بدأت الحملات الشعبية لمرشحي الرئاسة حرب الدعاية الانتخابية مبكراً، وقبل بدء الحملات الرسمية في اتخاذ أي إجراءات فيما يخص الدعايةن وفق تعليمات اللجنة العليا للانتخابات، حيث تجولت «المصري اليوم» داخل مطابع شوارع محمد علي والفجالة وكلوت بك، بالقاهرة، وهي من أكثر الأماكن المشهورة بطبع الدعاية. من جانبه قال محمد عبد الحميد، صاحب مطبعة في شارع محمد على، إن الدعاية الانتخابية بدأت على المستوى الشعبي حيث وزع مسؤولي الحملات طلبات الطباعة على جميع المطابع في منطقة الفجالة ومحمد علي، إضافة لمطابع الموجودة في منطقة عين شمس، خاصة أنهم يطبعون لافتات وبوسترات بالملايين ويريدونها في توقيت واحد ما ينعش السوق بأكمله. وأشار إلى أن «بطاقة المشير عبد الفتاح السيسي»، المرشح المحتمل للرئاسة، وصوره بالزي العسكرى هي الأكثر طباعة وطلباً حتى الآن، حيث بدأ الطلب على بوستراته منذ فترة طويلة، وعددها يساوي جميع الطلبات التي وردت إلى المطابع في انتخابات عام 2012، ما يعوض النقص في عدد المرشحين هذه المرة. وتابع أن الأكثر طلباً بالنسبة له هو «بطاقة السيسىي» والتي تكلف طباعتها حوالي 25 قرش في حال طباعة 1000 نسخة، وتقل كلما زاد العدد فيما يتم بيعها بجنيه. وذكر عامل في إحدى المطابع أن صاحب المطبعة ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ويرفض كل الطلبات الخاصة بالدعاية الانتخابية ولذلك العمل بمطبعته محدود، وكما ترفض جميع المطابع المتعاطفة مع الجماعة استلام أي طلبات لطبع الدعاية الانتخابية. وأوضح محمد سامي، صاحب مطبعة في شارع محمد، أن المطابع تأثرت مثل كل شيء بعد الثورة نتيجة امتناع العديد من الشركات عن طباعة دعاية لها ولمنتجاتها بسبب الركود الاقتصادي وتأمل خلال الانتخابات أن تزيد طلبيات الطباعة، خاصة من جانب المؤيدين للمشير السيسي. وأشار إلى أن هناك متطوعين من أهالي المنطقة يطبعون أعداد قليلة من صور السيسي رغم عدم علاقتهم بأي حملات تأييد له. وقال أحد العاملين حول تأييد عمال المطابع لأحد المرشحين،: «أنا هطبع للسيسي أو لحمدين صباحي، كله شغل لكن صوتي سيذهب للمشير». وتابع عامل آخر :«طلبات الطباعة لا تتوقف فقط على الحملات أو المرشحين لكن السوق الاكثر نشاطاً رغم صغر حجم الطلبيات هو المكتبات والباعة الجائلين الذين يطبعون الصور وبيعونها لمؤيدي كل مرشح». وقال هشام شاتو: «كلهم مرشحين وانتخابات الرئاسة مش بتأكل عيش، وانتخابات الأندية ومجلس الشعب أكثر ربحاً لنا مقارنة بانتخابات الرئاسة، وكنت اتمنى أن يزيد عدد المرشحين حتى تكون مكاسبنا أكبر». وكانت حصيلة الدعاية للانتخابات الرئاسية العام الماضى حسب أرقام غرفة الطباعة باتحاد الصناعات، حققت حجم أعمال يقدر بنحو 200 مليون جنيه خلال فترة الانتخابات الرئاسية نتيجة دعاية المرشحين السابقين.