خلال 24 ساعة.. 90 شهيدًا في قطاع غزة غالبيتهم من منتظري المساعدات    مطروح تدرس تشغيل خط طيران مباشر إلى القاهرة لتيسير حركة المواطنين    بؤر تفجير في قلب العالم العربي ..قصف إيران للقواعد الأميركية يفضح هشاشة السيادة لدول الخليج    انتظرنا 49 عاما.. الصحف البرتغالية تحتفل بفوز بنفيكا على بايرن ميونخ    ينتظر الترجي أو تشيلسي.. موعد مباراة بنفيكا في دور ال16 بكأس العالم للأندية 2025    ندوة تثقيفية لقوات الدفاع الشعبي في الكاتدرائية بحضور البابا تواضروس (صور)    كم يسجل عيار 21 الآن بعد آخر تراجع في سعر الذهب اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    رسميا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    حسام بدراوي: أرفع القبعة لوزير المالية على شجاعته.. المنظومة تعاني من بيروقراطية مرعبة    اقتراب الأسهم الأمريكية من أعلى مستوياتها وتراجع أسعار النفط    الشاعر: 1410 منشأة سياحية غير مرخصة.. ولجنة مشتركة لمواجهة الكيانات غير الشرعية    «المصدر» تنشر نتيجة انتخابات مجلس إدارة البورصة المصرية 2025-2029    غدا.. إجازة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية للقطاع العام والخاص والبنوك بعد قرار رئيس الوزراء    محافظ الفيوم يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد ناصر الكبير.. صور    وزير الخارجية الإيراني: برنامج النووي مستمر    بايرن ميونخ يواجه فلامنجو البرازيلي فى دور ال16 بكأس العالم للأندية    مندوب إسرائيل في مجلس الأمن: وافقنا على مقترح ترامب وإيران تسعى لصنع قنبلة نووية    البنتاجون: إيران ما زالت تتمتع بقدرات تكتيكية ملموسة    بوتين ولوكاشينكو يبحثان هاتفيا الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط    وصفها ترامب ب«أغبى أعضاء الكونجرس».. نائبة ديمقراطية: «لا تصب غضبك علي.. أنا فتاة حمقاء»    قدّاس جنائزي في البصرة على شهداء كنيسة مار إلياس – سوريا    من قلب الصين إلى صمت الأديرة.. أرملة وأم لراهبات وكاهن تعلن نذورها الرهبانية الدائمة    طارق سليمان: الأهلي عانى من نرجسية بعض اللاعبين بالمونديال    أحمد حمودة: أرقام بن رمضان «غير جيدة».. وعبدالقادر أفضل من تريزيجيه وبن شرقي    «سيكون فريق مرعب».. سيد معوض يكشف احتياجات الأهلي    الزمالك يضع الرتوش الأخيرة على صفقة نجم الأهلي السابق (تفاصيل)    ميسي يعلق على تأهل فريقه للدور الثاني من مونديال الأندية    ميل عقار من 9 طوابق في المنتزة بالإسكندرية.. وتحرك عاجل من الحي    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية القليوبية 2025 الترم الثاني pdf.. رسميًا الآن    بسبب ماس كهربائي.. السيطرة على حريق سيارة بطامية في الفيوم    كان بيعوم.. مصرع طالب ثانوي غرقا بنهر النيل في حلوان    أب ينهي حياة ابنه وابنته في قويسنا بالمنوفية.. والأمن يكثف جهوده لكشف غموض الواقعة    حفل غنائي ناجح للنجم تامر عاشور فى مهرجان موازين بالمغرب    فرصة مثالية لاتخاذ قرارات حاسمة.. توقعات برج الحمل اليوم 25 يونيو    التسرع سيأتي بنتائج عكسية.. برج الجدي اليوم 25 يونيو    معطيات جديدة تحتاج التحليل.. حظ برج القوس اليوم 25 يونيو    زوج ضحية حادث الدهس بحديقة التجمع عبر تليفزيون اليوم السابع: بنتي مش بتتكلم من الخضة وعايز حق عيالي    سفارتنا في بوليفيا تشارك في عدد من المعارض للترويج للمتحف