على الرغم من انتهاء المناقصة العامة لطباعة الكتب المدرسية من أعمالها بإرساء عطاء الطباعة على 53 مطبعة حكومية وخاصة، إلا أن أزمة طباعة الكتب ما زالت مستمرة، خاصة مع ارتفاع سعر الدولار وتخطيه حاجز ال 8 جنيهات، وهو ما يعنى أن عددا كبيرا من المطابع التى رسا عليها عطاء الطباعة لن تستطيع الوفاء بالأسعار المطلوبة فى ظل ارتفاع أسعار الورق والأحبار اللازمة للطباعة. الأزمة دفعت عدد من أصحاب المطابع التى رسا عليها العطاء فى طباعة أكثر من حزمة من الحزم الطباعية التفكير فى الانسحاب ومنها، مطابع دار الهلال الحكومية، والمطبعة الحديثة والمنار والكيلانى وراضى؛ نظرا لارتفاع سعر الدولار، كما حاولت المطابع التابعة للمؤسسات الصحفية الاعتذار عن طباعة الكتب المدرسية أيضا إلا أنه جرى عدد من المقابلات بين قيادات من الجماعة، ورؤساء مجالس إدارات تلك الصحف، تم خلالها على الاتفاق باستمرار المطابع الصحفية فى طباعة الكتب المدرسية، على أن تعوض جماعة الإخوان تلك المؤسسات مقابل ذلك بحملات إعلانية مع العام المالى القادم لتعويض خسارتها. وتقدر كل حزمة طباعية بخمسة ملايين كتاب وهو ما يفوق قدرة عدد من المطابع التى تم قبولها مثل مطابع الناس ومطابع الحكمة والرحمة ومطابع جلوب على الوفاء بتلك الالتزامات بالأسعار الحالية للورق؛ لانعدام خبرتها فى التعامل مع طباعة الكتب المدرسية. ويهدد الوضع الحالى لطباعة الكتب المدرسية بتأخير استلام المدارس للكتاب المدرسى مع العام الدراسى القادم، خاصة فى ظل زيادة أعداد الكتب المدرسية المطبوعة هذا العام بنحو 80 مليون نسخة عن الأعوام السابقة، لتزيد أعداد النسخ المطلوبة قبل بدء العام الدراسى القادم على 415 مليون نسخة. ما يزيد من خطورة أن عدد المطابع القائمة بأعمال الطباعة انخفض إلى أقل من النصف، ففى العام الماضى كانت 120 مطبعة تقوم بطباعة الكتب المدرسية التى لم تكن تزيد عن 380 مليون نسخة، فى حين أن هذا العام تختص 53 مطبعة فقط بطباعة الكتب المدرسية، بعد استبعاد 36 مطبعة من المطابع صاحبة التاريخ الطويل فى طباعة الكتاب المدرسى، وهى مطابع: "محرم، البارودى، دار النصر، قباء، انترباك برس، رمضانكو، الجيزة انترناشونال، طارق برس، ميكادو، المتحدة للطباعة والنشر، العربية للطباعة، طابا، دار درويش، الخلود، البركة، الفسطاط، هاى استندرد، الهداية، محمد عبد الكريم، المتحدة للإعلان، العجمى، المختار، المدينة، مؤسسة النصر، دار قباء للطباعة، مكة، ول انجينرينج، الاخوة الاشقاء، زمزم، الحسين، التوفيق، التوحيد للطباعة، الديار المصرية، العبور الحديثة وتدريب الشرطة". مصادر بوزارة التربية والتعليم أكدت أن لعبة طباعة الكتب المدرسية يقف وراءها المهندس الإخوانى عدلى القزاز مستشار الوزير لتطوير التعليم والذى يلقب داخل الوزارة بمهندس أزمة طباعة الكتب المدرسية، حيث دعم القزاز مشروع المستشار القانونى للوزارة طارق الفيل الخاص بتحويل طباعة الكتب من الممارسة المحدودة إلى نظام المناقصة العامة، بتوجيهات من جماعة الإخوان المسلمين التى يسيطر رجلها عمرو خضر القيادى بالجماعة ومرشح حزب الحرية والعدالة لمجلس الشعب عن دائرة قصر النيل على سوق الورق، ويلقب بملك الورق، وهو الذى تبرع للجماعة بفتح مقر لها أسفل مبنى شركته بشارع الجيش. وأكدت المصادر أن القزاز التقى والمستشار القانونى بعدد من أصحاب المطابع التى رسا عليها العطاء قبل بدء أعمال المناقصة، وأنه كان من ضمن أعضاء اللقاء توفيق شعلان صاحب مطبعتى التوفيقية وأم القرى، والذى حاز على 8 حزم طباعية لكل مطبعة 4 حزم بما يعنى أنه ملتزم بتسليم 40 مليون نسخة وهو أكبر من الرقم الذى تلتزم به مطابع بحجم المطابع الأميرية التى حصلت على 6 حزم طباعية بما يعنى التزامها بتسليم 30 مليون نسخة. ومما يزيد الشكوك حول الصفقة التى عقدت مع شعلان من قبل قيادات الجماعة أن شعلان كان يطبع العام الماضى بسعر 30 مليما للورقة، وتقدم هذا العام بعرض بسعر 28 مليما وهو أقل سعر تقدمت به أى مطبعة، حتى المطابع الأميرية التى تقدمت بعرض سعر 31 مليما للورقة. ورغم أن شروط المناقصة تمنع التعاقد من الباطن بين المطابع الفائزة بالطباعة إلا أن وزارة التربية والتعليم أعطت الضوء الأخضر لأصحاب المطابع الفائزة للتعاقد من الباطن مع مطابع أخرى من أجل الانتهاء من طباعة الكتب المدرسية فى المدة المحددة، وهو ما يعنى امتلاك عدد من المطابع المملوكة لجماعة الإخوان المسلمين زمام أمور طباعة الكتب المدرسية من الباطن. وتمتلك الجماعة عددا من المطابع التى لم تظهر فى الصورة بعد على رأسها المطابع التى يملكها القيادى الإخوانى المعروف عاصم شلبى الذى ترأس اتحاد الناشرين المصريين بعد الثورة، وكان مسئولا عن الدعاية الانتخابية والإعلامية لأعضاء الجماعة فى انتخابات البرلمان والرئاسة، وهو والد سندس عاصم رئيس تحرير موقع الإخوان ويب الناطق باسم الجماعة باللغة الإنجليزية، وكذلك، "دارالإيمان"، و"المدينة"، و"دار الهندسية ب6 أكتوبر"، و"مطابع الإشراف"، و"دار التوزيع والنشر الإسلامية" والتى تقع تحت سيطرة مجلس إدارة إخوانى منهم شقيق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ومطبعة دار السلام السلفية، ودار آلاء الرحمن.