توجد مجموعة من الثوابت التي لم تتغير في بايرن ميونخ خلال السنوات الأخيرة وهي القدرة التهديفية لكل من البولندي روبرت ليفاندوفسكي والألماني توماس مولر وامكانية توظيف النمساوي ديفيد آلابا في أكثر من مركز والذكاء الفطري لفيليب لام وموهبة مانويل نوير، ولكن النسخة التي يقدمها بيب جوارديولا في موسمه الثالث مع الفريق البافاري تتعلق بما هو أكثر من ذلك. يعد بايرن ميونخ في الوقت الحالي أكثر تكاملا في كل واحد من خطوطه حيث يوجد تحسن ملحوظ عما كانت عليه الأمور في الموسم الثاني مع جوارديولا، وهو الأمر الذي يسمح للنادي البافاري بتقديم أداء جيد على صعيد المستوى والنتائج. أهم نقطة ظهرت هذا الموسم أن الاعتماد على الحالة الصحية لآريين روبن وفرانك ريبيري تراجع كثيرا، فسابقا كان تعرض الفرنسي لوعكة صحية أو إصابة الهولندي يشكل عائقا يصعب تخطيه لأصحاب ملعب أليانز أرينا. وكان بايرن يفتقد لبعض الوقت، منذ الاستغناء عن شيردان شاقيري غير الموفق في يناير الماضي، لوجود بديل طبيعي للجناح الأيسر الفرنسي ونظيره الهولندي الأيمن، فصحيح أن كل من ماريو جوتزه ومولر يمكنهما القيام بهذا الدور ولكن أي منهما لا يتمتع بنفس خصائص ريبيري وروبن. تغيرت هذه الأمور الآن فالتعاقد مع البرازيلي دوجلاس كوستا بكل مراوغاته ومهارته في المرور وقدرته على تسجيل وصناعة الأهداف وضم الفرنسي كينجسلي كومان على سبيل الاعارة تسمح لجوارديولا الحفاظ على رسم تكتيكي قائم على وجود لاعبين سريعين وموهوبين على الأطراف. لا يوجد موعد محدد لعودة ريبيري في ظل مشاكل الكاحل التي يعاني منها منذ آخر مباراة لعبها في شهر مارس فيما أن روبن عاد يوم الاثنين للتدريبات ولكن لن تتاح فرصة لجوارديولا لاستخدامه إلا بعد فترة التوقف الدولية، هذا اذا لم يتعرض للإصابة قبلها. هذا بالنسبة للهجوم.. وماذا عن خط الوسط؟ منذ التعاقد مع جوارديولا لتدريب الفريق البافاري يشهد كل صيف وصول لاعب وسط جديد من طراز عالمي: تياجو ألكانتارا في 2013 وتشابي ألونسو في 2014 وأرتورو فيدال في 2015، والحقيقة أن كل منهم لديه خصائص مختلفة عن الأخر مما يقدم لبايرن الكثير من الخيارات. يلعب ألونسو كارتكاز في ظل دعم تياجو في حركة بناء الهجمات كلاعب وسط جانبي مع تحرر فيدال في وظيفته كلاعب «بوكس تو بوكس»، والمثير في الأمر أن خيارات جوارديولا لا تتوقف عند هذا، خاصة بعد صفقة ضم الصاعد جوشوا كيميش الذي يعد البديل الطبيعي لألونسو وقدم مستوى طيب في المبارايات التي شارك فيها بالفعل. من الطبيعي أن يذهب الحديث تاليا نحو الدفاع، حيث يعد النبأ الأفضل بالنسبة لجوارديولا هو خوض خافي مارتينيز يوم الأحد أمام بروسيا دورتموند، أول مباراة كاملة له منذ اصابة الركبة الخطيرة التي تعرض لها في أغسطس 2014، والتي انتهت بفوز بايرن بخمسة أهداف لواحد. وكان الشهر الأخير ايجابي بصورة كبيرة للاعب الإسباني الذي شارك تدريجيا وبمنحنى تصاعدي غالبا في عدد الدقائق التي لعبها (24 و25 و67 و45 و90)، حيث قدم اللاعب مستوى جيد دفاعيا وتوافق مع جيروم بواتينج، وبالأخص في تحركاته أمام الكرات الطولية. اذا ما سارت الأمور بشكل جيد فإن جوارديولا سيكون بحوزته ثنائي دفاعي لم يحظ به في الموسم الماضي، هذا بجانب وجود عنصر آخر مهم للغاية وهو كون المدرب الإسباني يميل بصورة كبيرة لاستغلال آلابا كظهير أيسر ولام كظهير أيمن حيث يشكل الرباعي لام وبواتنج ومارتينيز وآلابا معا أفضل خط دفاعي لبايرن.