المصري الكبير    غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة    وزير الصحة: ننتج 91% من أدويتنا محليًا.. ونتصدر صناعة الأدوية فى أفريقيا    أسوار المصالح والمنشآت الحكومية بكفر الشيخ تتحول للوحات فنية على يد طالبات تربية نوعية (صور)    البابا تواضروس في اتصال هاتفي لبطريرك أنطاكية: نصلي من أجل ضحايا الهجوم على كنيسة سوريا    حسام بدراوي: الانتخابات كانت تُزور في عهد الرئيس الأسبق مبارك    عندما صعد ميسي ليدق أجراس ميلاده ال38.. من أحدب نوتردام إلى أسطورة الكرة    الأرصاد تكشف حالة الطقس فى القاهرة والمحافظات وتُحذر من انخفاض الرؤية : «ترقبوا الطرق»    مينا مسعود يفاجئ الجمهور فى سينمات القاهرة للترويج لفيلمه "في عز الضهر"    رسالة أم لابنها فى الحرب    "إسرائيل وإيران أرادتا وقف الحرب بنفس القدر".. أخر تصريحات ترامب (فيديو)    ما سبب تسمية التقويم الهجري بهذا الاسم؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: الإشباع العاطفي حق أصيل للزوجة.. والحياة الزوجية لا تُبنى على الأمور المادية فقط    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى حلوان دون إصابات    «يعقوب» و«أبوالسعد» و«المراغي» يقتنصون مقاعد الأوراق المالية بانتخابات البورصة    وزير الصحة يبحث مع نظيره الموريتاني سبل تعزيز التعاون في القطاع الصحي    المنوفية تجهز مذكرة لبحث تحويل أشمون العام إلى مستشفى أطفال تخصصي وتأمين صحي شامل    عملية نادرة تنقذ مريضة من كيس مائي بالمخ بمستشفى 15 مايو التخصصى    بالعلم الفلسطيني وصوت العروبة.. صابر الرباعي يبعث برسالة فنية من تونس    الإدارة العامة للمرور: ضبط (56) ألف مخالفة خلال 24 ساعة    غدا ميلاد هلال شهر المحرم والخميس بداية العام الهجري الجديد 1447 فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



20 حقيقة عن أرض فلسطين: أقدم المناطق الحضارية في العالم
نشر في المصري اليوم يوم 13 - 07 - 2014

ذكر المركز الفلسطيني للإعلام ما اعتبره الحقائق العشرين عن القضية الفلسطينية، التي لا يعرفها الكثيرون، ومضيفًا أن «هذه الحقائق بمثابة الوعي السياسي والفكري والحضاري المتميز، والذي يجب على كل مسلم أن يفقهها ليفقه حقيقة الصراع بين الإسلام والصهيونية».
وجاءت الحقائق التي كشفها المركز على موقعه، على النحو الآتي:
1- أرض فلسطين من أقدم المناطق الحضارية في العالم، وحسب الاكتشافات الأثرية الحديثة، أول أرض شهدت تحول الإنسان إلى حياة الاستقرار والزراعة قبل حوالي 11 ألف سنة، 9000 ق.م، وفي ربوعها أنشئت أقدم مدينة في التاريخ مدينة أريحا حوالي 8 آلاف سنة ق.م.، وما زالت معمورة زاخرة بالحضارات المختلفة إلى عصرنا الحالي.
2- لأرض فلسطين مكانة عظيمة في قلب كل مسلم فهي: أرض مقدسة ومباركة بنص القرآن الكريم، وفيها المسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد بُنِي لله في الأرض، وثالث المساجد مكانة في الإسلام، وهي أرض الإسراء، فإليها أَسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهي أرض الأنبياء فقد ولد في هذه الأرض وعاش عليها ودفن في ثراها الكثير من الأنبياء عليهم السلام الذين ذكروا في القرآن الكريم، وتعد في المنظور الإسلامي أرض المحشر والمنشر، وعقر دار الإسلام، والمقيم المحتسب فيها كالمجاهد في سبيل الله، ومركز الطائفة المنصورة والثابتة على الحق إلى يوم القيامة.
