بايرن وبورسيا دورتموند «5-1»..«توخيل» فشل في خطة الخداع وانقلب السحر على الساحر

سقط فريق بوروسيا دورتموند، أمام ضيفه الصعب بايرن ميونخ بنتيجة «5-1»، ضمن منافسات الأسبوع ال8 من الدوري الألماني لينفرد العملاق البافاري في الصدارة بفارق7 نقاط كاملة عن «أسود الفيستفاليا».
وتم ترويض العملاق الأسود بكل سهولة والفضل في ذلك يرجع لارتباك «توخيل» الخططي الذي حاول تحضير مفاجأة لغريمه «جوارديولا» من خلال قلب الأوراق على الطاولة، ولكن كان للقدر رأياً آخر لنرى الأوراق تطير في الهواء وترتد في وجه «توخيل»، وربما آلمه ما رآه في الملعب.
لماذا خسر بوروسيا دورتموند؟
لأول مرة في مسيرة لوكاس بيسيزك، يلعب كظهير أيسر كانت أمام خصم قوي للغاية هو بايرن ميونيخ وأمام كلا من جوتزة ولام.
حصل جوارديولا على ما يحتاجه حقاً الأمر لا يحتاج لمدرب أسطورة لكي يعرف أن مدرب «أسود الفيستفاليا» يهديه فوزاً سهلاً على فريق مرتبك منذ البداية.
والخطأ الثاني كان حينما شارك سوكراتيس باباستاثوبولس كظهير أيمن ليحتوي كوستا، لكن من قال أن «باباستاثوبولوس» بتلك القوة أو السرعة لإيقاف الجناح البرازيلي؟!.
ثم رأينا المدرب يدفع بجونزالو كاسترو، بدلا من ماركو رويس، كل تلك الاختيارات الخاطئة سهلت المهمة تماماُ على بايرن ميونيخ.
اللمحة الوحيدة في التشكيل الذي لعب به مدرب بوروسيا دورتموند «توخيل»، كانت حينما جعل كاسترو، يشارك في العمق أكثر لنرى كاجاوا، يرهق تشابي ألونسو في معركة رجل لرجل، وهو أهم لاعب في تكتيكات جوارديولا، وكلمة السر إذا ما خسر بايرن ميونيخ.
في بداية المباراة ظهر وكأن الفريق يحقق النجاح حدث ذلك حتى الدقيقة 20، ورأينا اختراق من «مخيتاريان» الفريق بدا متماسكاً وقوياً و لكن ماذا حدث بعد ذلك؟
-السقوط السهل !
نعم بكل بساطة رأينا «دورتموند» يتلقى هدفاً سهلاً للغاية، «بيسيزك» اكتفى بمراقبة «جوتزه» ولم يراقب الداهية «مولر» الذي سجل الهدف بطريقة ممتازة ولم تكن مهمة خداع بوركي صعبة، ثم ركلة جزاء سجلها «مولر» هنا أصبحت الأمور تخيف اللاعبين.
الأمور أصبحت سهلة بعد ذلك خاصة بعد ثوان من تسجيل دورتموند هدف تقليص الفارق من هنا كانت الضربة القاضية فعلاً، حينما فشل «بوركي» في ضمان صمام امان لفريقه ونرى ليفاندوفسكي يسجل هدفاَ سهلاَ للغاية ربما شكر بواتينج عليه.
هذا الهدف أطلق عليه ماتس هوميلس، في تصريحاته بعد اللقاء اسم «الهدف القاتل»، ولا عجب في ذلك، فهذا الهدف هو الذي قضى تماماً على معنويات الفريق ما جاء بعده من أهداف كانت مجرد نتائج للسقوط النفسي واحساس اللاعبين بأنهم لازالوا تحت تأثير ضربة الموسم الماضي ومحاولات «توخيل» الفاشلة باصلاح ما أتلفه كل هذا لم يجدي أي نفع.
لماذا فاز بايرن ميونيخ؟
بكل بساطة هذا ما يميز جوارديولا، حينما يرى الخصم سئ أو شارك بتشكيل يسهل اختراقه.
