أكد السفير إيهاب فهمى المستشار السياسى للأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، أن مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط - الذى انطلقت أعماله الخميس فى برشلونة بعنوان (نحو أجندة تنموية مشتركة من أجل المتوسط)- ينعقد فى توقيت بالغ الدقة، حيث تموج فيه منطقه المتوسط شماله وجنوبه بالعديد من التحديات الأمنية والإقتصادية والإجتماعية، وفى مقدمتها تنامى موجة الإرهاب والتطرف الفكرى والمآسى المترتبة على تدفقات الهجرة غير الشرعية. وقال السفير ايهاب فهمى، فى تصريحات صحفية، إن المؤتمر فى هذا التوقيت يكتسب أهمية خاصة كونه يتزامن مع ذكرى مرور عشرين عاما على اطلاق اعلان برشلونة عام 1995، كما أنه يأتى عقب إصدار المفوضية الأوروبية وثيقتها الخاصة بمراجعة سياسة الجوار الأوروبى فى ظل المعطيات الجديدة التى فرضتها الأوضاع فى المنطقة، الأمر الذى يقتضى ضرورة التحرك الجماعى من خلال تنفيذ خطة عمل مشتركة من أجل مستقبل افضل لشعوب المنطقة . وشدد السفير على أن مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط يأتى فى وقت تتصدى فيه مصر لهجمة إرهابية شرسة، وذلك من خلال عدة مسارات تشمل أيضا مكافحة الفكر المتطرف ودفع عجلة التنمية الشاملة. وأشار فهمى إلى أن المؤتمر جاء ليؤكد أهمية دور الاتحاد من أجل المتوسط وانخراطه بشكل فعلى - بإعتباره محفلا حكوميا فريدا للحوار السياسى وتعزيز التعاون بين دول المنطقة البالغ عددها 43 دولة - فى بحث سبل مواجهة التحديات الراهنة من خلال نهج شامل وتحرك جماعى، وبحيث يكون موضوع التنمية بمعناها الواسع هو المدخل الرئيسى لمعالجة الجذور المسببة لتلك التحديات، فمن غير البديهى ألا يكون الاتحاد من أجل المتوسط بمعزل عن الواقع السياسى الذى تشهده المنطقة. وأضاف أنه وبقدر اهتمام وتفاعل الاتحاد من أجل المتوسط مع التحديات التى تواجهها المنطقة بقدر عمله على ضرورة الاستفادة من حجم الطاقات الضخمة الكامنة خاصة لدى الشباب، منوها فى هذا الصدد بالمبادرة المتوسطية للتوظيف med for jobs، بالإضافة ل33 مشروعا إقليميا فى مجالات تشمل التدريب ورفع القدرات والتمكين الاقتصادى للمرأة والشباب والطاقة المتجددة والنقل والمياه والبيئة والتنمية الحضارية والتى تم إقرارها من جانب الاتحاد. وأوضح المستشار السياسى لأمين عام الاتحاد من أجل المتوسط أن مصر تستفيد من غالبية تلك المشروعات ومن بينها مشروع تطوير منطقة إمبابة الذى سيتم عرضه خلال المؤتمر، باعتباره أحد المشروعات الرائدة فى قطاع تنمية الحضارية فى إطار الاتحاد من أحل المتوسط حيث تقدر ميزانيته بنحو 100 مليون يورو ، ويهدف المشروع للارتقاء بمنظومة المرافق والخدمات ويستفيد منه أكثر من سبعمائة ألف مواطن. يذكر أن هذا المؤتمر يعقد برئاسة كل من وزير خارجية الأردن ناصر جودة، وفريدريكا موجيرينى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى (الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط)، وبمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، ويرأس وفد مصر خلال الاجتماعات السفير حمدى لوزا نائب وزير الخارجية، ويعد المؤتمر أول اجتماع على هذا المستوى الرفيع منذ إطلاق الاتحاد عام 2008. ويعقد المشاركون فى المؤتمر ثلاث جلسات قطاعية فنية لاستعراض أنشطة ومشروعات وبرامج الاتحاد حول الموضوعات الرئيسة وهى النمو الشامل وتشغيل الشباب والتنمية المستدامة وتمكين المرأة . وينضم للاجتماع فى وقت لاحق الخميس كافة الشركاء من المؤسسات الدولية والأوروبية ومؤسسات مالية بالاضافة لممثلي القطاع الخاص.