3- أرض فلسطين أرض مقدسة لدى اليهود و النصارى أيضاً: فيعُدُّها اليهود أرضهم الموعودة، ومحور تاريخهم، ومرقد أنبيائهم، وبها مركز مقدساتهم في القدس والخليل، ويعُدُّها النصارى مهد ديانتهم حيث ولد عيسى عليه السلام وقام بدعوته، وبها مراكزهم الدينية العظيمة في القدس وبيت لحم والناصرة.
4- يؤمن المسلمون أنهم الورثة الحقيقيون الجديرون بميراث داود وسليمان وأنبياء بني إسرائيل وصالحيهم، ممن حكموا فلسطين ردحاً من الزمن تحت راية التوحيد، وأن شرعية حكمها تحولّت إلى المسلمين لأنهم رافعو راية التوحيد من بعد هؤلاء الرسل، والسائرون على درب الأنبياء. ويعتقد المسلمون أن اليهود تنكبوا عن طريق الحق، وحرّفوا كتبهم، وقتلوا أنبياءهم، وباؤوا بسخط الله سبحانه وغضبه.
5- إن أقدم شعب معروف سكن فلسطين، وطبعها بطابعه هم «الكنعانيون»، الذين قدموا من جزيرة العرب منذ نحو 4500 عام، وعرفت أول الأمر باسم «أرض كنعان»، وشعب فلسطين الحالي هم سلائل الكنعانيين ومن اختلط بهم بعد ذلك من شعوب شرقي البحر المتوسط ال"بلست" أو الفلسطينيون، والقبائل العربية، ورغم أن فلسطين حكمها أقوام شتى بين فترة وأخرى إلا أن أهلها ظلوا يعمرونها دونما انقطاع، وإن أهل فلسطين هؤلاء هم أنفسهم الذين أسلمت أغلبيتهم الساحقة وتعربت لغتهم مع قدوم الإسلام، وتأكدت الهوية الإسلامية لأرض فلسطين لأطول فترة تاريخية متواصلة منذ الفتح الإسلامي لها في 15 ه 636م وحتى الآن، ولا عبرة بإخراج جزء من أهلها قهراً تحت الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948.
6- إن مزاعم الحق التاريخي لليهود في فلسطين تتهافت أمام حق العرب المسلمين في أرضهم، فأبناء فلسطين عمروا هذه الأرض قبل نحو 1500 عام من إنشاء بني اسرائيل دولتهم (مملكة داود )، واستمروا في أثنائها، ثم بعد أن انقطعت صلة اليهود بها إلى الآن. لقد حكم اليهود أجزاء من فلسطين (وليس كلها) حوالي أربعة قرون (خصوصاً بين 1000586 ق.م) وزال حكمهم كما زال حكم غيرهم من الدول كالآشوريين والفرس والفراعنة والإغريق والرومان، بينما ظل شعب فلسطين راسخاً في أرضه، وكان الحكم الإسلامي هو الأطول حيث استمر حوالي 1200 سنة (6361917) باستثناء الفترة الصليبية (90عاماً)، وانقطعت صلة اليهود عملياً بفلسطين نحو 1800 عام (منذ 135م وحتى القرن العشرين) دون أن يكون لهم تواجد سياسي أو حضاري وريادي فيها، بل وحرَّمت تعاليمهم الدينية العودة إليها. وإن أكثر من 80%من اليهود المعاصرين، حسب دراسات عدد من اليهود أنفسهم مثل الكاتب الشهير آرثر كوستلر، لا يمتون تاريخياً بأيّ صلة لفلسطين، كما لا يمتون قومياً لبني إسرائيل، فالأغلبية الساحقة ليهود اليوم تعود إلى يهود الخزر «الأشكناز» وهي قبائل تترية، تركية قديمة كانت تقيم في شمالي القوقاز، وتهودت في القرن الثامن الميلادي. فإن كان ثمة حق عودة لهؤلاء اليهود، فهو ليس إلى فلسطين وإنما إلى جنوب روسيا،
ثم إن دعوى تعلق اليهود بفلسطين وارتباطهم بها لا تقف أمام حقيقة أن معظم بني إسرائيل رفض الانضمام إلى موسى عليه السلام في مسيرته للأرض المقدسة، كما رفض معظمهم العودة إليها من بابل بعد أن عرض عليهم الإمبراطور الفارسي قورش ذلك، وطوال التاريخ وحتى أيامنا هذه لم تزد أعداد اليهود في فلسطين في أفضل أحوالهم عن 40% من اليهود في العالم.
