«وليام والاس».. القلب الشجاع يضخ دماء الاستقلال

«حامي اسكتلندا» ..هكذا أطلق عليه السير جيمس فيرجسون، عام 1938، في كتاباً باسمه يروى قصة حياته، هو وليام والاس، البطل القومي الاسكتلندي، والقائد الذي بث روح التمرد في نفوس مواطنيه ضد الاحتلال الانجليزي لبلادهم، خلال حرب الاستقلال الاسكتلندية الأولى في الفترة بين عامي 1296- 1328.
وتعد حياة والاس الشخصية غامضة، وغير معروف الكثير من تفاصيلها، كما أن هناك فترات طويلة من حياته لا توجد مصادر توثقها، فكل ما يعرفه التاريخ عن نشأته هو أنه من مواليد عام 1270، ووالده مالك أراضي صغير في رينفرو، يدعى مالكوم والاس.
وظهر اسم وليام والاس للمرة الأولى، تاريخياً، في مايو 1297، حينما بدأ كفاحه ضد ملك إنجلترا، إدوارد الأول، الذي استفاد من أزمة الحكم في اسكتلندا، وأعلن نفسه الحاكم على البلاد، فأضرم والاس النيران هو ورجاله في مدينة «لانارك» وقتل المأمور الإنجليزي ليقوم بعدها بتنظيم رجال من العامة وملاك الأراضي الصغار في حركة للتمرد لتنفيذ العديد من الهجمات على الأهداف الإنجليزية، وبالفعل هاجموا حصناً إنجليزياً بين نهري فورث وتاي.
وفي 11 سبتمبر 1297 واجه والاس ورجاله الجيش الإنجليزي في معركة جسر «ستيرلينج» الشهيرة، والتي كان الجيش الإنجليزي يفوق فيها نظيره عدداً، لكن كان عليه عبور جسر ضيق فأصبحوا هدفاً سهلاً لوالاس ورجاله، وواصل شن الهجمات في إنجلترا، حتى أدت نجاحاته العسكرية في إضعاف القبضة الإنجليزية على اسكتلندا، وأصبحت الأخيرة حرة لبعض الوقت.
وفي أواخر 1297 تم إعطاء والاس لقب فارس وحامي البلاد، لكن العديد من النبلاء أعطوه دعماً شحيحاً، وفي يوليو 1298، انهزمت اسكتلندا حينما واجهت الجيش الإنجليزي في معركة «فالكيرك»، وحينها استقال والاس من منصبه وعين مكانه روبرت بروس وجون كومين.
وسافر والاس إلى فرنسا، للحصول على دعم للقضية الاسكتلندية، ولكنه تعرض لخيانة في غيابه، حيث قبل بروس التهدئة مع الملك إدوارد الأول، وعرض الملك الإنجليزي مبلغ كبير من المال لمن يقتل أو يقبض على والاس، وفي 5 أغسطس 1305، ألقى القبض عليه بتهمة الخيانة العظمى، وتم ترحيله إلى لندن، ومن ثم إعدامه بعد تعذيبه، فقد عذبه الإنجليز حتى يطلب الرحمة ولكنه رفض وفضل أن يُعدم من أجل الحرية، فقاموا بشنقه، وأنزلوه قبل أن يختنق، ثم قاموا بشده عن طريق ربط قدميه بحصانين، ويديه بحصانين آخرين، وقطعوا رأسه، وعلقوها على جسر لندن، فيما تم عرض أطرافه في نيوكاسل، وبيرويك، وستيرلينج، وبيرث.
ومنذ وفاته، أصبح والاس أيقونة للكفاح في اسكتلندا، وخارجها، حيث أصبح عنوان العديد من قصائد الشعر الملحمية، وبطل في الأعمال الروائية والتي يعد أبرزها الفيلم الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار «القلب الشجاع».
والآن، بعد أكثر من 700 عام، يحارب أحفاد والاس من أجل الاستقلال من جديد عن المملكة المتحدة، ولكن هذه المرة ليست على طريقة «حامي البلاد»، ولكن عن طريق صناديق الاقتراع.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة