حبس 12 متهمًا، وكلفت بالبحث والتحرى عنهم، وستثبت كل الحقائق وسيتم تقديمها فوراً للنيابة. فى السياق نفسه، أعربت الكنيسة الكاثوليكية بالمنيا، برئاسة الأنبا بطرس فهيم، عن تألمها شأنها شأن مصر كلها لما حدث خلال الأيام الماضية بقرية الكرم من حرق للمنازل والاعتداء على حرمة سيدة مُسنة، بما يتنافى مع كل قيم الدين والأخلاق والإنسانية. وأعلنت الكنيسة، فى بيان، تضامنها مع المُضارين من الأحداث، ورفع صلاتها من أجلهم ومن أجل أن يسود السلام والاحترام والأمن ربوع البلاد، وأشادت بالتدخل السريع والمباشر والفعّال للقيادة السياسية التى كلفت الجهات المعنية بإصلاح الأضرار بشكل سريع على نفقة الدولة، وتتضامن الكنيسة مع موقف الجهات الرسمية فى أهمية اللجوء إلى تفعيل القانون، حفاظًا على هيبة الدولة وخضوع المتسببين فى الأحداث للتحقيق العادل، للوقوف على حقيقة الموقف وإحالة المجرمين للقضاء العادل والناجز. كانت تحريات المباحث الجنائية حول الأحداث كشفت عن إضرام مجموعة من الأشخاص النار عمداً بمساكن ومنشآت ومنقولات وأجهزة كهربائية للأقباط، حيث أتت النيران على جميع محتويات مسكن دانيال عطية عبده شحاتة، ومخزن إعادة تأهيل أجولة بلاستيكية، مِلك فضل سعد شرقاوى، وحرق وإتلاف منقولات وأجهزة خاصة بإسحاق سمير يعقوب، ووجيه قاصد. وأشارت التحريات إلى تطليق نظير إسحاق أحمد عبدالحافظ، 34 سنة، بقال تموينى، مقيم بقرية الكرم بدائرة المركز، زوجته نجوى رجب فؤاد، 32 سنة، ربة منزل، إثر شائعة تتضمن ارتباطها بعلاقة غير شرعية بأشرف دانيال عطية عبده، 32 سنة، صاحب محل أدوات منزلية، وتردد صداها بين قاطنى القرية، فتجمع عدد من أفراد عائلة حجاب، عائلة الزوج، وبعض مناصريهم والمرتبطين معهم بعلاقة مصاهرة والشباب المتحمس ومثيرى الفوضى، واستغلوا الموقف، واتفقوا جنائياً فيما بينهم على ارتكاب جريمتهم والتوجه ناحية مساكن وملحقات أسرة أشرف، وأثاروا الرعب والفزع فى نفوس كل من يرتبط بعلاقة بصاحب المنزل، من حيث القرابة والديانة والمصاهرة، ومنهم من أغلق مسكنه، وترك متعلقاته بالشارع، ومنهم من لاذ بالفرار، كما أحدثوا إصابة كل من عياد عطية عياد، 30 سنة، عامل، وعطية عياد فرج سليمان، 58 سنة، دلال مساحة، وإسحاق سمير يعقوب، 40 سنة، فلاح. وأضافت التحريات أن كلًّا من مجدى محمد زناتى، 51 سنة، مصرفى، ورمضان محمود عبدالرحيم، فنى خراطة، ووليد صابر فوزى عثمان، 27 سنة، طالب، ومحمد مجدى محمد، 37 سنة، عامل، ونظير إسحاق أحمد عبدالحافظ، 35 سنة، بقال، من بين مرتكبى الواقعة، وجارٍ تحديد باقى المتهمين.