7- تعود أسباب نشأة الحركة الصهيونية ،التي سعت لإنشاء كيان يهودي في فلسطين، إلى ظهور النزعات الصهيونية المؤيدة لتجميع اليهود في فلسطين وسط مسيحيي أوربا، وخصوصاً البروتستانت منذ القرن السادس عشر الميلادي، وإلى ظهور الأيديولوجيات القومية والوطنية ونشوء الدولة القومية في أوربا خصوصاً في القرن التاسع عشر، وإلى نشأة "المشكلة اليهودية" خصوصاً في أوربا الشرقية، وما تعرض له اليهود من اضطهاد على يد الروس، وإلى تمكُّن اليهود من الوصول إلى عدد من دوائر النفوذ في أوربا وأمريكا، بالإضافة إلى فشل حركة الاستنارة اليهودية «الهسكلا» التي سعت إلى دمج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها.
8- إن فكرة إنشاء الكيان اليهودي ليقوم بدور «الدولة الحاجزة» والتي دعمها الاستعمار الغربي، وخصوصاً بريطانيا، تمثل ذروة الخطر الغربي الصهيوني في قلب العالم الإسلامي، إذ تهدف إلى شطر جناحي العالم الإسلامي في آسيا وأفريقيا إلى شطرين منفصلين، وبذلك تسعى إلى إضعافه ومنع وحدته، وإبقائه مفككاً عاجزاً عن النهضة، قابعًا في دائرة التبعية، منتجًا للمواد الأولية وسوقاً استهلاكياً للمنتجات الغربية، إن معادلة بقاء الكيان اليهودي-الصهيوني واستقراره ونموه في وسطٍ معادٍ مرتبطة بضمان ضعف ما حوله من أقطار المسلمين وتفككها وتخلفها، وإن معادلة نهضة الأمة ووحدتها وقوتها مرتبطة بالقضاء على المشروع اليهودي الصهيوني الجاثم على قلبها.
9- نشأت المنظمة الصهيونية العالمية في بال بسويسرا في أغسطس 1897 بقيادة تيودور هرتزل، وربطت نفسها بالمشروع الاستعماري الغربي، وفشلت في الحصول على أي شيء ذي قيمة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، والحركة الصهيونية حركة عنصرية قائمة على ديباجات وخلفيات دينية وتراثية وقومية يهودية، وشرط نجاحها مرتبط بإلغاء حقوق أهل فلسطين العرب في أرضهم والحلول مكانهم. ولا فرق في جوهر الفكرة الصهيونية بين تيارات علمانية أو اشتراكية أو دينية أو ثقافية أو سياسية، فالصهاينة كلهم في النهاية صهاينة توفيقيون يسعون إلى الأهداف العليا نفسها.
10- تبنَّت بريطانيا المشروع الصهيوني، فأصدرت في 2 نوفمبر 1917 وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وتمكنت من إتمام احتلالها لفلسطين في سبتمبر 1918، وتنكرت لوعودها للعرب بزعامة الشريف حسين بالحرية والاستقلال، وقسّمت دوائر النفوذ في بلاد الشام والعراق بينها وبين فرنسا وفق اتفاقيات «سايكس بيكو» مايو 1916 التي خططت لجعل فلسطين منطقة دولية، ثم إن بريطانيا استأثرت بفلسطين وفق اتفاقيات سان ريمو إبريل 1920، وتمكنت من إدماج وعد بلفور في صك انتدابها على فلسطين الذي أقرته لها عصبة الأمم في يوليو 1922.
