كيري يكشف تفاصيل لقائه بالسيسي ومصير المساعدات

قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن رئيس بلاده، باراك أوباما وإدارته قدموا مشروع قانون للكونجرس الأمريكي بتقديم المساعدات كاملة إلى مصر بقيمة 650 مليون دولار.
وأوضح «كيري»، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري، سامح شكري، الأحد، أن «مجلس النواب أقر المبلغ كاملًا، ولكن مجلس الشيوخ هو من اقترح تخفيض المبلغ»، مضيفًا: «مازلنا نعمل على حل هذا الأمر، وواثق في أننا سنحصل على كامل المساعدات لمصر».
وأشار إلى أن «طائرات الأباتشي، التي تجري لها صيانة بالولايات المتحدة سيتم تسليمها قريبًا إلى مصر، موضحًا أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع السيناتور ليهي، وقال: «أثق في أننا سنمضي قدمًا في تسليم هذه الطائرات لدعم جهود مصر المتواصلة لمكافحة الإرهاب».
وقال: «هناك اهتمام كبير لدي المشرعين الأمريكيين لضمان أن الأموال، التي توجّه لدعم مصر، والتي هي في الأساس أموال دافعي الضرائب الأمريكيين يتم صرفها بصورة يرضي عنها الأمريكيون».
وتابع: «هذا الأمر ليس الغرض منه فرض شىء معين على مصر»، مشددًا على أنه جاء اليوم إلى مصر ل«التأكيد على متانة وأهمية الشراكة التاريخية بين القاهرة وواشنطن وكذلك التشاور حول الأوضاع الخطيرة، التي تشهدها المنطقة وخاصة بالعراق وليبيا وسوريا».
وأوضح: «بعد 3 سنوات صعبة مرت على الشعب المصري ورغبته في تحقيق التحول، فالولايات المتحدة تريد أن ترى الشعب المصري ينجح»، لافتًا إلى «التزام الإدارة الأمريكية بما أكده مسبقًا الرئيس أوباما للرئيس السيسي بالعمل سويًا من أجل تحقيق الوعد الكامل لثورة مصر في 2011».
وقال: «أعدت التأكيد على هذه الرسالة خلال كل الاجتماعات، التي عقدها في القاهرة»، مضيفًا: «جئت لمصر لأعيد التأكيد على أهمية متانة والشراكة التاريخية مع مصر، وتم التشاور حول الأوضاع الهامة في المنطقة وخاصة ليبيا والعراق، وكما قال أوباما للسيسي بأننا ملتزمون بالعمل سويا لتحقيق التطلعات السياسية والاقتصادية للشعب المصري وحقوقه الإنسانية العالمية».
وأوضح «كيري»: «كانت المناقشات واسعة وضمت العلاقات بين إسرائيل وفلسطين وعودة مصر للاتحاد الافريقي، ومواجهة الإرهاب والتطرف، وأشكر الرئيس السيسي على حديثه الصريح والشامل وقمنا من خلالها بالتعبير عن تخوفه الكبير، ونرغب في التعامل سويًا». وأضاف: «أكدت دعمي القوي للحريات والحقوق العالمية وحرية التعبير والتجمع، وناقشنا الدور الهام والحيوي لمجتمع مدني حر، وكذلك حرية الصحافة وسيادة دولة القانون والديمقراطية، وأن المجتمع المصري سيكون أقوى إذا كان لكل مواطن دور وقول فيما يجري».
وعن لقائه مع السيسي، أوضح «كيري» أن «الرئيس المصري أعطاني حسًا كبيرًا بأنه ملتزم تمامًا بالعملية، التي وضعها وإعادة تقييم تشريع حقوق الإنسان والعمليات القضائية وغيرها من الخيارات المتاحة، وأعتقد أنه يؤمن بأن مصر والولايات المتحدة يجب أن يعملا سويًا».
وأشار إلى أنه ناقش مع السيسي التحديات الاقتصادية، التي واجهتها مصر، وقال: «أوصيت باستئناف المساعدات لمصر، وناقشنا أوضاع العراق الصعبة»، مضيفًا: «جماعة (داعش) خطر لا يهدد العراق فقط وإنما المنطقة بأكملها، ويجب أن نعمل سويًا لتخطي الخلافات الطائفية وتشكيل حكومة لتلبية جميع مطالب الشعب العراقي».
واعتبر «كيري» أن «هذه اللحظة مهمة، والولايات المتحدة ستساهم في تقديم الدعم الاقتصادي لمصر لتحقيق الاستقرار من خلال التعاون مع الدول الصديقة في الخليج وخاصة الإمارات».
