تدعو الشريعة الإسلامية، والمنهج النبوى القويم إلى نشر المحبة، والتسامح، والإخاء فى مختلف ربوع الأرض بين جميع البشر، وترفض تماما عمليات الذبح والقتل، والحرق، وترويع الآمنين الأبرياء الذى يقوم به تنظيم «داعش»، وغيره من التنظيمات الإرهابية. وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، ل«المصرى اليوم»: إننا فى هذا اليوم الذى يوافق ذكرى مولد النبى صلى الله عليه وسلم، ونحن نحتفل بميلادِ خيرِ البرية علينا أن نركز على أمرين هما: أن هذه الذِّكرَى العطرةَ تُمدنا بمزيد منَ الأملِ والبِشرِ لتَشُدَّ على أيدِينَا وسواعِدِنَا فى مصرَ والأمةِ الإسلاميةِ، وثانيا أن تتوحدَ كلمَتُنا وتَنطلقَ مساعِينَا نحوَ إعادةِ بناءِ ما تَهَدَّمَ، واستعادة الرُّوحِ المُحبَّةِ للحياةِ والمقبلةِ عليها. وشدد على ضرورة ترجمة هذَا الاحتفالَ بهذه الذكرى العطرة علينا بالتآسى بأخلاقِ صاحبِ المقام الأرفع، وأن يرَى الناس منَّا أخلاقَهُ وأفعالَهُ، فقدْ كانَ صلوات ربى وسلامُه عليه قرآنًا يمشِى علَى الأرض، وكان أحسن الناس خُلقا، لافتا إلى أن الأمة الإسلامية تواجه العثرات فى وجود بعض المتطرفينَ والجماعات المتشددة والإرهابيةِ، الذين يتخذون منَ التطرف والتشدد منهجا لهم، وهو أبعد الناس عنِ المنهجِ النبوى القويم. وأضاف علام أنه يجب التصدى لهؤلاء الإرهابيين والرد عليهم؛ لأنَّهم يرتكِبُونَ جرائمَ منكرةً فى حقِّ المقامِ النبوى الشريفِ، وينتَزِعَونَ الكلامَ النبوى منْ سياقِهِ، ويحملُونَه علَى أسوأ المعانى والمحاملِ التى لا يحتملها مما يسىء للإسلام وشريعته السمحة. وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الذين يقولون إن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بأنه بدعة «قوم متحجرون ومتخلفون» وهم الذين أساءوا إلى الإسلام، لكن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف عند الكثير من العلماء، «سنة مشروعة»، وأمر دعا إليه الإسلام، مشيرا إلى أنه ينبغى على المسلمين أن يدركوا أن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف والاحتفال بموالد الأنبياء والصالحين أمر شرعه الله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين، فسئل عن سر صيامه فقال هذا يوم ولدت فيه، فإذاً يصوم شكراً لله الذى أوجده وأرسله، وبما أن النبى كان يصوم يوم مولده فما كان على المسلمين إلا أن يقيموا احتفالات الدنيا شكراً لله. وأوضح هاشم أنه ينبغى على الأمة الإسلامية فى هذه الذكرى العطرة أن تتأسى بأخلاق النبى صلى الله عليه وسلم وأن تنشر المفاهيم الدينية الصحيحة وترفض بكل قوة ما يقوم به تنظيم «داعش» الإرهابى وغيره من التنظيمات الإرهابية من عمليات القتل ونشر الدمار والخراب التى تخالف شريعة الإسلام السمحة. وأشار إلى أن تشكيل التحالف الإسلامى لمواجهة الإرهاب وتنظيم داعش خطوة فى طريق وحدة الأمة الإسلامية وقوتها وهو ما يدعو إليه المولى عز وجل فى قوله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا». من جانبه، أكد الدكتور سعد الدين هلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الذين يقولون إن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بدعة إنما هم يتوهمون، لأن الاحتفال بالمولد النبوى مباح شرعا لما فيه من تذكير بالسيرة العطرة للرسول صلى الله عليه وسلم، وجرت العادة فى الدول الإسلامية على الاحتفال بالمولد النبوى الشريف. وأكد «هلالى» أن أعضاء التنظيمات الإرهابية الذين يحولون الكلمةَ المنيرةِ منْ كلامِ النبوَّةِ- والتى تملأُ النُّفوسَ سكِينَةً ورحمةً وإجلالاً لهذَا الدينِ، وشهودًا لكمَالِهِ- على أيديْهِم إلى معنًى دموى قبيحٍ، مُشوَّهٍ، يملأُ النُّفوسَ نفورًا ورعبًا، وحاشَاه صلَّى اللهُ عليه وسلم أن يكونَ كذَلِك وهوَ رحمةُ اللهِ للعالمينَ إنما يخالفون بذلك ما تدعو إليه الشريعة الإسلامية من نشر التسامح والرحمة فى مختلف ربوع الأرض. فيما قال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: إن الأمة الإسلامية وهى تحتفل اليوم بالذكرى الكريمة للمولد النبوى الشريف، تحتاج إلى ميلاد مجتمع له مقومات النجاح والمثابرة والعمل، وكثرة الإنتاج والتقدم والنهوض والحركة، وهذا المجتمع يحتاج طاقات فعالة وسواعد قوية، وقلوبا متراحمة وعقولاً مستنيرة، تنشر سماحة الإسلام وتكشف كذب وافتراء التنظيمات والجماعات الإرهابية التى تسىء إليه. وأضاف أنه حينما نفعل ذلك نحيى ما أمرنا به الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، من إيجابيات وأن ننتهى عن السلبيات، فهذا هو المجتمع القوى الذى يتخذ من الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وقيادة قوية، ولابد للقلوب أن تحيا وللعقول أن تعيش.