11- فتحت بريطانيا خلال احتلالها لفلسطين 19181948 الأبواب للهجرة اليهودية فتضاعف عدد اليهود من 55 ألفاً سنة 1918 إلى 646 ألفاً سنة 1948، كما دعمت تملك الأراضي فتزايدت ملكية اليهود للأرض من نحو نصف مليون دونم إلى نحو مليون و800 ألف دونم (6.7% من أرض فلسطين)، تسربت إلى اليهود في الغالب من الحكم البريطاني أو من أيدٍ إقطاعية غير فلسطينية، وتمكّن شعب فلسطين رغم قسوة الظروف والمعاناة من الصمود في أرضه طيلة ثلاثين عاماً محتفظاً بأغلبية السكان 3,68% وبمعظم الأرض 93.3%، وتمكن اليهود تحت حماية الِحراب البريطانية من بناء مؤسساتهم الاقتصادية والسياسية والتعليمية والعسكرية والاجتماعية، وفي سنة 1948 كانوا قد أسّسوا 292 مستعمرة، وكونوا قوات عسكرية من منظمات الهاغاناه و الأرجون وشتيرن يزيد عددها عن سبعين ألف مقاتل، واستعدوا لإعلان دولتهم.
12- رغم أن المؤامرة على فلسطين كانت أكبر بكثير من إمكانات الشعب الفلسطيني، إلا أن شعب فلسطين رفض الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني، وطالب بالاستقلال. وقامت التيارات الوطنية والإسلامية بزعامة موسى كاظم والحاج أمين الحسيني ورفاقهم بالتعبئة الشعبية والتحركات السياسية والثورات العارمة، فكانت ثورات القدس 1920، ويافا 1921، والبراق 1929، وأكتوبر 1933، وحركة الجهادية بقيادة الشيخ عز الدين القسّام ومنظمة الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني، وتحت ضغط الثورة الكبرى 1936 1939 اضطرت بريطانيا في كتابها الأبيض مايو 1939 أن تتعهد بقيام الدولة الفلسطينية خلال عشر سنوات وبأن توقف بيع الأرض لليهود إلاّ في حدود ضيِّقة، وبأن توقف الهجرة اليهودية بعد خمس سنوات، ولكنها تنكرت لالتزاماتها في نوفمبر 1945تصريح بيفن، وعادت الحياة للمشروع الصهيوني من جديد برعاية أمريكية.
13- في 29 نوفمبر 1947 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية و يهودية (نحو 54% للدولة اليهودية، و45% للدولة العربية و1% منطقة دولية منطقة القدس، وقرارات الجمعية العامة ليست قرارات ملزمة حتى ضمن مواثيق الأمم المتحدة نفسها، والقرار نفسه مخالف للأساس الذي قامت عليه الأمم المتحدة، وهو حق الشعوب في الحرية وتقرير مصيرها بنفسها. ثم إن الشعب الفلسطيني المعني أساساً بالأمر لم تتم استشارته ولا استفتاؤه، فضلاً عن الظلم الفادح في إعطاء الأقلية اليهودية الصهيونية الدخيلة المهاجرة الجزء الأكبر والأفضل من الأرض.
14- أعلن الصهاينة دولتهم إسرائيل في مساء 14 مايو 1948، وتمكنوا من هزيمة الجيوش العربية، واستولى الصهاينة على نحو 77% من أرض فلسطين (20770كم2)، وشردوا بالقوة 800 ألف فلسطيني خارج المنطقة التي أقاموا عليها كيانهم، وذلك من أصل 925 ألفاً كانوا يسكنون في هذه المنطقة (كان المجموع الكلي للفلسطينيين في نهاية 1948 نحو مليون و 400 ألف نسمة). ودمَّر الصهاينة 478 قرية فلسطينية من أصل 585 قرية كانت قائمة في المنطقة المحتلة، وارتكبوا 34 مجزرة. أما بالنسبة لما تبقى من فلسطين فقامت الأردن بضم الضفة الغربية رسمياً إليها (5876 كم2) كما وضعت مصر قطاع غزة (363 كم2) تحت إدارتها، ووافقت الأمم المتحدة على دخول الكيان الصهيوني إسرائيل في عضويتها، بشرط السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، وهو ما لم يفعله الكيان الصهيوني مطلقاً.
