بايرن ميونخ.. عملاق مكبل بفلسفة جوارديولا ولعنة الإصابات

يعود نادي بايرن ميونخ هذا الموسم للدفاع بقوة عن لقب الدوري الألماني الذي فاز به في الموسم الماضي دون أية منافسة قوية تذكر، الفريق أصبح يحقق الدوري الألماني كما لو أن الأمر أصبح روتينًا مملًا.
وأشارت أصابع الإتهام حول إضعاف المنافسين وما إلى ذلك، لكن رأينا في النصف الثاني من الموسم المنافسين يقومون بتلقين بايرن ميونخ الدرس تلو الآخر، مرة من فولفسبورج ومرة من جلادباخ وأخرى من دورتموند في الكأس.
لكن على الصعيد الأوروبي الوضع مختلف تمامًا، تشعر وكأنه عملاق قوي للغاية لكنه مكبل بالسلاسل والأغلال إلى عنقه، فسقط بسهولة شديدة وبأخطاء ساذجة أمام برشلونة، بل إن لقاء شاختار وبورتو كانا نذير الخطر لجوارديولا من أجل تغيير الفلسفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع في ألمانيا.
ما المشكلة ؟
من الممكن أن تجلب قطعة من القماش وتقوم بتفصيلها فتصبح على مقاس برشلونة تمامًا، لكنها ليست لبايرن ميونخ، ما كان يصلح في إسبانيا لن يصلح في ألمانيا، نعم أنت ممتن إلى ميسي لكن جوتزه ومولر ليسا ميسي، ليفاندوفسكي ليس سوبر مان لكنه لديه العديد من المميزات التي لم يختبرها المدرب الإسباني بعد.
الإعتماد على أسلوب التيكي تاكا مميز جدًا، لكن أسوأ ما في الأمر أن بيب لم يستفد مما قدمه هاينكس، لقد قدم يوب هاينكس موسما للتاريخ جعل الجميع يجلس ويشاهد بايرن ميونخ ويصفق، حتى الذين تعاطفوا مع بوروسيا دورتموند اعترفوا بجدارة ما قدمه العملاق البافاري، بايرن ميونخ تحول لفريق ممل يمرر الكرة أكثر من 400 مرة لكن لا نرى قوة هجومية فتاكة وأجنحة تنطلق وكرات من العمق، في حين كان أهم ما ميزهم الكرة الشاملة، تذكر ما فعلوه ببرشلونة ذهابا وإيابا.
الحل؟
الحل سهل للغاية وبدأ من ضم فيدال، لكن عناد بيب قد يضعه في مأزق، اللعب بطريقة 3-2-3-2 ممتاز لكن ليس في تواجد خوان بيرنات ورافينيا في الخلف، لماذا حينما تجرب طريقة 4-2-3-1 على سبيل المثال وتجدها ناجحة تقوم فورًا بتغيير الأسلوب ليصبح 3-5-2؟ المدرب لديه حاليا فريق يعد المرشح الأول للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ولا بأس من استعمال الكرات العرضية والاختراقات من الجانبين واللعب خلف خطوط الفريق المنافس والتمريرات الطولية ليفاندوفسكي، الذي قد يساهم في أسلوب الضغط المتقدم انه مهاجم ممتاز ويقوم بالربط بين صانع الألعاب والجناحين بطريقة إبداعية.
أهم اللاعبين الذين سيساهمون في موسم بايرن ميونخ ؟
أولهم هو فيدال، الذي قدم مستوى مبهر للغاية رفقة العملاق البافاري في ظهوره الأول، ودوره هذا الموسم في الأليانز أرينا محدد وصريح بعد رحيل باستيان شفاينشتايجر، أصبح هو نقطة تحول الفريق والمحطة الأهم، هو من سينقل الكرة من الخلف للأمام ويدفع بفريقه للأمام نحو مناطق الخصم، هو سريع ويستطيع الحفاظ على الكرة بطريقة ممتازة ويعترض هجمات المنافس بذكاء ويشكل الفارق دوما، وقد يكون هو النقطة الفاصلة في المباريات الهامة هذا الموسم.
ثاني اللاعبين هو دوجلاس كوستا، وإن بدا الجناح البرازيلي لاعبًا عاديًا للبعض إلا إنه ممتاز لطريقة بايرن ميونخ الحالية والتى يتمنى بعض من عشاق العملاق البافاري استمرارها مع تقليل حدة التيكي تاكا، في الفترة الأخيرة كان النجاح الخارق للعملاق البافاري سره موجود في الثنائي روبن وريبيري وحاليا مع غياب ريبيري فالبرازيلي قد أتى في مكانه، هو ذكي للغاية ويعرف كيف ينطلق ويخترق منطقة الجزاء وبدايته الجيدة هذا الموسم قد تساعده على التكيف جيدًا مع كثرة المباريات والمسئولية الملقاة على عاتقه.
ثالث اللاعبين هو روبرت ليفاندوفسكي، وبدا أن بيب قد بدأ يتخلى عن فلسفته القديمة بعض الشئ، وأعاد دور «الصمغ» لليفا، المهاجم البولندي يمتاز بقدرته الممتازة على فتح المساحات وربط الخط الأمامي بأكمله، أي نجاح سيحققه بايرن ميونخ هذا الموسم أيضا سيكون بسبب التوظيف الصحيح لليفا وإعطائه أريحية أكبر في التحرك في كامل خط المنافس الأمامي وإعطائه فرصة للجناحين للاختراق وكذلك صانع اللعب المتقدم الذي سيكون مولر.
هناك أيضا فيليب لام الذي سيقدم دور القائد في الملعب ولديه دور تكتيكي كبير حيث سيعود للجانب الأيمن بعد ضم فيدال صانع اللعب المتأخر الذي لطالما كان بيب يصرح ويقول انه لا يمتلك خط وسط لذلك هو يشرك لام في الوسط، عودة لام للخط الخلفي سيشكل قوة كبيرة لبايرن ميونخ قوة افتقر إليها في الموسم الماضي، وكذلك تواجد كلا من روبن وآلابا وعودة خافي مارتينيز كل ذلك قد يتيح خلطة قوية للنجاح من أجل جوارديولا.
التخلص من اللعنة
لعنة الإصابات هي لغز كبير في بايرن ميونخ، تياجو ألكانتارا وخافي مارتينيز على سبيل المثال لا الحصر، كانا يصابان أكثر مما يلعبان وكذلك بادشتوبر، آيا كان السبب على الجميع في بايرن ميونخ التخلص منه فورًا وإلا فإنه لا أمل في المنافسة على دوري الأبطال أو حتى الكأس، وقد يخسر الفريق الدوري مع استفاقة دورتموند وقوة فولفسبورج، الإصابات أخطر بكثير من التكتيك غير المناسب في حالة إن كان هناك 11 لاعبا متوفرا ولا يوجد دكة بدلاء قوية قادرة على صنع الفارق فقط لأنهم في المستشفى.
في النهاية، بايرن ميونخ يمتلك كل العوامل المناسبة للفوز بالثلاثية هذا الموسم هم فريق متكامل قادر على البطش بأي خصم وظهر هذا جليا في أكثر من مرة، فهل يفعلها العملاق البافاري ويتخلص من حمل الفلسفة ولعنة الإصابات ويصبح بطلا للثلاثية أم سيكتفي بالدوري الألماني فقط هذا الموسم؟