هو عمد على وضع الكثير من العراقيل وجعل ألكانتارا، يشارك خلف كوستا، ومن الخلف بألابا لإيقاف الطرف الأيمن لدورتموند ومثله على اليسار ببواتينج ولام وجوتزة، وفي العمق بأربعة لاعبين منهم ليفاندوفسكي الذي كان هدفاَ لكل الكرات الطولية ومولر المتميز للغاية.
جوارديولا لعب بطريقة «3-4-3» لكن مع العديد من التحسينات وعلى الرغم من امتلاك دورتموند، للاعب ارتكاز ممتاز هو «فيجيل» لكنه عمد على الضغط على الحلقات الأضعف، وهم منطقة بيندر، وضعفه الشديد ككقلب دفاع، وفشل هوميلس، إما في التغطية عليه أو القيام بمهامه مما شتته، ثم ضعف الأطراف ومطالبة جوتزه، بالضغط أكثر وأكثر على ب«يسيزك» المتوتر من الأساس.
ومع اختفاء أوباميانج وفشل مخيتاريان وكاجاو في تقديم ما كانا يقدمانه ومع عزل فيجل عن كاسترو وجوندوجان كل هذا أجبر دورتموند على اللعب ببعض الفردية وحتى حلول «أوباميانج» كانت سيئة مع تقليل المساحات.
وتأخر توخيل، كثيرا في فكرة اشراك رويس، أو حتى «يانوزاي» وحينما أراد اصلاح الخطأ لم يخرج «مخيتاريان» و«كاجاوا» بل أخرج الأخير وكاسترو، مما ساهم في إضعاف الفريق أكثر، الضغط على نقاط ضعف الفريق المنافس هي سمة مميزة للغاية لجوارديولا، وتناسب أسلوبه السريع في نقل الكرة وتمريرها لكن لازال الفريق ضعيفاً في كثير من المناطق فمارتينيز وألابا سيئان للغاية في الدفاع وإن واجه فريق بايرن ميونيخ فريق منظم يجيد الضغط من الأطراف أو تشتيت العمق واللعب على المرتدات وسحب الفريق من هنا ستكون الضربة كرة سريعة قد يخطئ الدفاع فيها وحينما يسقط بايرن ميونيخ ستكررها الأندية فبيب لا يتعلم أبدا الفريق بدا قويا لكنه تلقى هدفا ولولا خطأ دفاعي ساذج وحارس متوتر ومدرب أخطأ في إختياراته لما رأينا تلك النتيجة بيب كان ذكيا ومحظوظا في تبديله للخطة لأن توخيل انشغل في أخطائه عوضا عن ضربه بقلب التشكيل مثلا توخيل انشغل في سد الثغرات وذلك بسبب الفروق الفردية والحاجز النفسي.
من هو أفضل لاعب؟
لم يقدم أحد ما قدمه توماس مولر اللاعب قدم حلولاً وعلى الرغم من تماسك بوروسيا دورتموند، إلا أنه وبتحرك وحيد وسريع سجل هدفًا أنه يجيد ضرب الخصم في أي وقت ولا يتردد أبداً.
من هو اسوأ لاعب؟
شينجي كاجاوا ربما فكر «توخيل» بإيقاف ألونسو العقل المفكر لكن «كاجاوا» لم ينفذ شيئا يذكر وكان تائها للغاية حتى انه ربما توخيل نفسه تمنى لو لم يشركه من الأساس لربما قدم هوفمان إضافة عنه أو حتى يانوزاي.
في النهاية، بوروسيا بحاجة لوقفة نفسية قبل أي شئ، وتوخيل بحاجة لوقفة مع النفس وكل هذا بعد العطلة الدولية، اما بايرن ميونيخ فمن الطبيعي أن يحقق فوزا قويا مثل هذا لكن الكثير من العناصر بدت ضعيفة وربما تائهة وعلى جوارديولا بعد كل تلك الفترة إيجاد طريقة ما ليضيف إلى عناصره بعضا من التماسك.