15- أُنشئت منظمة التحرير الفلسطينية «م . ت. ف» سنة 1964 برئاسة أحمد الشقيري، وبدعم مباشر من جمال عبد الناصر الذي خشي أن يفلت زمام القضية من يديه، بعد أن بدأت الساحة الفلسطينية تموج بالحركات السرية والتنظيمات، وخصوصاً "فتح" التي ترجع جذورها إلى سنة 1957. وهدفت «م . ت. ف» إلى تحرير الأرض المحتلة سنة 1948، وشدَّد ميثاقها على الكفاح المسلح طريقاً وحيداً للتحرير. وقد رحب عامة الفلسطينيين بإنشائها باعتبارها تجسيداً للهوية الوطنية والكيانية الفلسطينية بعد تغييب طويل. وفي عام 1968 انضمت المنظمات الفدائية الفلسطينية وعلى رأسها فتح إلى «م.ت.ف» وتولى ياسر عرفات زعيم فتح قيادة «م.ت.ف» منذ فبراير 1969. وفي سنة 1974 أقرت الأنظمة العربية ل«م.ت.ف» بأنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وتم تمثيلها في العام نفسه بصفة عضو مراقب في الأمم المتحدة.
16- كانت حرب يونيو 1967 هزيمة مُرَّة للأنظمة العربية، ففي بضعة أيام احتل الكيان الصهيوني باقي فلسطين فسقطت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، وتم تشريد 330 ألف فلسطيني. كما سقطت الجولان السورية، وسيناء.
17- واصل الكيان الصهيوني تهويد أرض فلسطين بشكل حثيث، وسعى لاجتثاث هويتها الإسلامية ومعالمها الحضارية، فقد صادر حوالي 96% من الأرض التي احتلها سنة 1948 بما في ذلك أراضي وأملاك الفلسطينيين الذين قام بتشريدهم، ومعظم الأوقاف الإسلامية، والكثير من أراضي من بقي من العرب هناك، وبنى الصهاينة 756 مدينة وقرية استيطانية في الأرض المحتلة 1948. ومنذ حرب 1967 صادر الصهاينة حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية وبنى فوقها 192 مستعمرة، كما صادر 30% من مساحة قطاع غزة وبنى فوقها 14 مستوطنة. وبينما حرَم الكيانُ الصهيوني أبناءَ فلسطين من العودة إلى أرضهم ، فتح أبواب الهجرة اليهودية إلى فلسطين فهاجر إليها أكثر من مليونين و 800 ألف يهودي خلال الفترة 1949 2000، ليبلغ العدد الكلي لليهود حوالي خمسة ملايين و200 ألف في سنة 2002.
18- تمسك اللاجئون الفلسطينيون بحقهم في العودة إلى أرضهم، ورفضوا كل مشاريع توطينهم خارج أرضهم والتي وصلت إلى 243 مشروعاً، ورغم أن الأمم المتحدة أصدرت أكثر من 110 قرارات بحق اللاجئين في العودة، إلا أن أياً منها لم ينفذ بسبب إصرار الكيان الصهيوني على رفضها.
19- تعاملت الأمم المتحدة مع قضية فلسطين على أنها قضية لاجئين منذ 1949 وحتى بداية السبعينيات من القرن العشرين. ومنذ 1974 أخذت تصدر قرارات كثيرة بأغلبية ساحقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير، وبشرعية الكفاح الفلسطيني (بما فيه الكفاح المسلح) لاسترداد الحقوق المغتصبة، وباعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال التفرقة العنصرية، وبحق اللاجئين غير القابل للتصرف في العودة إلى أرضهم.
20- مثلت الفترة 19671970 الفترة الذهبية للعمل الفدائي والمقاومة الفلسطينية، غير أنها حرمت منذ 1971 من استخدام الساحة الأردنية، ورغم تركزها بعد ذلك في الساحة اللبنانية إلا أنها عانت من محاولات الاستهداف والاجتثاث خلال الحرب الأهلية اللبنانية 1975 1990، وأسهم العدوان الصهيوني المستمر على لبنان، واجتياحه الجنوب اللبناني سنة 1978 وتشكيله لحزام أمني عميل، ثم اجتياحه الجنوب سنة 1982في ضرب البنية التحتية للمقاومة وإجبار «م. ت. ف» ومقاتليها على الانسحاب من لبنان، وبذلك أُغلقت كل الحدود العربية مع الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.