وتابع: «سنستمر في العمل سويًا من أجل دفع الشراكة الطويلة بين الولايات المتحدة ومصر، وندرك أهمية ذلك وأن هناك مصالح مشتركة نعمل عليها». وعما يخص الشأن العراقي، قال «كيري» إن «الولايات المتحدة تريد أن تكون هناك حكومة شمولية وتتخطى الصعوبات، التي تتعرض لها، والولايات المتحدة ليست مسؤولة عما حدث في ليبيا أو العراق، لأن ما حدث في ليبيا أن الشعب انتفض لمواجهة ديكتاتور وكل دول العالم تحركت لدعم تطلعات الليبيين».
وأضاف: «في العراق عملنا لسنوات من أجل إرساء الديمقراطية وبناء حكومة ونظام وإجراء انتخابات ديمقراطية، ولكن ما حدث أن (داعش) تحركت من سوريا لمهاجمة العراق، وسنساعد العراق لتجاوز ذلك واستكمال بناء دولتهم إذا أرادوا ذلك».
بدوره، قال وزير الخارجية، سامح شكري، إن «زيارة كيري مهمة في توقيت مهم بعد نجاح استحقاقها الثاني، وتولي عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية في انتخابات حظيت بمتابعة دولية». وتحدث وزير الخارجية عن «كيري»، بقوله: «أعرفه شخصيًا منذ أن كنت سفيرًا بواشنطن، وعلاقة العمل، التي جمعتنا في السابق ستستمر وتتواصل، وسنعمل سويًا لزيادة مساحة التلاقي، وهي الروح التي تجسدت في زيارته».
وعن لقاء السيسي و«كيري»، أوضح وزير الخارجية أن «المباحثات بينهما إيجابية وتناولت كل القضايا»، مشيرًا إلى «التوافق لحشد الطاقات لمواجهة تحديات المنطقة وانعكاساتها في المنطقة، ولاسيما الأوضاع في العراق وليبيا وسوريا، وهي الأمور، التي تتطلب المزيد من التواصل».
وأضاف: «كما تطرقت المباحثات إلى توافقنا على ضرورة بذل المزيد من الجهد لدفع العلاقات بين البلدين، والتي ترتكز على المصالح المشتركة والبناء المتبادل».
وقال وزير الخارجية: «جسد استقبال الرئيس لكيري تأكيد الحرص على الانتقال بالعلاقات على مستوي أكبر خال من الشوائب، وعلي يقين بإيمان كيري بأهمية العلاقات المصرية الأمريكية، وأسجل حرصه على الدفع بها لآفاق أكبر».
وأضاف أن «الحوار الاستراتيجي بين مصر وواشنطن مبادرة قوية، ونحن بصدد الترتيبات الخاصة بتفعيل هذه المبادرة، التي تساهم بشكل إيجابي في رسم إطار مناسب للعلاقات بين مصر وأمريكا في شتى المجالات، ويشمل جميع قطاعات التعاون المختلفة بما يحقق مصلحة الشعب المصري، ويؤدي لمزيد من التفاهم وتوازي المصالح بين الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضًا تتيح المجال لتبادل الآراء الخاصة بالقضايا المشتركة».
وحول أحكام الإعدام، التي صدرت مؤخرًا بحق عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، قال: «هناك تقدير للشعب المصري، الذي قام بثورتين خلال 3 سنوات من أجل إقامة دولة ديمقراطية، وهو الآن ينطلق بعد اعتماد الدستور وانتخاب الرئيس نحو إرساء دولة مؤسسات وسيادة القانون، ولدينا نظام قضائي عادل يعطي كل ذي حق حقه».
وعن «أزمة التحرش»، أوضح أن «ظاهرة العنف ضد المرأة احتلت اهتمام الشعب المصري، وانطلقت موجة شعبية من المجتمع المدني لمواجهة الظاهرة كما صدر قانون لمكافحة التحرش».
وعما يتعلق بالشأن العراقي، قال وزير الخارجية: «مصر وأمريكا لديهما قلق بالغ فيما يتعلق بالأوضاع في العراق، ومن المهم التنسيق مع الشركاء في الخليج لمواجهة ذلك، ونأمل أن تؤدي العملية السياسية في العراق لتحقيق الوحدة الوطنية وأن ينجح العراق في مواجهة التحديات والحفاظ على أمنه واستقراره بمنطقته، ونتطلع لمزيد من التنسيق من أجل الشعب العراقي».