ديربي ميلانو..بأي حال عدت يا عيد؟

انتهي أسبوع «فيفا»، وعاد الكالشيو، وإن كان مع انتهاء الاسبوع الثاني وطوال اسبوعين لم يخفت الحديث في ميلانو ولو لثانية، لماذا؟ حان ميعاد «الديربي»، ديربي المادونينا، صراع الأخوة الأعداء يتجدد مره أخرى، بعد غياب أشهر معدودة، السؤال، هل عادت هيبة ديربي ميلانو إلى سابق عهدها هذا الموسم؟
الموسم الماضي كان كارثي على قطبي المدينة، الفريقان احتلا الترتيب الثامن والعاشر ولم يتاهلا أوروبيًا، في العام الذي سيستضيف فيه ملعبهم، الجيوسيبي مياتزا، نهائي الأبطال، وهوالشيء الكارثي اقتصاديًا وتسويقيًا، والأهم معنويًا، لناديين بحجم الإنتر والميلان، مستوي الفريقان الفني السيء انعكس بدوره على مستوي الديربي، فالمبارتان انتهيتا بالتعادل، واحده سلبيًا، والاخري ايجابيا بهدف لمثله، ويكفي أن نوضح أن من سجل هدف الإنتر في اللقاء هوالنيجيري أوبي، لنبين مدى حدة التراجع الذي حدث للديربي.
ماذا عن هذا الموسم؟ البوادر تبدو طيبة لعودة الهيبة لهذه القمة، خصوصًا في المعسكر الأزرق والأسود، الإنتر قام بميركاتو عظيم، تخلص من عديد الأسماء التي لا تليق به، على رأسهم أوبي نفسه، تعاقد مع نجوم من أمثال ميراندا، يوفيتيتش، كوندوجبيا وبيريزيتش، معيدًا للاذهان ذكريات إنتر موراتي، الذي دائمًا ما كانت تشكيلته تعج بالنجوم، الفريق رغم البداية الطيبة والفوز في أول مباراتين، لا يزال في طور البناء، وملامح وخطة لعب فريق مانشيني لم تظهر كاملة حتى الآن، فالفريق لعب في اللقاءات الماضيه بخطة 4-3-1-2، ولكن وقتها لم يكن وصل بيريزيتش وليايتش على الأطراف بعد، في وجودهم ومع عودة إيكاردي من الإصابه وتالق يوفيتيتش، من الممكن أن يبدأ مانشيني في التحول إلى 4-3-3 او4-2-3-1 خطته المفضلة، وإن كانت ستكون مخاطرة أن قام بهذا التحول في مباراة بحجم الديربي.
ماذا عن المعسكر الآخر؟
الروسونيري قام هو الأخر بميركاتو قوي على صعيد الصرف، الفريق صرف ما يقرب من 86 مليون يورو، ولكن هذا لم يرضي كثيرًا عشاق الفريق، لأن إدارته اهتمت بتدعيم مراكز على حساب أخرى، فالفريق دعم هجومه بالثلاثي باكا، بالوتيلي ولويز ادريانو، في المقابل، لم يقم الفريق بتدعيم الدفاع بالشكل المطلوب، فقط تعاقد مع الواعد رومانيولي من روما والمغمور «الي» من السيري ب وأهمل الأظهرة تمامًا.
أما عن الوسط، فالفريق ركز على انتداب لاعبي ارتكاز أقوياء بدنيًا مثل بيرتولاتشي، الذي سيغيب عن الديربي، وكوشكا وماوري، دون إضافة صانع ألعاب مهاري قادر على الربط بين هؤلاء والهجوم، وهوالدور المحوري في خطة لعب سينيسا ميهايلوفتش،إن كان في 4-3-1-2 صريحة، و4-3-3 مع لاعب من ثلاثي الوسط يقوم بهذا الدور، لذلك كان يصر «ميها» على التعاقد مع لاعبه السابق الدولي الايطالي، روبيرتو سوريانو، الذي أجاد في لعب هذا الدور في سامبدوريا ولكن فشلت الصفقة، لذا مع إصابه «مينيز» أيضًا، يبقي الاعتماد على «هوندا» او«بونافونتورا» لشغل هذا الدور خلف الثنائي «باكا-ادريانو» متوقعًا في الديربي، وان كان الثنائي يعيبه البطئ في التحرك.
هوالديربي الاول ل«ميها» كميلانيستا، اللاعب والمساعد الأسبق للإنتر سيكون في مواجهة صديقه الصدوق مانشيني لأول مرة رسميًا، الفريقان التقيا وديًا مرتين هذا الصيف، وفي المرتان تفوق «ميهايلوفيتش»، لكن الرسميات شيء آخر، خصوصًا مع الضغط والعداء الجماهيري الكبير المنتظر تجاه «ميهايلوفتش» من جمهور الإنتر، التي لن تنسى أبدًا تصريحه بأنه «أبدًا لن يدرب الميلان في المستقبل، لأن متي اصبحت إنتريستا، مستحيل تغيير ذلك».
نفس الوضع ينطبق على العائد بالوتيلي، الاتحاد الإيطالي وجه تحذير للإنتر بعدم استخدام الهتافات العنصرية ضد المهاجم الأسمر، وإلا سيتعرض الفريق للعقوبات مثلما حدث منذ موسمين، ولكن هذا يبقى رهن اشتراك «سوبر ماريو» من عدمه في الديربي بعد الانتقادات التي وجهها له مدربه.
هي كلها أمور تشير إلى ديربي ساخن على الميدان، ولكن هناك مقولة شهيرة في أرض الطليان: «الديربي يلعب في الميدان ولكن تفوز به في المدرجات»، فمهما انخفض المستوى الفني، تبقي الكورفا الخاصة بالفريقين صانعة للحدث، يكفي فقط متابعه «الدخلة» التي يقوم بها كل طرف منهم قبيل اللقاء ويجهزون لها أسابيع قبل المباراة.
اذًا لمن ستكون الكلمة في الديربي رقم 174؟ لنرى يوم الأحد.