تواصل «المصرى اليوم» عرض سلسلة طويلة من الجرائم التى جمعها الكاتب الأمريكى كليفورد إيرفنج بين دفتى مجلد ضخم يضم «الجرائم الخمسمائة وواحد الأسوأ والأشهر فى العالم». استعرض الكاتب الجريمة بأسلوب شائق ومشوق، ألقى من خلاله الضوء على تفاصيلها وزمانها ومكانها. ربما لم يعرف الكثيرون شيئاً عن «ويليام والاس» قبل عام 1297، عندما قتل فى شهر مايو من هذا العام حاكم لانيرك ويليام هيسيلرنج، ليهزم جيشه بعدها بستة أشهر الإنجليز فى معركة جسر سترلينج. وعلى الرغم مما تردد حول «ويليام والاس» قبل تلك الفترة من أنه كان مجرد مجرم تافه، فإنه بعد هذا العام أصبح «حارس أسكتلندا وقائد أمرائها». فى 22 يوليو 1289 تعرض والاس للهزيمة فى معركة «فالكريك»، وفر عائداً إلى فرنسا عام 1303، وتم أسره فى 5 أغسطس عام 1305 بعد أن سلمه الكونت «جون دى منتيس» لجنود ملك بريطانيا ورحلوا به إلى بلادهم فى 22 من الشهر ذاته. فى وقت باكر من صباح يوم 22 أغسطس 1305، تم اقتياد والاس إلى الحاكم للتحقيق، واعتبرت المحكمة أنه سارق خارج على القانون لا يسمح القانون له بالدفاع عن نفسه. كانت المحاكمة والحكم مجرد «شكليات» لتنفيذ رغبة الملك، وتم تنفيذ الحكم فور إصداره، فتم تجريده من ملابسه وصلبه عارياً على حصانين حتى مقصلة الإعدام فى «سموث فيلد». وطوال الطريق كان البريطانيون يقذفونه بروث الحيوانات والقمامة ويضربونه بالمناثير والعصى وهو لا يزال عارياً تماماً. تم صلب «والاس» على المقصلة وتعذيبه بمحاولة شنقه لأكثر من مرة، إلا أنه بقى على قيد الحياة، ليتم بعد ذلك طرحه أرضاً وتقطيع أعضائه التناسلية ثم أمعائه ومعدته. لم يكتف منفذ الإعدام فى والاس بتقطيع جسده حياً، وإنما مزق أغشيته الداخلية ليخرج أعضاء جسده كالكبد والرئة على مرأى من العامة الواقفين ليظهروا الحماسة أمام أعين والاس تجاه ما يحدث فيه قبل أن يصل منفذ الإعدام إلى تمزيق التجويف الصدرى. بعد تعذيبه بتقطيع أجزاء جسده حياً، كانت الرحمة من وجهة نظرهم، هى قطع رأسه وساقيه وذراعيه، وتم غمس رأسه فى الزفت وتلميعه وتثبيته بعدد من المسامير لإرساله إلى جسر لندن ليعلق عليه، ليكون عبرة لمن يفكرون فى الخروج على ملك بريطانيا. أما ذراعاه وساقاه فقد تم إرسالها إلى مدن إنجلترا الأربع، فذراعه اليمنى ذهبت إلى جسر نيوكاستل، بينما كانت الذراع اليسرى من نصيب مدينة «سترلينج»، أما ساقه اليمنى فتم إرسالها إلى مدينة «بيرويك»، فى حين ذهبت ساقه اليسرى إلى «بيرث». كانت التكلفة الإجمالية «للجزارين» الذين شاركوا فى تقطيع جسد ويليام 61 جنيهاً إسترلينياً و10 سنتات.